الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ينابيع العراق الغرفة التي علمتني الكثير

سُلاف رشيد

2008 / 6 / 2
الصحافة والاعلام


المسافة مابين مكان عملي والبيت ، تستغرق أكثر من عشرين دقيقة ، كنت كل يوم وأنا ذاهبة أو عائدة من عملي ، استرجع ما سمعته أو قرأته على صفحة شاشة الكومبيوتر ، وأنا في غرفة ينابيع ، أحيانا أضحك لنكتة قرأتها ، وأحيانا أخرى أفكر بكلام سمعته ، وحين أدخل البيت ، ودون أن أتناول شيئا من الطعام ، أسرعُ إلى جهاز الكومبيوتر ، كي الحق بمحاضرة يقدمها ، أحد المثقفين وما أكثرهم ، من الذين يدخلون إلى الغرفة أو من أساتذة آخرين تتم استضافتهم ، وأنشد ُبكل كياني إلى كل كلمة تقال ، وكأنني بذلك أ ُحقق حلما ً كان يراودني ، حين كنت طالبة جامعية ، بعد أن أعتقل والدي واختفاء أثره ،كان ذلك الحلم ُ ، هو الالتحاق بفصائل الأنصار ، ورغم أنني لم أعرف أي من الأسماء الموجودة في الغرفة ، ألا أنني كنت أتصورهم يرتدون ملابسهم الأنصارية وبكامل عدتهم العسكرية ، كنت أرى فيهم أبي ، يوم كان نصيرا . ويوم طلبوا مني أن أكون أدمن في الغرفة ، ترددت كثيرا ، رغم رغبتي الكبيرة في العمل ، وأخيرا ًتجاوزت ترددي ، بشرط أن أكون ( أدمنا صامتا ) ،شعرت بفرح وأنا أقوم بمتابعة ممن يسيؤون إلى الموجودين في الغرفة ، وأقوم بطردهم بسرعة ، مما دعا أحد هم أن يطلق عليّ لقب القناص ، ورويدا رويدا بدأت أستعيد إلى روحي ، الرغبة في الكتابة ، تلك التي عزفت عنها ، منذ السنة الأخيرة في الجامعة ، حين توالت هموم الدنيا على حياتي . وساعدني على ذلك الكثير من رواد الغرفة ، من الذين لهم مكانتهم في هذا المجال ، حاجز أخر تجاوزته، بفضل غرفة ينابيع ، هو التردد في الحديث أمام الآخرين ، كنت أرتبك كثيرا وتأخذني موجة من السعال ، تمنعني من مواصلة الكلام داخل الغرفة ،علمتني الغرفة كيف أنشيء علاقات جميلة مع روادها ، وأصدقكم القول أن هذه العلاقات ، ساعدتني كثيرا في تجاوز مرارة الغربة ،فقد كانت هناك أسماء من الوطن ، تذكرنا بكل ما هو جميل فيه، وهناك أسماء تعيش أيضا مرارة الغربة ، علمتني ينابيع كيف تنمو بروحي هذه الألفة الحميمية ، حين اختفى أخي في بغداد ، كان رواد الغرفة ،عائلتي التي أحتمي بحنانها وتضامنها، ومشاركتهم لي بالبحث عنه ، واستعدادهم لتقديم كل شيء ، علمتني ينابيع معنى الحرص والمتابعة في عملي السياسي، وكيف لي أن أتجاوز الصعوبات التي تواجهني .
الآن وأنا أتذكر هذه السنوات الثلاث التي مرت على إنطلاقتها ، أحسب لياليها دروسا لمحو أميتي ، فمازال الطموح يراودني ، في أن أتعلم منها الكثير، لهذا أتمنى لها سنوات جميلة قادمة ، وحياة هانئة لروادها ، وعطاء أكثر للمسؤولين عنها
وكل عام والينابيع يتدفق ماؤها عذبا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا