بعد اكثر من 8 اشهر  من التغييب  الظالم  هاهو  رفيقنا بيننا . لن  نقول انه استعاد حريته لان الحرية منعدمة ببلدنا  ويمكن لنفس الالة التي  خطفته منا ذات يوم ان تخطف ايا منا  في اية لحظة .  نحن مقيدون  ومكممو الافواه  ومهددون بالبطش  وفي هذه الشروط  نناضل  ونضحي  وسنستمر نناضل  ونضحي .
ان ما  استعاده رفيقنا وكل ضحايا الظلم  الذين افرج عنهم مؤخرا هي  امكانية مواصلة الكفاح  في شروط افضل من ما  وراء قضبان السجن ، وهذا  مكسب عظيم  لان طبقة الشغيلة  وكافة الكادحين  في امس الحاجة الى كوكبة المناضلين المتقدمين  لان دورهم اساسي  في استنهاض قوى النضال ومراكمتها وتوحيدها  ورفعها الى اعلى مستويات الوعي .
ان سجن الرفيق الشريعي مؤامرة دنيئة لاجهاض تبلور تلك الكوكبة ، وقد تمثلث دوما سياسة العدو الطبقي  في توجيه الضربات الجزئية  تارة  والشاملة تارة اخرى  لتفكيك تلك الكوكبة  وتجفيف  المنابع التي تمدها  بطاقات جديدة . ان الغاية هي اشاعة الخوف  واليأس  لمنع  اتحاد روافد الغضب الشعبي في ذلك السيل الجارف  الذي  لا شك انه  سيعصف بكل المستفيدين  من  معاناة  وعذاب كادحي شعبنا .
 ايها المناضلون والمناضلات :
ان  ما يعده  اعداؤنا اخطر مما  شهدنا ، فالغارات القادمة  ستأتي على الأخضر واليابس وما بينهما : سيتسارع  تطبيق السياسات  المعادية للكادحين على كافة المستويات ، فنحن على مشارف استكمال اجل تطبيق  التبادل الحر مع الاستعمار الأوربي  و هاهو اتفاق تبادل حر  آخر مع الإمبريالية الأمريكية قيد الإعداد ، وسيتواصل  سداد ديون مقيتة على حساب خبزنا ومدرستنا وتطبيبنا ، وستتضخم أعداد المحرومين من العمل  سواء من الشباب المتعلم  او العمال الذين سيشردون  مع انهيار قسم من النسيج الاقتصادي  او العاملين مع الدولة الذين سيجري التخلص منهم باسم اصلاح الوظيفة العمومية ،ويجري الاستعداد للاجهاز على ما في أنظمة التقاعد  من مكاسب طفيفة ، وهذا كله سيؤدي الى موت  المزيد من شبابنا في قوارب الهجرة القاتلة، والى تحميل النساء والاطفال مقدرا هائلا  من المعاناة ،وسيرفق ذلك كله بتضييق الحريات،  باختصار انهم يريدون ان نغوص درجات  اخرى في اهوال نظامهم الاقتصادي –الاجتماعي الفاسد ، نظام الاستغلال والاضطهاد.
ايتها المناضلات ، ايها المناضلون
ان هول  ما يعدون لنا  لا يحجب عنا ما  يحبل به شعبنا  من قدرات نضالية  هائلة ، فنحن ملايين من الفقراء  الرافضين لواقع البؤس والمرض  والموت البطيء ، ورغم التعتيم الاعلامي الرسمي  وشبه الرسمي تنبجس في كل مكان تقريبا قوى الغد ، قوى النضال لصد الهجوم  والانتقال الى هجوم مضاد ، فنضال الشغيلة في المصانع قد يفتر لكنه لا يكف  والطلبة هبوا لرد الهجوم المقنع بقناع الاصلاح البيداغوجي ، وجماهير القرى تعبر  عن غضبها في صبوات  لا ينقصها غير مزيد من  الوعي الشمولي والانصهار في بوتقة واحدة ، وحركة المعطلين صامدة رغم القمع اليومي  وتآمر المتآمرين ، والنساء الكادحات في كل مواقع الانتاج وفي البيوت طاقة  كفاح جبارة بحاجة الى اداة النضال النسائي الحقيقي .
هذه القوى الكامنة  باعث كبير على الامل ، لكن نجاح المناضلين في القيام بواجب تنظيم هذه القوى  ورفع وعيها واستعدادها للنضال  مشروط اولا  بالمامهم بحقيقة الهجوم لان تحديد البدائل وطرائق  بلوغها متعذران دون ذلك الالمام ، وثانيا بتحصين ادوات النضال بوجه كل ما يهددها  من امراض التسلط ومصادرة حق القواعد في  اتخاذ القرار.
ان نادي التثقيف العمالي قد وضع  على كاهله مهمة النهوض بجانب من كلا الامرين وذلك بالسعي اولا  الى الالمام  بواقع الشغيلة المهني والاجتماعي ، سواء تشريعات الشغل  ومخاطره او الحماية الاجتماعية او اشكال تكثيف الاستغلال  والاضطهاد ، وثانيا الى  تنوير الشغيلة بدروس النضال  وثقافة الديمقراطية في تسيير النضالات.وقد استطاع  رغم فتوته وقلة قواه ان ينجز قسما من مهامه وهو بالمناسبة يجدد نداءه الى كل المناضلين  للتعاون معه  وايصال اصدراته  الى كل مواقع العمل  والنضال .
تحية  لرفيقنا محمد رشيد  مجددا  وعهدا له على  المواظبة والتفاني في الاخلاص لقيم طبقتنا  واهداف نضالها التحرري.
اكادير    10 يناير 2004