الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحيرة الأيرة البيضاء - 6 -

غريب عسقلاني

2008 / 5 / 31
الادب والفن


رواية قصيرة للفتيان

اكتمل القمر وصار بدراً
وانطلقت كائنات الغابة نحو البحيرة والبساتين والأدغال المحيطة بها ، وصلت الثعلبة الطيبة مبكراً لتكون أول من يستقبل موكب الأميرة , وغيرت الحية جلدها بجلد أبيض ، وانتظرت بين الأعشاب في دغل يطل على الشاطئ ، أما الطاووس فلم يتوقف عن الطيران فوق سطح البحيرة . ولم يهبط القرد الرقاص عن شجرة جوز الهند كما أمره الحكيم .
رفرف الطاووس وأصدر صهيلاً في الفضاء ، فظهر موكب الأميرة تتقدمه اللبوة العجوز ، فأسرعت الذئبة الطيبة لاستقبال ، فنهرتها اللبوة العجوز:
ـ ابتعدي عن الطريق أيتها الثعلبة الماكرة .
حزنت الثعلبة فأسرعت الأميرة إليها مرحبة
ـ أهلاً بالثعلبة الطيبة
وأخذتها إلى جانبها ، فلم يعجب الأمر الوصيفات وأخذن يتهامسن قالت إحداهن :
ـ كيف يضم موكب بنات الأسود ثعلبة حقيرة ؟!
نظرت إليها الأميرة بغضب فلاذت الوصيفة بالصمت قالت الأميرة :
ـ الثعلبة الطيبة علمتني الوفاء والاخلاص والمحبة .
وقبل أن تنزل الأميرة ورفيقاتها إلى الماء ، أشارت أحدى الوصيفات إلى ضوئين يلمعان في العشب ضحكت الأميرة ونادت :
ـ تقدمي يا صديقتي الألفية
خرجت الحية من عشب الدغل ، فدهشت الأميرة من بياض جلودها ، انتصبت الحية على ذيلها وأدت التحية ، ذعرت الوصيفات فقالت الأميرة :
ـ لا تخفن فالألفية لا تلدغ غدراً
سألت الأميرة الحية :
ما سر ثوبك الجميل أيتها الألفية
قالت الألفية فرحة :
ـ نحن معشر الحيات نغير جلدنا مرة في العام ، ونختار اللون الذي يعجبنا ، حسب أيامنا وأحوالنا ، فإذا كانت الواحدة منا حزينة لبست جلداً قاتماً وإذا كانت سعيدة لبست الأبيض اللامع .
استمعت الوصيفات إلى حديث الألفية بإعجاب ، لا يصدقن أن حية بمثل هذه الطيبة ، قالت وصيفة منهن :
ـ وما سر قرنيك الذهبيين؟
ظهر السرور والرضى على الحية وقالت :
ـ عندما تبلغ الألف تنام عاماً كاملاً يزورها القمر ، ويأخذ قرنيها اللحميين ويزرع مكانهما قرنيين ذهبيين ، وعندما تصحو من نومها ، تعرف أنها بلغت الألف وأنها تعلم ما لا تعلمه غيرها من بنات جنسها .
تحركت الحية إلى العشب وتركت مكاناً للطاووس يفرد ذيله ويصهل ويلاعب عرفه .
ضحكت الأميرة وسألته :
ـ ماذا أصابك أيها الجميل المختال ؟
قال الطاووس :
ـ الليلة أزف سيدتي وأميرتي
همست الأميرة في اذن الطاووس :
ـ ماذا يفعل سيدك الأمير ؟
همس في أذنها مراوغاً :
ـ يبحث عن سر القمر
ـ وهل أعطاه القمر سره
طار الطاووس وهبط على شجرة البلوط حيث يجلس القرد الرقاص، وأشارت الأميرة للوصيفات أن ينزلن الماء ويبدأن الغناء ، كان القمر يضيء الكون والبحيرة صارت مرآة فضة ، تردد في الغابة صوت يشبه عبور الريح في القصب ، هدأت الغابة وتوقفت اللبوات عن الغناء ، ولكن الصوت العذب عاد قوياً ومتواصلاً ، سألت الأميرة وصيفاتها :
ـهل تسمعن ما أسمع ؟
قلن وبلسان واحد .
ـ نسمع يا أميرة .
ودعتهن وقالت :
ـ القمر يزفني الليلة إلى زوجي الأمير
ترددت في الغابة صوت الأسد
يا أميرتي البيضاء .
خرجت الأميرة من الماء ، كان الأسد ينتظرها على الشاطئ ، جثا أمامها على ركبتيه احتراماً وقال :
ـ هل ترافقيني إلى عريني ؟
ردت الأميرة مسرورة :
ـ سمعاً وطاعة يا زوجي وملكي
ـ هبط القرد الرقاص عن شجرة جوز الهند وأخذ يمارس ألعابه البهلوانية حتى أضحك الأميرة والأمير ، وقدم لهما ثمرة جوز الهند الغريبة قائلاً :
هذه هدية القمر وسره
وتحدث سكان الغابة عن أجمل عرس شاركت فيه جميع الكائنات الطيبة ، وتفتحت فيه الأزهار وأطلقت روائحها ، واكتست صغار الطيور ريشاً أجمل من ريش الطاووس ، وسجل القرد الحكيم فصلاً من تاريخ الغابات وسيرة الحياة فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير