الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي الجماهيري أساس العملية الديمقراطية

سلام خماط

2008 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا يوجد في العالم نظام انتخابي مثالي على الإطلاق ,ولو كان الأمر كذلك لسادة المساواة والعدالة ولانتفت العبودية واضطهاد الإنسان لاخية الإنسان ,فلا يمكن ان تتحقق العدالة الاجتماعية إذا لم تتوفر شروط تحقيقها والتي من أهمها الوعي الجماهيري الذي ينهي حالة الصراع والتنافس غير السلمي على السلطة ,فعندما اختارت الشعوب المتحضرة هذا الشكل الديمقراطي إنما اختارته كي تجنب نفسها ويلات العنف والصراعات الدموية والانقلابات العسكرية ,هذا العنف الذي اعتبرته بعض الأنظمة وخاصة الشمولية شرعيا كي تحافظ على مكتسباتها السياسية الزائفة ومصالحها الأنانية من اجل البقاء بالسلطة فترة أطول وعلى حساب أرواح وحريات الوطنيين الشرفاء ,

اختارت الشعوب النظام الديمقراطي وانتهجته كونها تؤمن بمفاهيم الديمقراطية وليس آلياتها ,فهي تؤمن بالتعددية السياسية التي تسمح للجميع بالوصول الى السلطة عن طريق التنافس الانتخابي الحر,الا ان بعض الأنظمة الدكتاتورية حاولت نقل هذه التجارب الا إنها فشلت والسبب في ذلك يرجع الى عدم امتلاكها للمفاهيم الديمقراطية (الاعتراف وقبول الأخر ) لأنها ليست متاحة ان لم نقل مسموح بها وهذا ما حدث في العراق في ظل الحكم الدكتاتوري المقبور وكيف كانت تجري مهزلة الانتخابات التي تفتقد للتعددية السياسية ,من هنا يكون الفرق بين الأنظمة الديمقراطية والأنظمة التي تلبس رداء الديمقراطية شاسعا,ولكي تغطي أنظمة الاستبداد على فشلها في هذا المضمار لذا اخترعت لنفسها أساليب انتخابية بعيدة عن الديمقراطية مثل (الاستفتاء)على مرشح واحد وذلك لإضفاء الشرعية او كسب التأييد الجماهير من وجهة نظرها .

ان التعددية السياسية هي انعكاس واعي لاختلاف الأفكار والمفاهيم ,والاعتراف بها هو اعتراف بحقوق الجميع بممارسة حرية تأسيس الأحزاب والتعبير عن الآراء في إطار المشاركة في صنع القرار والدفاع عن الحقوق عن طريق المعارضة المشروعة والمعترف بها دستوريا ,لقد أثبتت التجارب التاريخية نتائج مأساوية في الاتجاه المضاد للديمقراطية ,فالأنظمة الدكتاتورية بمسمياتها القديمة والحديثة واتي كرست سياسة الإقصاء والتهميش والاستبداد قد أدخلت الوهم في عقول أزلامها من المنتفعين والمجرمين والوصوليين بان البديل الطبيعي للتعددية السياسية هو العنف الذي استخدمته من خلال أجهزتها القمعية او من خلال الحروب الفاشلة التي خاضتها والتي كلفت الشعوب الكثير من الأرواح .

ان الفكر الإنساني التقدمي قد توصل الى تذويب الاختلاف عن طريق الحلول السلمية وعبر الحوار كذلك ,لهذا تعد التعددية السياسية اداة من أدوات الديمقراطية والسبيل الصحيح لمواجهة الاستبداد وإلغاء الأخر ,من هنا نستطيع القول لايمكن إرساء دعائم الشرعية السياسية المستقرة الا اذا استطاع النظام السياسي ان يلتزم بالدستور ويحترم حقوق مواطنيه بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والدينية والعرقية وان لا يمارس التفرقة بين أقلية وأكثرية كون الجميع متساوون في المواطنة.

الا ان رفض البعض لهذا النهج الديمقراطي وعدم الانفتاح على الأخر والاستماع إليه والحوار معه وعدم الاعتراف بحقوقه يرجع الى ذهنية السباق والصراع لكسب والانفراد بمواقع النفوذ والسيطرة على الجهاز السلطوي وعدم قناعة هذا البعض بمشاركة الآخرين والعمل معهم من اجل بناء النظام السياسي وإدارة العمل الاجتماعي والنشاط الثقافي والاقتصادي .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس