الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون يتوسلون

سميرة الوردي

2008 / 5 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ أمد بعيد ويبدو الآن بعيد جدا ، اضطر السوفييت الى وضع جدار حديدي ، بينه وبين العالم حفاظا على كيانه آنذاك ، وكنا وبعين الطفولة نتصورأنه فعلا وضع سياجا حديديا يشبه سياج السجن فرضته عليه الدول المعادية لنمطه السياسي ، وعندما كبرنا وأدركنا ماذا يعني الستار الحديدي أدركنا أنه لا يعني بالضرورة وضع كتل حديدية أو كونكريتية لمواجهة الآخرين ، بل أن الحياة البشرية الإنسانية تحتاج الى أشكال متعددة من الأسيجة النفسية والإجتماعية والثقافية والعلمية التي تكون عونا لأي مجتمع نامي ومتطور، تساعده على حفظ كيانه ووحدته لمجابهة أي قوة تريد الإطاحة به واختراقه . وأهم سياج يجب على الفرد والجماعة الإحتماء به والإستناد اليه في مواجهة العقبات وتذليلها هو سياج الكرامة والثقة ، لا أدري من أين تسللت لغة الإستجداء والتوسل للعراقين ! ففي كل مناسبة وبغير مناسبة يستجدون اخوانهم العرب لإقامة علاقات جيرة وتعاون معهم ، وبقي الإخوان العرب ومازالوا أوفياء لتلك النفرة التي حباهم بها الإله دون سائر الأمم لإخوانهم في العراق.
الآن ومؤتمرات في كل أرجاء العالم تعقد من أجل نصرة العراق واخراجه من طواحين الموت الذي انتجه النظام المباد وأخطاء الإحتلال ومطامع الطامحين في السلطة ومصالح الدول الإقليمية ، نجد بعض ساسة البلاد أو معظمهم يتوسلون الدول العربية لإقامة مصالحة معها أولا ومصالحة في الداخل مع القتلة القدامى وأصحاب المليشيات الجدد .
وتقديم يد العون له لتخليصه من ديونه ومده بالأيدي العاملة وضخه بالإستثمارات و و و .وكأن العراق لا يستقر ويستمر بالوجود إذا لم تتحقق هذه المطالب .
في الأيام الأولى لثورة 14 تموز سد الشعب العراقي كل الثغرات وحمى داخله بأبنائه ، ولم يستطع أحد قتل الثورة واغتيالها الا عندما انفرط شمل الثوار وخضعوا للمطامع الشخصية والإقليمية تحت مسميات الوحدة والعروبة وتمر السنين ودفع العراق ثمن هذه العروبة بدم انبل أبنائه والوحدة العربية من المحيط للخليج لم تتم بل على العكس أصبحت مستحيلة .
أما القضية الفلسطينية وبعد ستين عام ودفع العراقيين أشجع جنوده وأشرسهم فقضيتها مازالت على الموائد المستديرة والمربعة والمدورة والمثلثة ونسمع تعليقا من هنا وآخر من هناك لتضيع وتتشظى وكلما أريد لها حلا عُقدت أكثر . وأصبح الصراع داخليا وخارجيا .
يا خوفي ..... وبعد خمس سنوات من المرارة والحرمان والبطالة وهدر للأموال العامة وعدم الإرتكاز لعقول العراقيين المعروفين بالذكاء والمقدرة والخبرة والإستناد لتلك الأيدي العاملة القوية أن نضيع بين توسلات الحكومة لأشقائنا العرب وبين تطميع الآخرين بأرضنا التي ارتوت بدم أبنائنا ولم يرتوا لحد اليوم منها .
وأخيرا وليس آخرا بأي منطق يطالبونكم أشقاءكم العرب بأموال دفعوها ثمن بارود أطلقه معتوه دفاعا عن بوابة الأمة الشرقية . أليسوا هم من كان خلف تلك الحرب الضروس التي أحرقت خيرة شبابنا وجعلتنا وقودا لها ودفع الشعب العراقي كل الشعب العراقي حياته ومستقبله وأحلامه ثمنا لتلك الحروب القذرة وما آل اليه الوضع الإقتصادي المزري للبلد ، هؤلاء الأشقاء كانت لهم القدرة لدفع آلة الدمار الى الأمام التي سحقت كل أبناء العراق دون تفريق في دين أو طائفة أو قومية ، ولكنها اليوم تقف مكتوفة الأيدي وصامتة أمام ما يجري من ذبح وحرق وتخريب للبلاد ، غير مستعدة لمد ولو اصبع واحد للنهوض ومساعدة الحكومة العراقية ، متهمة إياها بعدم الشرعية . لا أريد هنا الخوض في شرعية الحكومة و عدمه فأنا معنية الآن بحقن دماء الناس ومنع تسليط السيوف على تلك الرقاب البريئة كل البراءة من أي ذنب أو خطيئة ، لم يتركوا شابا أو شابة أوطفلا أو كهلا من جرائمهم ، ما ذا يحدث لو استلموا حفنة المجرمين هؤلاء السلطة ؟!
هل سيرتاح أشقاؤنا العرب ! . أنا متأكدة ستكون مخاوفهم أشد وأعتى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو محمد مخبر الذي سيتولى رئاسة إيران موقتا بعد وفاة رئيسي


.. فرق الإنقاذ تنقل جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه من موقع تحطم




.. هل ستكون لدى النائب الأول للرئيس صلاحيات الرئيس رئيسي؟


.. مجلس صيانة الدستور: الرئيس المقبل سيتولى مهام الرئاسة لأربع




.. ماذا سيختل بغياب الرئيس رئيسي عن السلطة؟