الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية المختار وتابعه دشر-3-

علي الانباري

2008 / 6 / 1
الادب والفن


مساء اليوم التالي كان جدي متاهبا للحديث عن قرية الحامضية وما جرى فيها من احداث في عصر المختار
وحين جلست قربه بادرته بالسؤال عن ولي الله مرداس وكيف اصبح مقامه ذا شان في القرية...اجابني بعد
ان اشعل سيكارته اللف اعلم يا ولدي ان الشيخ معيوف بعد ان اصبح من المقربين من المختار وشلته بات
ملهم المختار في اكثر افكاره حيث يرجع اليه في كل كبيرة وصغيرة وحين اصبح الجامع امرا روتينيا لدى
الناس طفق الكثيرون يسامون كلام الشيخ معيوف المكرر المعاد فاوحى الشيخ للمختار بان يربط الناس الى
شان اكثر غموضا فاتفق الجانبان على ابلاغ الرعية ان هنالك مدفونا في شمال القرية اسمه ولي الله
مرداس حيث اكتشف احد الرعاة قبرا مكتوب على شاهدته....هذا قبر اللتقي الزاهد ولي الله مرداس....
وقام المختار بتزوير الشاهدة ولم يبق الا جمع الناس في المكان الذي يوجد فيه القبر المزعوم وتم الامر
وطلب المختار من دشر ان يجمع الفلاحين لبناء مقام فوق القبر وبعث بعض المروجين الى القرى المجاورة
للتحدث عن كرامات ولي الله مرداس وكيف انه يشفي من الامراض ويمنح المراد لاصحاب الحاجات وووو
وما هي الا ايام حتى اخذ سكان قرية الحامضية يتقاطرون على المقام للزيارة والتبرك وقد امر المختار احد
اتباعه ان يكون المشرف على ادارة المقام وقد اشاع الشيخ معيوف في احاديثه وخطبه ان من يتبرع بالمال
للمشرف على المقام يمحو الله ما ارتكب من سيئات ولو كانت بعدد الرمل والحصى.....
.بدأ سكان القرى المجاورة يتقاطرون على القرية للزيارة والتبرك بولي الله مرداس... وكان سكان القرية
يستضيفونهم في بيوتهم ولما اصبح العدد يتزايد يوما بعد يوم امر المختار ببناء خان يكون مكانالسكن الزائرين
لقاء مبلغ من المال... وظهرت عادات جديدة في القرية لم تكن معروفة من قبل ومن ضمنها انتشار التدخين
بين شباب القرية حيث كان بعض الزائرين من التجار يوزعونه مجانا على الناس فلما تحكمت العادة في المدخنين
اخذ التجار يبيعونه لقاء مبلغ ....وهكذا استمرت الامور في الحامضية واخذ المختار واعوانه يزدادون ثراء بينما
الفلاحون يعانون شظف العيش ولا ينسيهم بعض همومهم الا طقوس الزيارات الى ضريح مرداس وكذلك الانغماس
في التدخين ..
كان المختار يتوجس خيفة من الناس رغم استكانتهم ورضوخهم لمشيئته ومشيئة اعوانه فالوافدون من القرى الاخرى
الاحسن حالا الى الحامضية كانوا يحدثون الناس عن قراهم ذات الوضع الاقتصادي المريح وكيف ان القائمين على
امورهم يعاملونهم بانسانية وشفقة فبدأ التململ عند بعض الشباب الذين ضاقوا ذرعا بحياة القرية الرتيبة وقد عرف
المختار ودشر والشيخ معيوف مدى ضيق الناس بهم وبسلوكهم المتعجرف الانعزالى وتحسبا من القادم السيء اجمعوا
على بناء سجن واقامة مجاميع مسلحة لردع الخارجين على ارادة المختار واعوانه.
بدا جدي منهكا وهو يقص علي تاريخ قريته المحزن.... وفجاة لاذ بالصمت الثقيل وحين طلبت منه الحديث عن السجن
والمجاميع المسلحة اجابني...الى الغد يا ولدي وغاب في تامل عميق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح