الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواتمة: الإسرائيليون يسعون لنقل المشكلة الفلسطينية إلى الدول العربية

نايف حواتمة

2008 / 5 / 29
القضية الفلسطينية


إسرائيل تساوم السلطة على مصادرة 12% من الضفة والسيطرة الأمنية على 20% لتحقيق "السلام"
كشف أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة إن إسرائيل قدمت للمفاوض الفلسطيني الأسبوع الماضي "عرضا مجحفا" يصادر ما نسبته 12% ضم وإلحاق + 20% سيطرة أمنية من أراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ويلحقها بإسرائيل أما مباشرة أو يضعها تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
إسرائيل اقترحت الأسبوع الماضي خلال المفاوضات الجارية ضم وإلحاق 12% من الضفّة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وبسط سيطرتها الأمنية على 20% منها على امتداد شريط وادي الأردن وصولا إلى شاطئ البحر الميت الشمالي.
وجاء العرض الإسرائيلي خلال لقاء وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني وعدد من الضباط الإسرائيليين الأسبوع الماضي مع كبير المفاوضين الفلسطينيين ورئيس الوزراء الأسبق أحمد قريع، حيث قدم الإسرائيليون خرائط "مجحفة" للتسوية على الأرض.
وبموجب الخرائط الإسرائيلية، التي تعد تراجعا كبيرا عما طرح في كامب ديفيد الثانية، فإن إسرائيل تعتزم اقتطاع 1728 كيلومتراً مربعاً، بين ضم وسيادة أمنية، من مساحة الضفّة الغربية البالغة 5760 كيلومترا مربعا.
يشار إلى أن القدس الشرقية، التي تضخّمت مساحتها من ستة كيلومترات مربعة عام 1967 إلى 110 كيلومترات مربعة تحت مظلة القدس الكبرى، تشكل ما نسبته 1.5% من منطقة المطامع الإسرائيلية (12%)، في حين تتولى سائر المساحة في محيط المدينة المقدسة أو تشكل أساور حول 127 مستوطنة، ما يحيل ما تبقى من أراضي الضفّة الغربية إلى جزر معزولة.
وبحسب حواتمة، تصر إسرائيل على إخضاع شريط وادي الأردن بعمق 15 إلى 20 كيلومترا إلى سيادتها الأمنية لعشرات السنين، ما يعني رسم حدود إسرائيلية مع الأردن، بما يتناقض مع القرارات الدولية وبنود معاهدة السلام المبرمة عام 1994 بين المملكة وإسرائيل.
في المقابل تخطط إسرائيل لتوسيع قطاع غزّة 1% باتجاه الجنوب الشرقي صوب صحراء النقب، "لاحتواء القنبلة الديمغرافية" في أكثر مناطق العالم كثافة سكّانية.
وكشف حواتمة، في لقاء موسع مع صحافيين وكتاب أردنيين استضافه حزب الشعب الديمقراطي "حشد"، أن عباس أكد له أن "المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي غير مكتوبة أو مدونة حتى الآن"، وأنها "بالتالي غير ملزمة".
وأشار إلى أن المفاوضات الآن "تنصب على النواحي الأمنية (المرحلة الأولى من خارطة الطريق)، بينما أعمدة الصراع من لاجئين وقدس ومياه وحدود والمستعمرات هي الأضعف في التناول على طاولة المفاوضات".
كما بين أن عباس ذكر أن "آخر ما وصلت إليه المفاوضات الشفوية مع الإسرائيليين هو أن (رئيس وزراء إسرائيل) ايهود أولمرت طلب من عباس أن تبقى القدس موحدة مع إسرائيل، على أن توفر الأخيرة ممرا آمنا لمن يريد من الفلسطينيين والعرب والزوار الوصول إليها".
وأضاف "تتمسك إسرائيل بتوسعها في الضفة الغربية بما يقارب حدود جدار الفصل العنصري، ويتمسكون ببقاء المستوطنات الكبرى في الضفة".
كما يكتفي الإسرائيليون في المفاوضات مع الفلسطينيين بتقديم بقاء الممرات الأربعة بين قطاع غزة وإسرائيل مع الأخيرة على أن يعاد العمل باتفاق 2005 فيما يتعلق بمعبر رفح مع مصر.
وقال حواتمة إن المساحة الإجمالية التي تريد إسرائيل ضمها وإلحاقها والسيطرة الأمنية عليها هي بحدود 32% من مساحة الضفة الغربية".
وزاد "أما ما يتبقى من أراضي الضفة فستكون جزرا معزولة بها كتل بشرية فقيرة ومهمشة وتحت القمع الإسرائيلي وبلا أفق لدولة مستقلة قابلة للحياة، ما يجر ضياع الحقوق الوطنية الفلسطينية ويهدد بالضغط على الشعب الفلسطيني في الضفة وبتهجيرهم إلى الأردن ومصر والدول العربية الأخرى".
وأكد حواتمة أن هذه الخارطة التي قدمها الإسرائيليون للمفاوض الفلسطيني "تعني انه لا مكان للدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، وتعني انه لا حق لعودة اللاجئين، ولا عاصمة القدس".
وبين أن العرض الإسرائيلي هو "انه إذا أرادت السلطة دولة فعليها التراجع عن حق العودة، أو على حد تعبير أولمرت (ولا أي لاجئ واحد)".
ودعا حواتمة إلى وقف "المفاوضات حتى يتوقف الاستيطان والعدوان"، وإلى "مرجعية وطنية عليا مشتركة لإدارة المفاوضات السياسية تحت سقف قرارات الشرعية الدولية والبرنامج الوطني الموحّد الغائب الأكبر بفعل الانقسام المدمر".
وأشار إلى أن وعود (الرئيس الأميركي) جورج بوش السابقة بدولة فلسطينية قبل نهاية العام الماضي أو العام الحالي "كلها مرشحة للتشظي".
ولفت إلى خطاب بوش قبل نحو شهر والذي أعلن فيه أن "إسرائيل دولة يهودية وان حدود 1967 عليها أن تستوعب الأمر الواقع يعني المس بقرارات الشرعية الدولية والاستهانة بمبادرة السلام العربية".
وأفاد حواتمة إلى أن الرئيس عباس ابلغ بوش خلال لقائهما في شرم الشيخ إن "الغضب يعتري الشعب الفلسطيني من أقصاه إلى أقصاه بعد خطابه الأخير في الكنيست وتجاهله للحقوق الفلسطينية".
ودعا عباس بوش إلى "التوزان في السياسة الأميركية والضغط على حكومة أولمرت من اجل الوصول إلى نتائج في المفاوضات قبل سقف نهاية 2008".
وفيما يتعلق بالانقسام الداخلي الفلسطيني، أوضح حواتمة أن خطورة الانقسام هو في انه "ليس فقط فلسطينيا، بين فتح وحماس، بل هو أيضاً انقسام عربي وبين محاور عربية وشرق أوسطية وله يد طويلة في المعدة الفلسطينية"، ورأى أن كل ذلك "يعمق المربع الخطر للأزمة الفلسطينية كما هو الأمر مع الأزمة اللبنانية".
وشدد حواتمة انه في ظل هذا الوضع يمكن القول بثقة "إننا دخلنا المربع الخطر، وإذا لم ننتشل أنفسنا من حالة الانقسام الداخلي في ظل التدخلات الدولية والإقليمية فان ذلك سيؤدي بنا إلى القفز عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، بل والأخطر العودة إلى المشاريع الإسرائيلية لحل إقليمي يقفز عن الشعب الفلسطيني للصراع العربي الإسرائيلي على اعتبار أن لا شريك فلسطينيا للتفاوض معه".
وقال إن الأولوية الآن لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني الذي تدمر منذ توقيع اتفاقيات أوسلو وتعمق بالاحتراب الداخلي بين فتح وحماس و"صوملة" قطاع غزة، وإعادة التمسك بوثيقة الوفاق الوطني والتراجع عن منهج المحاصصة".
وأكد حواتمة قناعته انه "لن يتم التوصل في 8 آب (أغسطس) المقبل لاتفاق إطار أو غيره بين السلطة وإسرائيل" كما يروج له.
ونفى حواتمة صحة التسريبات الصحافية التي تتحدث عن موافقة إسرائيل المبدئية على قبول عودة 10 آلاف لاجئ سنويا إلى أراضيهم في فلسطين المحتلة عام 1948 على مدى عشرة سنوات.
وردا على سؤال حول ما تطرحه بعض وسائل الإعلام من وجود مخططات لإيجاد تقاسم وظيفي بين إسرائيل والأردن في الضفة وبين مصر وإسرائيل في غزة، أكد حواتمة قناعته بعدم صحة مثل هذه الأخبار نهائيا.
وقال "ما هو مطروح من قبل إسرائيل اخطر من ذلك بكثير وهو العودة إلى مشاريع الخمسينيات والستينيات كمشروع ألون التي ترفض وجود دولة فلسطينية أساساً وتؤمن بضرورة الحل الإقليمي للقضية الفلسطينية، وذلك بإلحاق ما يتبقى من الأراضي الفلسطينية بالدول العربية وتهجير الفلسطينيين إليها".
وأعرب عن اعتقاده بأن الأوضاع الإقليمية وانقسام المحاور العربية لا تسمح حاليا للفلسطينيين بالعودة إلى الاتفاق وإنهاء الانقسام الداخلي، لكنه اعتبر أن انه إذا ما تمكن العرب واللبنانيون من حل أزمة لبنان الداخلية فإن ذلك سيشجع إلى إعطاء الأولية لحل الانقسام الفلسطيني".
واستبعد حواتمة، ردا على سؤال آخر، أن يلجأ الرئيس محمود عباس إلى الاستقالة قبل نهاية العام الحالي في حال فشل المفاوضات مع إسرائيل بحسب ما نسب إلى اليساري الإسرائيلي يوسي بيلين. وقال حواتمة "اعتقد أن ذلك جاء من باب التهديد فقط".
ورأى حواتمة في حواره مع الصحافيين أن الفلسطينيين والعرب يقفون اليوم في "المربع الخطر" بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، والذي اعتبره "صراعا دخل مرحلة الاستعصاء، سواء على المسار السوري واللبناني الإسرائيلي أو الفلسطيني الإسرائيلي وبالمجمل العربي الإسرائيلي".
واعتبر حواتمة أن الشعب الفلسطيني يقف اليوم أمام مفترق طرق في هذا المربع الخطر، الذي وصله الصراع العربي الإسرائيلي. ولخص خياري الشعب الفلسطيني اليوم بقوله "أننا أمام أما أو أما".
وأوضح أن الخيار الأول أمامنا هو تجاوز المربع الخطر بالتقدم نحو الأمام، وهو أمر شرطه الأساس تجاوز الأزمة الداخلية ووقف الانقسام الفلسطيني وإعادة بناء الوحدة الوطنية على قاعدة "الدمقرطة" و"الدسترة"، وبعيدا عن إعادة إنتاج صفقات المحاصصة واحتكار القرار الفلسطيني"، في إشارة إلى الاتفاقات التي عقدت بين حركتي فتح وحماس في السنوات القليلة الماضية.
وأكد ضرورة إعادة بناء الوحدة الوطنية على أساس إعلان القاهرة وبرنامج وثيقة الوفاق الوطني، والعمل على دمقرطة مؤسسات السلطة والمجتمع ومنظمة التحرير بانتخابات جديدة تشريعية ورئاسية وفق التمثيل النسبي الكامل، لضمان شراكة وطنية شاملة، تشمل الفصائل ومكونات الشعب من اتحادات ونقابات وجمعيات، ومجلس وطني جديد لمنظمة التحرير في الوطن والشتات.
وزاد أما الطريق الآخر أمام الشعب الفلسطيني فهو "المراوحة في المربع الخطر، والذي سيزيد الانقسام الداخلي انقساما والتدهور تعمقا، وما يترتب على ذلك من ضياع للفرص التاريخية أمام الشعب الفلسطيني والعربي وتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني والتقهقر العربي لاستنساخ أزمات القرن الماضي من نكبات ونكسات وهزائم".









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ