الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفل خالد النيويوركي يريد العودة الى اللد

ابراهيم علاء الدين

2008 / 6 / 2
القضية الفلسطينية


في مثل هذا اليوم من العام الماضي ذهبت لزيارة عمتي التي تقيم في نيويورك منذ حوالي 30 عاما وصادف ان وجدت اثنين من ابنائها في زيارتها ايضا ومعهما جيش من الاطفال صبيانا وبناتا.
وصادف ايضا ان قناة الجزيرة تعرض برنامجا حول ذكرى "النكبة" واعلان قيام دولة اسرائيل، فكان من المنطقي ان يلقي ذاك البرنامج بثقله على الحضور واخذت عمتي ام جمال تحدثنا عن ذكرياتها عندما كانت صبية وذكرت اسماء معظم صديقاتها وجيرانها وكانت تشير بيدها وكانها ترسم بدقة ملامح الحارة في مدينة اللد، واين كانت دكانة جدى وبجوارها دكانة ابو مصطفى اللحام وبجوارها دكانة ابو صلاح مرار، وهكذا كانت الصورة في ذهن عمتي السبعينية، نقية صافية وكانه لم يمض على مغادرتها مدينتها سوى بضعة اسابيع .
وليس في ذلك ما يدعو للغرابة فالذاكرة الفلسطينية تحفظ وستظل كل ملامح الجغرافيا الاجتماعية والعائلية وجغرافيا الشوارع والطرقات والمقاهي والمقابر والمساجد في كل قرية ومدينة، حتى في تلك التي دمرها العدو الصهيوني منذ اكثر من خمسين عاما.
لكن المثير جدا كان عندما سألت الطفل خالد احد احفاد عمتي وعمره لا يزيد عن ست سنوات ويتحدث العربية بطلاقة بنفس لهجة اهل اللد المعروفة، عن فلسطين وماذا يعرف عنها ،
وقلت له : من اي بلد انت؟
قال : من اللد
قلت : واين هي اللد؟
قال : في فلسطين
قلت : واين هي فلسطين؟
قال : مكانها في فلسطين
قلت: ولماذا انت تسكن في نيويورك وليس في فلسطين؟
قال : لانها تحت الاحتلال الاسرائيلي
قلت : ولماذا هي تحت الاحتلال الاسرائيلي؟
قال : اليهود راحوا من امريكا وروسيا واخذوا بيوتنا وقعدوا فيها
قلت : ولماذا قعدوا فيها؟ لماذا لم تمنعوهم من ذلك؟
قال : احنا منعاهم بس هم كان معهم الانكليز يعطوهم سلاح واحنا العرب ما اعطونا سلاح علشان هيك غلبونا ، بس احنا راح نغلبهم بكره
قلت : كيف ستغلبونهم بكرة وانت في نيويورك؟
قال : ما هو في اولاد كثير زيي في فلسطين ما بتشوفهم كيف بيهجموا على الدبابة بالحجار.
قلت : يعني انت لو تروح هناك راح تضرب الدبابات بالاحجار؟
قال : وهو ينظر الى الاطفال حوله " كلنا راح نضربهم بلاحجار لما يهربوا من بلدنا.
قلت: بتعرف كم مدينة في فلسطين؟
قال : مش كلهم بس بعرف اللد ويافا وحيفا ورام الله والقدس وغزة
قلت : من علمك كل هذا؟
قال : ماما ومن التفلجن .
قلت : ما رايك لو اعطوا الفلسطينيين ولاية نيوجرسي وقالو لك خلاص انسى فلسطين؟
قال : لا لا شو نيوجيرسي شو بدنا بنيوجيرسي احنا بدنا فلسطين والقدس محل ما طلع النبي على السماء، انا لما اكبر بدي ارجع واسكن في اللد.
قلت : طيب يا سيدي خذ القدس بس بلاش اللد؟
قال : اللد اول وحده
قلت : بس انت جنسيتك امريكي ما حدا بيعترف انك فلسطيني؟
قال : لا يا عمي انا فلسطيني من اللد .. انت شو بيعرفك؟ .. امريكي بس هيك
هذا ما قاله احد ابناء الجيل الثالث من الفلسطينيين الذي ولد خارج فلسطين ولم يراها ويعيش في نيويورك.
رسالة معبرة في ذكرى النكبة للاسرائيليين الذين ظن قادتهم المؤسسين ان جيل النبكة سيموت والاجيال الاخرى ستنسى، ها هو خالد يقول لهم ابدا لن ننسى.
وكم يصدق القول "ان الفلسطيني غادر فلسطين لكنه اخذها معه وزرعها في عقله وقلبه ووجدانه".
----------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت