الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساء خامد وابتسامات وريفه لطفلة اسمها - رفيف-

عفيف إسماعيل

2004 / 1 / 14
الادب والفن


منذ أن نام النورس بجوف بوصلة
عرفت بأن كل الاتجاهات منكِ
وتؤدي اليكِ
فلاتتركي أيامي لخزائن الشحوب لتستطيل كالاشياء المهجورة/ والدمع وخز مسنون ومستدير كالحكايات القديمة/ علي شفير الغياب علق آسىً جارحاً بلا أجنحة علي قلبي وهو يحاول  الفرار وزحفت إلي أقاصي الوجد اخرب الذاكرة بطبول الحنين/ في مسارات الجنون اركض كأيائل برية وجسدي ينزع عنه أشواكه وعباءات التعب/
وهذا المساء المستريب
يفتت حزن الغريب
ويتلصص إلي آخر زفرات الاحتضار/ ولا خيار لي غير أن أستدين من عمر سنوات صبية/ واشتري مني دمي لكي أبادله في سوق اللعنات بجحيم البداية/ وهذا البهاء العلوي يدلف المساء كله من نافذة الروح
ليستتب للنورس وطن
ولأوهام العشيرة كفن
وقليلا من الطفولة لنعلم الكون رفيف البالونات الضاحكة/ وتنطلق أرجل أثقلها شلل جبل طار ثم حط وعلمها موات الرخويات/ وفي أرخبيل الروح تدلت نجمة غجرية
وغسلت عار المساء الكسيح
بدمع
ولبن من فضة وزنجبيل
فلا تحاكي النار
اختزني كل انفجارك في طلقة لا يموت بارودها/ وصوبي نحو المرايا وألف مرة نحو سكون البحيرة/ في آخر الرشقات اخترني حزنك في وردة وذا قلبي سجاد حان
نامي
نامي
حتى أقرأ في أطياف حلمك مدائن مغسولة بالصحو تبادل القرى بحدائقها
بخط جديد
للسكك الحديد
فالصافرات في أول الطريق تعلن مجيئها لمن حول أنفاسهم قلاع ويراهنون بأن الشمس قريبة كالشهيق/ فخلف محطات السراب تنتظر قوافل وحجيج/
تأكل من جوعها ما تبقى من فتات/
أما آن للنورس عود من كل هذا الاغتراب ؟؟
أصلي الآن لإله في المهد يسمى الإياب
وهذا الكرسي أحب اليك من أمك منذ أن ولدت واقفا علي مسامير الأرق وتركض في بيادر الاحتراق/
تنفس قليلا
فالخطوات الخشنة في آخر الليل ما زالت بعيدة/ لديك ثلاثة ثوان لتخرج تلك القرية من رئتيك للتناسل في انقسام سريع/ وتكون من ابنوسات القبيلة إرهاصات الهدير/
منذ أن نام النورس بجوف بوصلة
عرفت بأن كل الاتجاهات منكِ
وتؤدي اليكِ
 تركت ملامحي بين عينيك/ وطويت بداخلي من زبد ليبقى الجسد كائناً  يسمو بنا إلي هامة الدفء/ وانحسار المدى الأزرق يورق بين المسام عطرا استوائي/ يشهق نجم متلصصا من نافذة المساء/ ونحن في امتزاج الصهيل تهدهدنا أمواجنا/ ونتدفق/ والأرض كانت طفلة بضفائر نارية تركض عكس الاتجاه/ وكنا عصافير نتشبث بلهب هذا الاشتعال المجيد/ ونسمي الطفلة فينا رفيف حدقات الدهشة والانبهار بالضوء والظل وتدرج اللون الأخير قبيل السطوع /وأصباح التأرجح تظلنا بظل منا سرقناه من فئ لحظات كانت المزن تهاجر من مسامك إلي دمي/ حتى يعود الصدى مستديرا كالأغنيات القديمة/
هذه البداية لا تشبه الرحيل
وتلك البوابة لدخول قطارات الأصيل
فالعناكب منهكة كأنها وحدها علي هذا الكون تغزل ثوبا لهذا الفراغ العاري/ حتى ينزف الوقت فينا بزفرات العاصفة وندق القمر طبلا
فقد كان آخر الحاضرين
واقفا
مذهولا
وشاحبا
ومكتوف الدمع
يبكي غبشا
يسرب أساه إلي طفلة ولدت في ذات اللحظة في الخيام البدوية
وتحت ظل القافلة
فلابد أن تسير القافلة في عوسج العمر
وفي تيه الأسئلة
 وتخوض في وحل الدم حتى شرايين السنبلة
 والي أن تتفتح تويجات أول نجمة ..
الخرطوم
                                            22أغسطس1994








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي