الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشوه مشوه

رشيد كرمه

2008 / 6 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يحفل قاموس اللغة العربية بالكثير من المفارقات النحوية كالتورية والطباق والجناس وتعدد المعاني ما يجعل المرء يقف متأنيا ً, ومدققا ً فــي أصل الكلمات, ومن غريب لغتنا العربية أن يكون أحد معان التشويه فِعلا ًحسنا ً فــي حين أن أصل كلمتها ( شوه يشوه تشويها , مشوها ) والتشويه بشكل عام في إستخداماتنا اللفظية تعني حصراً( قبح يقيح تقبيحا ً ) والتقبيح من وزن التفعيل , كممارسة الشرطي السئ الصيت خير الله طلفاح في السبعينات , وبناء على أخلاقية البعثيين الدونية ضد بناتنا عبر طلاء سيقانهن يوم شاعت موضة أزياء الملابس القصيرة ,وهذا ما دفع شاعر العرب الجواهري ليقول في رسالته المملحة الى وزير الداخلية يوم ذاك عماش :
نبئت أنك توسع الأزياء عتا واعتسافا
تقفو خطى المتأنقات كسالك الاثر اقتيافا
وتقيس بالأفتار أردية بحجة أن تنافى
ماذا تنافي؟ .....إلى آخر القصيدة
وكذا تعني الكلمة ( التشويه ) ممارسات الأسلاميين المتشددين , المتطرفين من سنة ٍ وشيعة ومن إحدى وسبعون فرقة إسلامية بحق نسائنا ونصف مجتمعنا في كوردستان والبصرة أو بغداد أو الكويت او ضد البنات القبطيات في مصروجنوب لبنان الذي تحول الى إيران ربما لتشابه الأوزان ,,,,,
ولا يشمل التشويه جَمال القوام و ( الخلقة ) برش الحوامض وغيرها بل يمتد التشويه الى ما ننتجه من زاد فكري ومعرفي . فلقد سعى المتخلفون والحاقدون وعبر غابر الزمن الى قلب الحقائق وتشويهها , وبما طال تراثنا وقيمُنا فلقد شوه البعثيون وعلى مدي تغطرسهم التي إستمرت أكثر من ثلاثة عقود كلمة ( رفيق ) حتى بات الكثير يتوجس خيفة ويتحسس منها رغم أنها كلمة جليلة وجميلة وإنسانية ,,,, وطال التشويه تأريخ الحزب الشيوعي العراقي بشكل خاص والشيوعيين بشكل عام , كما طال أيضا ً الأحزاب الشيوعية في المنطقة العربية والإسلامية وجمهورية إيران الإسلامية تحديدا ً والعالم , فلقد إنبرت دول وشركات صناعية وكارتلات ومؤسسات دينية لتشوه حقيقة الفكر الماركسي , عبر تضخيم أخطاء الأحزاب الشيوعية وهي تواجه واقعا صعبا ً ومعقدا ًإضافة للعراقيل التي يضعها هذا السلطوي أو ذاك من جهة ,, ومن جهة أخرى عبر تصوير ( مشوه ) غير منصف لسلوك قادة عماليين قدمو للتجربة التأريخية الكثير, اسوة بإنحرافات ومطبات هذا القائد الشيوعي أو ذاك , وتنبري اليوم جماعات محليه وإقليمية وعالمية كانت بالأمس القريب في صلب العملية وتترأس مراكزمهمة ولربما حصلت من المكاسب الشئ الكثير تنبري اليوم لتكيل التهم جزافاً وتتنصل من مسؤوليتها عما حصل وتتهرب وتلوي حقائق ( وتشوه ) مواقف وهي لا تختلف بذلك عن جهد الجماعات اليمينية المتطرفة والعنصرية في آن واحد والتي تتستر باسماء وعناوين متعددة وتطرح نفسها بديلا للقوى الإشتراكية واليسارية عبر حملات التشويه التي تقوم بها زد على طرحها مشروعا ت غاية في الغرابة !!!!
فلقد ( نشر في الصحف السويدية مؤخراً مقترحا ً تقدم به حزب الديمقراطية السويدية يطالب بإستحداث التعليم عبر إضافة مادة جديدة الى المناهج المدرسية تتحدث عن خطر الشيوعية وجرائم الشيوعيين منذ ثورة اكتوبر عام1917 وحتى إنهيار المعسكر الإشتراكي ) وهذا يعني ان ( التشويه ) سيلعب دورا ً رئيسيا ً ولا أدعي هنا أن كل شئ من التجربة العمالية الثورية كان سليما ً وصحيحا ً وخصوصا ً ما يتعلق بالحريات العامة والقرارات المركزية القسرية ,
فالخطأ وارد ,,والوحيد الذي لا يخطأ الشخص الذي لايعمل او من على شاكلته وقد أكد الشيوعي لينين ذلك مرارا ًفي كتاباته : من لايعمل لا يخطأ .
ولا تأتي الإستفزازات ضد الشيوعيين العراقيين في الوقت الراهن وضد نزاهتهم بعيدة عن هذا الإطار بقصد التشويه والشعب العراقي يدرك جيدا ان الوطن وخيراته مصونة عندهم , ولا شك في ذلك مطلقا ً.
ولعل النفوس المريضة واللصوص وقادة الفساد وبدعم من ولاة نعمهم من جيران العراق باتت تدرك أن الخطورة تكمن في أمانة الشيوعيين العراقيين وثوابتهم ولا مفر إلا سلوك (( التشويه )) الذي لجأ اليه البعثيون وأشباههم منذ وجد هذا الحزب في الثلاثينات مرورا ً بالهجمة نهاية السبعينات وحتى سقوط الصنم في عام 2003 ...
على أن التشوه الأكبر لحق بالديمقراطية والحرية جراء ممارسة ألأحزاب الدينية والمجموعات القبلية والعشائرية تناحراًعلى السلطة وهي بمجموعها لم ولن تستسيغ مفهوم الديمقراطية التي نسعى اليها , لأنهم لم يألفوها وسوف لن يسلكوا طريقها .
ومن باب اللغةالعربية ومقارباتها النحوية تعني الكلمة ( التشويه ) معانٍ جميلة
والشَّوَهُ: الحُسْنُ.
وامرأَة شَوْهاء: حَسنَةٌ، فهو ضدٌّ؛ قال الشاعر:
وبِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ وروي عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه قال: امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت رائعةً حَسَنةً.
ورغم تعدد زيجات النبي في كيفيتها ورواياتها المعروفة ألا انه كان يحلم بالرائعات الحسناوات إذ قال في حديث:
بَيْنا أَنا نائمٌ رأَيتُني في الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى جَنْبِ قصرٍ، فقلت: لِمَنْ هذا القصر؟ قالوا: لعُمَرَ.
ولم اقف على تفسير هذا الحلم وتأريخه وروايته , وهل كان المنام قبل طلب يد إحدى بنات عمر بن الخطاب ام بعدها !!!!!
ومن أخطائنا الدارجة لكلمة ( مشوه ) كأننا نعني فلانا من الناس على انه لم يرى أو يشاهد او يمتلك من قبل ... ومشوه في العربية تعني الحسود .
وكل شيء من الخَلْق لا يُوافِق بعضُه بعضاً سمي أشوَه ُومُشَوَّه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح