الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يمنعك من الانضمام الى الأحزاب العراقية ؟

علاء الكاشف

2008 / 5 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تعد مسألة الانتساب الى الأحزاب السياسية مسألة حضارية وجدت في جميع دول العالم والانتساب لا يعني بالضرورة ان تحضر اجتماعات وتردد شعار الحزب وتشارك في مظاهرات كما كان معمولاً به في زمن النظام السابق بل ان الانتساب يكون بتأييد الفكرة التي انشيء من أجلها الحزب والنظام الداخلي والبرنامج الذي يعمل عليه ومساندته بكل شيء دون ان تكون مجبراً على ذلك وللأسف هذه الثقافة الحزبية ليست موجودة في دول العالم الثالث فقد عملت الأحزاب على تقييد حرية المواطن واتخاذ مواقف سلبية من الأحزاب الأخرى وعدم احترام أفكار الآخرين واحتكار السلطة وعادة ما يتخذ التنافس فيما بينها طابعاً غير شرعي وغير قانوني , ومنذ أن تبنى العراق المسار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة بعد 9/4 بدأ الدم يسيل في عروق الحياة السياسية والحزبية ، وتشكل عبر خمس سنوات مجموعة من الأحزاب إضافة الى ما كان موجوداً في المعارضة العراقية او من يمارس نشاطاته خارج حدود الدولة نتيجة سياسات البطش والتنكيل التي استخدمها النظام السابق في محاربة الأحزاب الأخرى وعلى الرغم من كثرة الأحزاب فإن دورها جاء باهتاً ضعيفاً غير مؤثر باستثناء بعض الأحزاب التي كان لها صدر المعارضة داخل وخارج مجلس النواب . ويستطيع المرء أن يقول إن السبب الرئيس لفشل الأحزاب هو حالة الشك , فقدان الثقة , ضعف البرامج، تدني مستويات الانتساب، وعدم القيام بالأدوار الحقيقية للأحزاب من ربط المواطن بالدولة، وعمليات التجنيد السياسي إلى غيرها من الأمور
مجلة (آراء) كانت لها جولة في شوارع العاصمة بغداد ورصدت رأي المواطنين حول الأحزاب السياسية وأسباب عدم انخراطهم فيها
(عبد الكريم ابراهيم) صاحب معمل يخبرنا بسبب أو أسباب عزوف المواطنين عن الانتساب للأحزاب ويرى أنها تتمثل في الموروث التاريخي للأحزاب وفقدان الثقة والمصلحة الشخصية، ودور العائلة والبنى التقليدية فضلا عن طبيعة الشخص غير المتقبلة لفكرة الأحزاب ، وبكل الأحوال فإن الحالة العراقية تتطلب مزيداً من الوقت لكي تتبلور الأحزاب السياسية معها وتكون قادرة على تفعيل دورها السياسي والاجتماعي لأننا لإنزال نمر في مرحلة انتقالية ، ناهيك عن أن البنى التقليدية مازالت فاعلة وهذا ما أبرزته الانتخابات الأخيرة ، وما لم يصبح هناك تغير في تلك البنى فإن الوضع سيبقى على حاله، إضافة لضرورة تبلور الوعي السياسي بأهمية وفاعلية ودور الأحزاب في الحياة العامة. شخصيا غير مهتم بهذا المجال ولي اهتمامات أخرى تأخذني بعيدا عن الأحزاب والسياسية ، أتمنى للأحزاب السياسية ان تتاح لها الفرصة لخدمة الوطن.
(غفران عادل) مواطنة تستبعد تماما فكرة الانضمام الى أي حزب عراقي وتقول ان الاحزاب هي تعبير عن مصالح شخصية وفئوية وذلك مع الأسف ما رأيناه في احزاب عريقة لها تاريخ في النضال ضد النظام السابق فهذه الأحزاب فقط وعود في وعود وكلام دون افعال انهم يرومون الى تحقيق مصالح شخصية على حساب مصلحة المواطن .
في حين أشار الإعلامي (هاشم علي) الى انه كمبدأ لا يرفض فكرة الانضمام الى الأحزاب ولكن في الوقت الحاضر فهو غير ممكن لكون هذه الاحزاب سلطوية تبحث عن السلطة وليست لخدمة المجتمع وتحقيق اهدافه فضلا عن ان القوانين المتعلقة بها غير مشجعة للانضمام اليها ، و اعتقد ان الذين ينضمون للأحزاب السياسية يواجهون صعوبات في العديد من المجالات جراء انخراطهم فيها فالتقديم على وظيفة معينة محصور بحزب دون اخر .
احد المواطنين يؤيد فكرة الانضمام الى الأحزاب ويراها أفضل من ان يكون مستقلاً ويضيف ان انضمامي الى احد الأحزاب العراقية ساعدني في ايجاد وظيفة مرموقة اما عن المواطنين وعزوفهم عن المشاركة بالأحزاب يقول هناك تردد كبير تجاه المشاركة بها أعتقد أن ثمة هاجس خوف يحول بينهم وبينها ، وان للتنشئة الاجتماعية دورا في احجامهم عن الأحزاب وعدم المشاركة بفعالياتها".
(زهراء سعد) طالبة رأت ان الانضمام للأحزاب السياسية فكرة رائعة وحضارية ، لكنها تشعر بأن غالبية الأحزاب السياسية ليس لديها برامج حقيقية وتعبر عن مواقف شخصية، وليست هناك حماية حقيقية للمنتسبين للأحزاب وان أعضائها مجرد عدد في أرقام الحزب وليسوا أعضاء فاعلين يعملون على خدمة المجتمع ناهيك على ان هذه الاحزاب تدعي الديمقراطية ولا تعمل بها بل انها لا تؤمن بها فالاحزاب العراقية ومنذ تأسيسها لم نسمع عن اجراء انتخابات داخل الحزب لاختيار رئيس او أمين عام للحزب الا بعد وفاة رئيس الحزب .
السيد (محمد علي) طبيب يرى ان الاجابة عن هذا السؤال تكون وفق ما رأيناه من حقائق ووقائع على الأرض وخلال أكثر من خمسة أعوام من الزمن، فالأحزاب والكتل والتجمعات السياسية قد اشبعتنا وعودا وكلاما لاسيما ايام الانتخابات ، حيث رفعوا شعارات تضمن الأمن والكرامة والعدل ونبذ الخلافات...الخ، وهو الأمر الذي لم نشاهده قط منذ بداية سقوط النظام .. ولو كانت تلك الاحزاب شعارها العراق اولاً فعلا لما كان كل ذلك الخلاف على كراسي السلطة حيث كلف الحكومة اشهر كثيرة من عمرها من دون ان نرى هناك مشاهد للإيثار او التنازل للآخر او المشاهد الأخرى التي تجعل المواطن يطمئن ان بلده في أيد أمينة لذا كانت هناك أزمة ثقة بين المواطن والحزب فالحزب لم ينزل الى الشارع ليعرف معاناة المواطن والمواطن لم يتقرب الى الحزب ليعرف ماذا يعمل وكيف يعمل.
أظهرت دراسة قامت بها أحدى المنظمات بأن 70% - 75% من العراقيين ليسوا متحزبين ولا يثقون بالأحزاب الحالية وبغض النظر عن صحة الدراسة او عدم صحتها هناك حقيقة اجتماعية في كل المجتمعات وهي ان المنتمين للأحزاب السياسية لا يشكلون في أحسن الحالات الا 5% من مجموعة السكان يعني الحزبين الرئيسيين في بريطانيا حزب المحافظين وحزب العمال لهم من الأعضاء ما بين 100 الف – 150 الف أصلا من مجموع سكان يبلغ 60 مليون نسمة فهذه حقيقة كل حزب يطرح برنامج لمدة معينة اذا لم يتم تطبيق هذا البرنامج تنزع الثقة عن هذا الحزب , في العراق للأسف كل شخص أصبح حزبا من النادر ان تجد في اي مجتمع أكثر من مئة حزب ، هناك أشخاص استطاعوا الحصول على أموال والنزول للانتخابات تحت اسم حزب معين هذه ظاهرة طبيعية لكنها لن تستمر فلقد خلقت بعض الأحزاب حالة من الهستريا الطائفية بحيث تم تقسيم الوظائف حزبياً والدليل أن كل مواطن يرغب في العمل في أي دائرة حكومية عليه أن يجلب تأييداً من جهة سياسية حزبية ينتمي إليها (تزكية) والذي لا ينتمي الى جهة سياسية "حزبية" لا يمكن له العمل والتعيين في إحدى دوائر الدولة وهذا من لطف تلك الأحزاب التي فرضت سطوتها على كافة مؤسسات الدولة وقسمت تلك الدوائر حسب الفئات وحسب الطوائف ، فهل هكذا بلد يعيش التجزئة والازدواجية في العمل سوف ينهض بواقع المواطن العراقي الذي أصيب بحالة من الذهول وهو يرى تلك المشاهد والتناحر بين الأحزاب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يحول دون وقف إطلاق النار في غزة ؟ • فرانس 24


.. سيدة بلا تذكرة تتجاوز أمن المطار وتصعد للطائرة دون اكتشافها.




.. شاهد| سيطرة المعارضة السورية على مطارات عسكرية بإدلب وحلب


.. مقاتلو المعارضة السورية داخل قصر الضيافة بمدينة حلب




.. قراءة في دلالات كمائن القسام في رفح وعمليات سرايا القدس وسط