الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرقوب وعيار الملح

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2008 / 5 / 29
كتابات ساخرة


تختلف الدولة الحديثة بالكثير من المزايا عن نظيراتها من الدول التقليدية المتخلفة لذلك نرى إن الحكومات الديمقراطية المنتخبة لا تدخر وسعا لبناء دولها بما لا يخيب أمل ناخبيها ولا تضرب بوعودها عرض الحائط فتغدو ، لا سامح الله،مواعيد عرقوب لها مثلا ،والواقع لا ادري من عرقوب هذا، ولكن الذي أدريه ، إن عرقوب كان على يقين تماما، ومدركا بما لا يرق إليه الشك، بأن الترهل الإداري من الخصال التي تشين سمعة الحكومة و يثقل كاهلها بعمل لا طائل منه سوى ( الكساد و الفساد ودوخة العباد ) مما يلجأ الناخب أن يحجم عن انتخابها دورة أخرى وهذا أمر لا يرتضيه ( عرقوب)،فما الحاجة إلى هذا العدد من المؤسسات والدول تعيش عصر الرشاقة والخفة والمواطن ينعم باستقلال ناجز عن الدولة التي لا تتدخل بخياراته وان تطلب الأمر ذلك، فمجرد إشراف وتنظيم وإدارة للتنافس المشروع بين الرعايا ، وان التخطيط والدراسات مضيعة للوقت والجهد، وبؤرة للعفن وضياع للمال العام وان الحكمة تقول ( عينك ميزانك ) وهل يكذب الرائد أهله أم هل تكذب العين صاحبها ؟
فمجرد لمحة خاطفة للاختناقات الاجتماعية ألهمتهم أنجع الحلول وأتضح إن القضية لا تعدو أن تكون دعوة لاستقبال طلبات العمل باختصاصات متنوعة من خريجي الكليات للتطوع في سلك شرطة المرور، على إن تمارس الحكومة دورها المجيد في الإشراف على قرعة بصندوق شفاف ، ونكون ساعتئذٍ قد وفرنا فرص عمل وعيش كريم لخريجينا الذين طالما ملؤا علينا الدنيا تظاهرا واحتجاجا ، هذا من جهة ومن جهة أخرى نبني شرطة حضارية للمرور تتماشى مع جميع الفئات السالكة والمستفيدة من الطريق ، ففي بلد زراعي مثل العراق من الطبيعي إن نجد من بين سالكي الطريق الكثير من العربات ذات الدفع (الحيواني) وهنا تبرز الحاجة إلى أطباء بيطريين أكفاء يجيدون التعامل مع الأمزجة المتقلبة لحميرنا الوطنية أو التطبيب الميداني لحصان يضلع اثر حمل قاسي والحالة هذه لم تذهب خمسة من السنين في دراسة الطب البيطري هباء، ويصح القول على خريج التربية الرياضية وحاجة شرطة المرور إليه , و إلا ما العمل لو إن احدهم تجاوز إشارة المرور ولم يعرْ صفارة الشرطي أية انتباه وصودف إن الدراجة النارية عاطلة، فهل يترك هذا المخالف من غير غرامة مالية ؟إذن كيف نبني دولة بلا ضرائب ؟وهل هناك تمثيل بلا ضرائب ؟ هذا بالنسبة لخريج التربية الرياضية أما خريجي الفنون فأن القضية من الأهمية بمكان.... حيث إن البعض من أصحاب المركبات لا يتورعون من القيادة بسرعة خاطفة، عصية على تصوير أدق الأجهزة ولكنهم لا يفلتون من عين الرسام المروري ،فسرعان ما يكون مخطط ( بورتريت ) الجناة بين اوراق الدعوى .... وهكذا فسلك شرطة المرور يستوعب كل التخصصات ولا ضير ان تضخ المؤسسات العلمية من الكفاءات ما لم يجد ميدانه الا في شرطة المرور ...فما الفرق اذا ضاعت المعايير ولم يبقى لعرقوب الا (عيار الملح ) ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش


.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??




.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??