الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحيرة الأميرة البيضاء - 5 -

غريب عسقلاني

2008 / 5 / 29
الادب والفن




أخذ الأمير يتعلم على يدي القرد الحكيم أسرار الحياة ، يرافقه في الغابة ويزداد إعجاباً به يوماً بعد يوم قال الحكيم :
ـ ليس المهم أن تعيش الحياة يا سيدي الأمير ولكن المهم أن تفهمها .
ـ وما الطريق إلى ذلك يا معلمي الحكيم ؟
ـ بالتأمل وإثارة الأسئلة ، لماذا توجد الأرض وتوجد السماء ، ولماذا يسقط المطر ، وتظهر الشمس نهاراً والقمر ليلاً ، ولماذا يوجد الحيوان والنبات ، الأسئلة يا ولدي تجعل الواحد يتأمل .
ـ هذه الأسئلة كبيرة ، لماذا أفكر فيها وأنا ابن الملك ؟
ـ الأميرة البيضاء تتأمل الحياة ، ولذلك تبحث عن المساواة والمحبة والعدل . ازداد الأمير إعجاباً بالأميرة البيضاء وأخذ يفكر كيف يقيم معها مملكة العدل والتسامح والمحبة ، لا يتعالى فيها مخلوق على آخر ، وسأل نفسه لماذا يتعالى هو على الثعالب ، وقد رأى تصرف الثعلبة الطيبة ، ولماذا يحقد على الحيات والأفاعي ، والحية الألفية كان بإمكانها قتل الأميرة البيضاء ، ولماذا يعتبر الطيور مخلوقات جبانة وهو لا يقدر على الصعود إلى أعلى مثلها .
وبينما هو يتساءل ويفكر فإذا بالقرد الرقاص الطبال يهبط عن شجرة جوز الهند، وينحني له ويقبل يده ، خجل الحكيم من تصرف القرد الراقص فنهره ووبخه قائلاً:
ـ ماذا تفعل هنا أيها الراقص الماجن ؟
قال الرقاص :
ـ يا حكيم الغابة وقاضي عشيرة القرود ، أبحث عن ثمرة جوز هند غريبة ،يريدها عراف قبيلة الإنسان الأسود .
ازداد غضب الحكيم وصرخ فيه :
ـ كم حذرتك من بني الإنسان الأبيض والأسود ، الإنسان لا يضمر خيراً لسكان الغابة .
قال الرقاص وقد بدأ عليه الخوف :
ـ أقول ولا توبخني أيها الحكيم
تدخل الأمير :
نسمع منه يا معلمي الحكيم ، قل يا رقاص ما عندك
قال الرقاص :
ـ في كل مرة يكتمل فيها القمر ، اسمع صوتاً لا يشبه صوت نبات أو حيوان فسألت الإنسان الأسود الزمار ، فنفخ في مزاميره ولم يأت بمثله ، فعرض الأمر على العراف وبعد ثلاثة أيام قال العراف أن القمر عندما يكتمل يدخل برجاً نادراً، ويودع سره في ثمرة جوز هند تحملها شجرة واحدة في الغابة ، واليوم عثرت على الشجرة والثمرة وأنا في حيرة من أمري هل أقطفها أم أتركها على الشجرة؟!
فوجئ الحكيم وظهر عليه الاهتمام قال :
ـ صف الثمرة يا رقاص .
ـ ثمرة عجيبة لا حشوة فيها ولا ماء ، قشرة خشبية بها ثقبان .
قال الحكيم :
هذه الثمرة تتغذى من روح الشجرة اصعد يا رقاص وانفخ في ثقوبها .
تسلق الرقاص الشجرة وأخذ ينفخ فصدر صوت فرح الأمير
إنه ذات الصوت الذي سمعه ليلة اكتمال القمر
ـ نادى الحكيم على الرقاص محذراً :
ـ لا تقطف الثمرة يا رقاص أتركها على أمها الشجرة
هبط الرقاص وأخذ يرقص ويتشقلب أمام الأمير ، ضحك الأمير مسروراً وفرحاً قال الرقاص :
ـ هل يسمح سيدي الأمير أن أرقص أمامه يوم عرسه
قال الحكيم :
- أنت من سيعلن الفرح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير