الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموعة -الغصن الأخضر- للإنشاد الملتزم (المغرب)

مصطفى لمودن

2008 / 6 / 2
الادب والفن


مازال في القلب عرق ينبض بالغناء الملتزم، مازال "الغصن" يانعا موردا رغم الجمر الحارق، مازال الفينق حيا يرزق، وهو يتوالد من رماد متراكم، وتستمر الحياة بعنفوانها.

كانت مفاجأة سارة على الأقل بالنسبة إلي حينما اكتشفت فرقة موسيقية مغربية هاوية ملتزمة بالغناء الجميل الأخاذ والراقي، كان ذلك بمناسبة إحياء "جمعية التعاقد العالمي للماء" لليوم الوطني للماء، بإفران يومي 17 و 18 ماي 2008، حيث كان للفن حضور ضمن الاحتفال.
من وراء تألق المجموعة الفنية واستمرارها فنان مناضل جمعوي اسمه مصطفى عصيم الدين، غارق في تصوفه الموسيقي، حينما يعانق عوده وهو يحاوره تخاله ناسكا زاهدا في كل ما فضل من متع الحياة، محلقا في سماء الخلود الفني، همه إطراب الحاضرين وإشراكهم في فنه وغنائه، ولا تكتمل طقوس الجلسة بحميميتها إلا بالتفاعل الإيجابي للحضور، إذ تردد القاعة أغان تحفظ في قلب الذاكرة، غالبيتها لمارسيل خليفة أو مجموعة العاشقين الفلسطينية أو فيروز أو سعيد المغربي...
يحضن الأستاذ مصطفى عصيم الدين فرقة من الشباب، من فتيان وفتيات في عمر الزهور، وهم جميعا كالزهور على " الغصن الأخضر"، أصغر عضو "حنظلة" لا يتعدى عمره العشر سنوات، لقبه المستوحى من اللوحات الكاريكاتورية لناجي العلي يسبقه إلى كل مكان، يثير الإعجاب والتقدير وهو يؤدي أغان في روعة وأناقة، أغلبها من ألبوم مجموعة العاشقين، وهو لا يقل قيمة فنية عن بقية العناصر المكونة للمجموعة سواء محتضنها عازف العود ذ مصطفى عصيم الدين، أو بقية المنشدات والمنشدين؛ نادية حضراوي، المهدي الدرايسي (حنظلة)، ريم اسمايلي، الصديقة حسب الله، يوسف المومو، سعيد احجيرة، أو المكلفون بآلات الإيقاع؛ حسن قريشي، زهير الدرايسي، هشام صيكاك.
ذكر ذ مصطفى عصيم الدين في حوار لنا معه، أنهم منظمون في إطار ناد تربوي، يشتغل بدار الشباب واد زم، من إقليم اخريبكة، أول البدايات كانت سنة 1990، والنادي يشرف على تكوين وتأطير الأطفال واليافعين في المجال الموسيقي، وعندما يشتد عودهم يتركون النادي لأسباب عديدة، إما لإتمام الدراسة، أو البحث عن أفق آخر، أضاف محدثنا أن سبعة أفراد مثلا من المجومعة هاجروا إلى الخارج، وهو يؤكد على تلبية الدعوة من طرف كل الإطارات التقدمية، التي ترغب في "خدمات" المجموعة الفنية، التي تساهم كل سنة في إحياء ذكرى وفاة المناضلة سعيدة المنبهي، وهو يعتقد أن "الفرقة محتضنة من طرف الإخوان المناضلين والجمهور".
يبدو أن ذ مصطفى عصيم الدين معجب بتجربة مارسيل خليفة، إلى حد التشبه به ظاهريا، في إسدال لحية غزاها الشيب ورأس معمم بشعر كثيف، لكن له شخصيته المغربية الواضحة، وحين سؤالنا له عن تقديمه لأغان لرواد مشهورين دون أن يقدم من إنتاجه الفني شيئا، أجاب بأنه يستجيب لرغبة الحاضرين، أما فرقته فلها كذلك أغان خاصة من إنتاجها، كأغنية "حبيبتي"، من شعر الزجال رحال الحسيني، وهي تتحدث عن المدن المهمشة، و"يا ليتني كنت شهيدا"، من كلمات محيي الدين عبد العزيز خوجة، و" مخفر الشرطة" من شعر محمد الشيكر، وهي تخلد لذكرى عبد اللطيف زروال، وأغنية للأطفال، عنوانها "اسمي غسان"، لنفس الشاعر، و"سير وكان اڭلبي"، من نظم إدريس المسناوي... لكن "الغصن الأخضر" لم تصدر لحد الآن ألبومها الغنائي الأول، وهو ما يقتضي "التدخل العاجل" من قبل محبي هذا الفن، لدعم هذه المجموعة، والانتقال من " الدعم المعنوي" كما قال ذ مصطفى عصيم الدين نفسه إلى الدعم الحقيقي... ونفس التساؤل يمكن طرحه حول مسؤولية الإعلام العمومي، خاصة القنوات التلفزية، التي "تقنبل" مشاهديها ب"فن" رديء في غالب الأحيان، قد يطرب البعض، لكنه لا يضيف قيمة فنية وجمالية وبعد إنساني للغناء.
إن المجموعة الغنائية" الغصن الأخضر" فلتة خرجت من سيادة التمييع والابتذال، لتشحد همم المناضلين والذواقين للفن الرفيع، تتنقل بسماعهم إلى إلى رحاب الطرب الذي يخاطب الوجدان والعقل، لكن على جميع المناضلين وعشاق مثل هذا الفن مساندة المجموعة، ودعوتها لمختلف اللقاءات التي تتطلب لحظة انصاة للموسيقى والشدو الجميل.
هاتف ذ مصطفى عصيم الدين 0021266171434
لمشاهدة الصور والتعليق يمكن الدخول لمدونة يشرف عليها الكاتب عبر:
http://zide.maktoobblog.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا