الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العولمة واستراتيجية البؤرة الرخوة

مجيد محسن الغالبي

2008 / 6 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


على الرغم من ان العولمة مرحلة متقدمة من التطور الراسمالي الا انها كمحتوى وبحكم كونها مرحلة تطور متقدمة تحتاج الى نظام معقد من الطاقة والمعلومات لكي تبقى وتستمر مما يستلزم تاكيد الدولة القومية العالمية بمعنى اخر ان هناك بؤرة تاثير تتمثل في منظومة القيادة في الدولة الراسمالية المتحكمة التى تؤكد وبذرائع مختلفة أحقيتها كدولة في قيادة العالم وتحديد مساراته بالطريقة التي تحقق بقائها وبحكم الكم المعقد من التنوع التكنولوجي فان هناك بنى أساسية تتمثل في المحتوى ألمعلوماتي والكم المتطور من الانتاج الذي يستلزم المزيد من الطاقة والمساحة السوقية الشاسعة التي تحقق حصص سوقية عالية ومن ثم قيادة شاملة (منتجات ونظم)بمعنى اخر قدرة على اكتساح السوق وابتلاع المنافسين اذ لم تعد الميزة النسبية للدول كافية لجعلها قادرة على الصمود ازاءالشركات العابرة لحدودها الوطنية والتي نمت فامتصت السيادة الوطنية للكثير من البلدان وحل محل الميزة النسية مفهوم الميزة التنافسية وتعدى الامر ذلك لتاكيد الميزة التنافسية المستمرة التي تعنى ديمومة التفوق ولم يعد الاداءالاقتصادي من جانب العرض والذي كانت في ضوءه الدول تدعم المنتجين بل انتقل الاداءالاقتصادي الى جانب الطلب فاصبح المستهلك اهم الاهداف بل واصبحت الخصخصةمن اهم مقومات التحول الاقتصادي لمواكبة سياسيات صندوق النقد الدولي الذي يشكل الضلع المهم في مثلث اتفاقية التجارة الحرة والبنك الدولي والتي تعد جميعها ثمرة الاداء الاقتصادي الراسمالي وادواته الهامة والخبيثة في الاحتواء وانبرت مفاهيم ادارة الجودة الشاملة لتحقق ذلك عبر نظم الجودة التي حققت استثمارا عاليا للتفوق التكنولوجي مما يدفع المنافسين مع الزمن إلى الانضواء تحت معطف الاقوياء بالاندماج او التحالف المشروط ولحس القصع في اطار سعي العمالقة للتكامل سواء عن طريق الابتلاع او تنميط السلوك المنظمي للمنظمات الاخرى عبر اساليب اختراق وقيادة السوق ولان الطاقة هي الاساس الفائق للاداء فان عالمية السوق تقتضي احتواء مصادر الطاقة وتجريد الاخرين منها كما هو الحال في العراق وافغانستان حيث تم تدمير الطاقة الكهربائية منذ بداية حرب الخليج الاولى ومازالت تشكل معضلة وتم رفع اسعار الوقود(مصادر الطاقة الاخرى) وقد نتج عن ذلك مايلي:
1- ان رتفاع كلفة الطاقة المستخدمة في القطاع الصناعي ادى الى انخفاض انتاجية هذا القطاع بل توقفه تقريبا اذ ان ارتفاع تكلفة المنتج ادت الى ارتفاع اسعاره وتدني قدرته التنافسية فضلا عن انخفاض قدرة المنظمة على الاحلال بسبب تراجع العائد مما ادى الى تقادم الاساليب التكنولوجية الامر الذي نتج عنه تردي مستويات الجودة واعراض المستهلك عن المنتج الوطني مما ادى الى اضمحلال الصناعة الوطنية وتردي النبية التحتية واغراق الاسواق العراقية
2- ارتفاع كلفة زراعة الدونم الواحد بحيث ان غلة الونم الواحد لاتكفي لتغطية تكاليف الوقود مع غياب الدعم الحكومي مما انعكس على تركيبة المدن الاجتماعية بسبب الهجرة نحو المدن وتوقف النشاط الزراعي وتدفق المنتجات الزراعية حتى الخضروات من دول الجوار الامر الذي يخلق شعورا عميقا باعتمادية القطر وتعدد تبعيته الاقتصادية بل وتعقدها وغياب امنه الغذائي
3- تخصيص الموارد المتمثلة بعوائد النفط الى قطاع الخدمات مع غياب الرقابة الحقيقية وتراجع ثقافة المواطنة الحقة كناتج متوقع للغزو الثقافي الذي حملته رياح الديمقراطية السائبة والتي لم تجد الارضية الملائمة للنموالحقيقي لعدم ادراك الطبيعة السايكولوجية للمجتمع العراقي من جهة ولعدم توفر البنى التحتية لها سواءمن الناحية الثقافية اوالاقتصادية او التكنولوجية او الاجتماعية
ان تخصيص الموارد وبشكل كبير للخدمات مع قصور النظام الرقابي ادى الى هدر للثروة وشيوع اخطار الادارة وعدم القدرة على استيعاب كثيف العمل المتزايد والاقتصارعلى الاقتصاد الريعي
4- نتيجة لذلك فقد تزايدت اعداد العاطلين عن العمل وتعقدت تركيبة سوق العمل بسبب افواج الخريجين الذين تلفظهم مؤسسات التعليم العالي المختلفة والذين لايستوعبهم الواقع الاقتصادي مما ادى الى الضغط على ملاكات القطاع الحكومي فترهلت كل منظمات الحكومة بسبب البطالة المقنعة ومع ذلك فقد ظلت الاعداد الكبيرة للعاطلين على الارصفة بمافيهم حملة الشهادات العليا ونجم عن ذلك تدفق انهار الهجرة الى الخارج وكانت العقول العراقية في مقدمة المهاجرين لعدم توفر المجال الحيوي لاختصاصاتهم بسبب توقف مجمل التطبيقات العلمية والتي كانا القطاعين الزراعي والصناعي يشكلان مرتعا خصبا لها
5- وكنتيجة طبيعية تردت الاوضاع المعيشية لاغلب العراقيين -رغم الزيادة في عوائد البترول بسبب ارتفاع اسعاره- وتراجع الدعم الحكومي للبطاقة الدوائية والتموينية وهومما ادى الى تنامي الامراض الاجتماعية وانتشارها بين قطاعات واسعة من الشباب
ان الاحتلال هو ابغض صورالعولمة واكثرها ايلاماللشعوب التي في طور الانشاءاذا جاز التعبير لان مفهوم النمو او البلدان النامية لم يعد قائما وغدت الغنية منها صيدا دسما وهدفا حيويا لغرض تدمر كل بناها من خلال التوجه نحو البؤرة الرخوة وهي الطاقة لامتصاصها وتفتيت البنية الكلية للوطن الذي يخضع للاحتلال وخلق الكيانات العرقية اوالطائفية كنيجة حتمية لتحلل السلطة الكارزمية مما يعني تراجعا كليا وتفاقم الهوة بين التقدم والتخلف والتي تحتاج لعقود لردمها او قد لاتردم ابدا ومن ثم مزيدا من الامتصاص للثروة ومزيدا من الحصص السوقية في اسواق المحميات وهكذا تتدفق عوائد الدولة القومية العالمية التي تجد نفسها خليفة الله الوحيدة على الارض مما يخدم الاهداف الاستراتيجية وهي نمو الدولة القومية العالمية وتطورها وتراجع الا خرين وتخلفهم وهذا يعني اسواق دائمةوسيادة مغيبة وتحكم نافذ مع احتواءتام لمصادر الطاقة
ان العولمة هي الاخطر على مستقبل الشعوب وهويتها لانها تجد ان مصادر الطاقة حقلا حيويا وضروريا للبقاء والنمو ولذلك فانها تلجأالى تفتتيت أي كيان يضم بين دفتيه مصدر للطاقة او سبيل لمرورها بقصد خلق نظام بديل يمكن التحكم به بحرية تاما ويمنع في الوقت ذاته اصحاب الارض من التدخل فيتحولون مع الوقت الى قطيع تقوده الصنائع وتحركه عجلات الاحتلال ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف


.. قصف صاروخي إسرائيلي يستهدف منزلا بمخيم جباليا شمال قطاع غزة




.. مظاهرة في عمان للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت شعار -أوقفوا ا