الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلسل إهانة المراة

احمد الحناكي

2004 / 1 / 15
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تنتشر هذه الأيام بين الشباب المتزوجين السعوديين نكتة سخيفة وسمجة هي – عجرم الله نساؤكم – وذلك كناية إلى الفنانة نانسي عجرم . والأخيرة فنانة مصرية صعدت بسرعة الصاروخ إلى قمة من قمم الفن العربي بما تقدمه من أغاني خفيفة تردفه بالرقص الذي أطار النوم من أعين الرجال وبعض النساء. الرجال لأنهم تعودوا على أن نساء الآخرين ملكية مشاعة لهم وهو شعور مكبوت لا يبرز في كل الحالات. والنساء اللاتي لا يثقن بأزواجهن ويرونهم زائغين سارحين تكاد أعينهم تخرج من محاجرها عندما تغني عجرم أو كرم أو مشعلاني أو غيرهن ممن يكون شكلها الخارجي مساعدا لها في دغدغة مشاعر هؤلاء الكهلة المتصابين. الإعجاب بالجنس الآخر مفهوم غريزي منذ بدء التاريخ ولا يلام عليه الشخص, وهنا لست الصدد بإلقاء موعظة أؤنب فيها مجتمع كامل, إنما مصدر تساؤلي هو عن هذه الأخرى التي تشاطرك منزلك وتبادلك مشاعر الحب والوفاء وتخشى عليك من النسيم العليل إلا تراها تتمزق وأنت تقهقه جذلا وفرحا عندما تبرز أحدى هؤلاء الفنانات ؟ أليس في الأمر ما يجرح أنوثتها وينال من كرامتها ؟ وفي المقابل الم تتصور نفسك – ويحدث قليلا – لو أن هذه المراة أخذت تتنهد عندما يغني كفوري أو عياش أو راشد الماجد وتتغزل برشاقتهم وملاحتهم ووسامتهم الرجولية إلا يرفع ذلك من ضغطك ويجعلك تصاب بالتوتر والقرحة ؟ هذا إذا افترضنا انك عادلا وسمحت لها ما تبيحه لنفسك. إما من يرفض ذلك وهم الأغلبية الساحقة من الرجال فالطلاق هو أسهل الحلول بالنسبة لهم وقد يرتقي إلى ما لا تحمد عقباه. إننا معشر الرجال نطالب أحيانا بالكثير والجسيم وفي نفس الوقت نحجم عن أن نعطي المراة ابسط حقوقها وهو الاحترام. وبصراحة لا افهم ولا أتصور ولا اعتقد أن المراة مهما كانت هذه المراة ستحب رجلا لا يحترمها. هذه حقيقة وليست استنتاجا وعلى من يمارس سادية أو استفزازا لزوجته أن يعي أن للصبر حدود, وان هذه الساكنة المستكينة قد تخفي بركانا هائلا من الاحتقار يتحول فيما بعد إلى سلوك عملي لا تقبله أبدا. وقد لا تصدقون أن احد هؤلاء المتصابين قد كان يجلب صورا له مع أخريات إلى منزله أمام زوجته, التي ما إن كررها حتى هجرت منزله بعد أن مزقت جميع الصور ولم ترجع إلا بعد أن اقسم لها بالا يكرر ما فعله, بالإضافة إلى هدية سخية. اعرف قطعا أن الكثير من هؤلاء لن يتراجع عن إنجازاته بمقال من العبد لله, إلا أنني اعني أن يراعي مشاعرها على الأقل بحيث لا تسمع أو ترى منه أو يصل إليها عنه ما يخدش هذه المشاعر, أما ذلك أو على الأقل اسمحوا لهن أن يقولن: اللهم عوضنا بحلاني – نسبة لعاصي حلاني الفنان اللبناني – بدلا من أبا عيالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون