الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الايراني ، تبريد المناطق الساخنة لصالح الشيطان الاكبر !!

جابر احمد

2008 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


منذ مدة تربوا على اكثر من عام وطبخة العلاقات الايرانية الغربية - الامريكية موضوعة على نار هادئة وعلى ما يبد ان هذه الطبخة قد نضجت وان رائحتها اخذت تنتشر في كافة ارجاء المعمورة ولعل من اهم نتائجها دزينة المقترحات التي تقدم بها الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية الى ايران ، وفي المقابل نرى تحركا مماثلا باتجاه سوريا تم التعبير عنه من خلال الوساطة التركية للتفاوض بينها وبين اسرائيل وكذلك التحرك المصري باتجاه التهدئة بين حماس واسرائيل ايضا بعد ان اعلنت هذه الاخيرة اي حماس عن استعدادها للاعتراف باسرائيل ضمن حدود آمنه وكذلك نجاح حكومة المالكي في بسط نفوذها على المناطق الساخنة في العراق مثل بغداد ومدينة الثورة او ماتسمى الان بمدينة الصدر والبصرة والموصل وغيرها من المدن العراقية واخيرا اتفاق الدوحة الذي اسفر عن اتفاق الاطراف اللبنانية معارضة وموالاة على انتخاب رئيسا للبنان والاستمرار بالحوار بعيد عن لغة السلاح .
واذا كان اصحاب القرار بشأن الملف النووي الايراني قد ابقوا مقترحاتهم التي تقدموا بها لايران حتى الان سرا الا انه بات من الواضح ان كل هذه الامور مرتبطة ببعضها البعض ، فايران رجال الدين ولما تملكه من ايدولوجيا ونفوذ سياسي في اكثر من بلد عربي واسلامي مكنها من استغلال هذا النفوذ لايجاد القلاقل والمشاكل لخصومها في المنطقة وبالتالي مكنها من تعزيز موقفها التفاوضي تجاه ملفها النووي ومن مبدأ "حكي لي واحكلك" من خلال تخفيف الازمات القائمة والمساهمة في حل المشاكل الاكثر سخونة في منطقتنا لا سيما في لبنان وسورية و العراق ، وهذا ما دفع بايران الى الجلوس مع الشيطان الاكبر للتفاوض حول الكثير من الملفات وخاصة ملفات القضية الفلسطنية و العراقية وسوريا ، الامر وصل الى حد بحيث ان متحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية اخذ يفسر خطاب احمدي نجاد الداعي الى محو اسرائيل من الخارطة على انه ليس ازالة جغرافية وانما لدوعي سياسية واقتصادية لانه وحسب اعتقادهم انه " في القاموس السياسي ازالة الدول لا تعني ابادة الشعوب "الى اخره من تبريرات .
القد انتقل النظام القائم في ايران ومنذ زمن قديم من مفهوم الثورة الى مفهوم الدولة فهو نظام براغماتيا يؤمن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة فما يهمه الحفاظ على مصالحه وسلطته ، فهو لن يخجل ولن يخفي خجله اذا تنازل عن شعارته واهدافه المعلنة وخطبه الرنانة ، فتصريحات احمدي نجاد بازالة اسرائيل من الو جود و الرد على الغرب ردا قاسيا ماهي الا " جعجعة بلا طحن " هذفها ذر الرماد في عيون الجماهير الايرانية و اخماد اي صوت معارض وكذلك التستر على ازماته الاقتصادية والاجتماعية التي ازدت حدة بعد القرارات الدولية القاضية بفرض بعض العقوبات الاقتصادية عليه ، لذلك نرى ان ايران وفي عهد احمدي نجاد قد احتلت المرتبة الثانية في الاعدامات بعد الصين .
ان الاوضاع اللبنانية وما رافقها من احداث كان من الممكن وبكل سهولة ان تؤدي الى تبديل ايران الى قوة اقليمة فاعلة في المنطقة وفي هذا المجال يعتقد وزير الخارجية الالماني الاسبق يوشكا فيشر ان كل من حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان وبعض المليشيات الاخرى في العراق يقاتلون الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل نيابة عن ايران وبما ان هذه الحروب لم يعد بامكانها الوصول الى قرار نهائي وحاسم من هنا يجب ان ننتظر حربا اساسية وكبرى لحلها لا تخل في توازن القوى في المنطقة وحسب وانما تخل في توازن القوى في العالم اجمع . الامر الذي يدفعنا لدرء مثل هذه الكارثة كما يعتقد فيشر هو البحث عن حل دبلوماسيا يكون لصالح الاتحاد الاوربي ، لان توازن القوي في لبنان هو لصالح لحزب الله وحلفائة في كل من سوريا وايران .
ان كل المؤشرت تشير الا ان ايران قد قبلت بدزينة المقترحات التي قدمها لها الغرب ولعل ما يؤكد ذلك هو الرسالة التي بعث بها متقي وزير الخارجية الايراني اسبوع الماضي الى بان كي مون والتي تضمنت بعض المطالب الايرانية بشان القبول بوقف تخصيب اليورانيم منها تعهد الدول الكبرى خاصة اسرائيل وامريكا بعدم الهجوم علىيها عسكريا وكذلك الكف عن المحاولات اسقاط نظامها .
وفي المقابل ادركت سوريا انه في حال انخراط ايران بالمجتمع الدولي والرضوخ بالتنازل عن مشروعها النووي ومساهمتها الفاعلة بفعل نفوذها السياسي والعقائدي في تبريد المناطق الساخنة لصالح الشيطان الاكبر واسرائيل وكذلك انكفاء التأييد العربي لها ممثلا بالعربية السعودية ومصر والادرن اللذان امتنعا عن حضور اخر قمة عقدت في دمشق لا تستطيع ان تلعب دورها الاقليمي في التصدي لامريكا ومشاريعها من هنا قبلت بالوسطة التركية كما ان هذه الوساطة ايضا حضيت بمباركة ايرانية حيث اعلنت ايران انها ترحب بهذه بالمفاوضات السورية الاسرائيلية اذا ادت الى الانسحاب من هضبة الجولان وانسحاب اسرائيل الى ماوراء خطوط الخامس عشر من حزيران عام 1967 .
لقد تزامنت هذه الاحداث مع دعوة البرلمان الاوروبي الى 15 من أبرز الخبراء الدوليين المتخصصين في مجال حق تقرير المصير والفدرالية والكنفدرالية والحكم الذاتي وحقوق الاقليات القومية في العالم لدراسة قضايا الشعوب المضطهدة وتاثيراتها على الامن العالمي والاستقرار الدولي وتقديم حلول موضوعية في هذا الاطار وتم تقسيم هؤلاء الخبراء الدوليين الى ثلاث مجموعات عمل تتكون كل مجموعة من خمسة اشخاص بغية مناقشة القضايا المتعلقة بالشعوب المضطهدة الى جانب كبار قادة البرلمان الاوروبي واللجنة الاوروبية و المجلس الاوروبي و قد تم التأكيد في هذا الاجتماع على ضرورة اجراء اتصالات بين المجتمع الدولي والحكومات التي تطالب الشعوب المضطهدة فيها بحق تقرير المصير وذلك لمناقشة السبل المؤدية الى تحقيق حقوق تلك الشعوب .
وما لاحظناه من خلال الوثائق والبيانات التي حصلنا عليها هو اصرار مندوبوا الشعوب على عدم ثقة شعوبهم بالحكومات التي تحكم بلدانهم مطالبين باعطاء ضمانات قانونية دولية وان تبذل الدول الضامنة في هذا الاطار جهودا حقيقية للحؤول دون تعرض حقوق الشعوب والقوميات المضطهدة الى التطاول او الخرق .
ولعل ما يلفت النظر في هذه الوثائق هو تاكيد زعماء الاتحاد الاوروبي و الخبراء المشاركون في هذا الاجتماع المشترك دون استثناء على عدم ادراج مسالة تغيير الحدود في الدول ذات التنوع القومي على جدول اعمالها بتاتا داعين الى ايجاد حلول موضوعية لقضايا الشعوب والقوميات من هذا المنظور .
واستشهد هنا بما هو وارد على موقع ) http://www.alahwaz.info) حيث ذكر انه جاء في هذا الاجتماع بان كافة القوانين الدولية لا تعتبر بالضرورة حق تقرير المصير ( اي الاستقلال الناجز ) كحل للقضية القومية بل تعتبره بمثابة عملية مرحلية تنطلق من الحكم الذاتي الثقافي و اللغوي و الاقليمي والجغرافي وانواع الفدراليات المختلفة التي تمنح الحقوق القومية والسياسية والاقتصادية والثقافية بضمانات دولية وصولا الى هذا الحق .
و اذا كان الموقف الدولي هذا حاله والموقف العربي اذا سلمنا بانه ضد ايران فانه ليس معنا على الاطلاق اذا ما هي السبل والطرق الذي يجب علينا كقوى وطنية و ديمقراطية اهوازية سلوكها في ظل هذه الظروف المعقدة دوليا واقليميا من اجل الوصول الى تحقيق اهداف شعبنا المشروعة ؟
[email protected]

جابر احمد - عضو منظمة حقوق الانسان الاهوازية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الأوروبية: من هم نواب البرلمان الأوروبي... وما ال


.. الوزير بيني غانتس يستقيل من حكومة الحرب الإسرائيلية ويدعو إل




.. دراسة إسرائيلية: جبهة حزب الله لا تحتمل الانتظار. فهل تشتعل


.. ما المشهد بين عائلات المحتجزين وأقطاب السياسة الإسرائيلية؟




.. رئيس لجنة الطوارئ برفح: توقف مولدات الكهرباء في المستشفيات س