الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل السياسيون العراقيون مع المحاصصة ام ضد المحاصصة ؟

عبد الجبار منديل

2008 / 6 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


السياسيون العراقيون ضليعون بلغة الإعلام فهم يتقنون البلاغة والفصاحة ولا تخونهم الحجج . والسياسيون العراقيون اصبحوا أساتذة في تفسير الفلسفة البراغماتية وتطبيقاتها، وهي فلسفة امريكية اصيلة، بعد ان رافقوا نظرائهم الأمريكان اكثر من اربعين يوما، كذلك هم عمليون حتى في تنظيراتهم . والسياسيون العراقيون باتوا خبراء في تطبيق اصول اللغة العربية التي ابتدعها سيبويه ونفطويه وخالويه، لذلك تخرج لغة الضاد من افواههم وقد تناثرت فيها الدرر التي تبهر العيون وتشد الأسماع . والسياسيون العراقيون صاروا يتبارون في تطبيق ما ابدعه العبقري ابن البصرة الخليل بن احمد الفراهيدي من اوزان وبحور في هجاء كل ماله علاقة بالمحاصصة .
ولكن السياسيين العراقيين لم تسعفهم ( عبقريتهم ) المتعددة الجوانب وفشلوا في ان يشرحوا للشعب العراقي هل هم مع المحاصصة ام ضد المحاصصة ؟ ... فهم يشرحون يوميا ويعيدون ويزيدون بأن المحاصصة شلت الحياة السياسية وان المحاصصة رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه . ولكنهم حريصون في كل اعمالهم على تطبيق مبدأ المحاصصة . فالأقربون والمحاسيب أولى بالمعروف يجب العناية بهم . والمحازبون ( مناضلون ) يجب تعويضهم عن ( نضالهم ) بالمناصب والمكاسب .
السياسيون العراقيون وطنيون حتى النخاع وعراقيون حتى ما تحت النخاع والروح العراقية هي الفيصل والمعيار الوحيد لتقييم الناس عندهم، ولكنهم ما ان يخلوا الى اتباعهم حتى يبدأوا حساب الأرباح والخسائر في العملية السياسية التي يمارسونها بروح التاجر ورجل الأعمال .
وهم يرعدون ويزبدون عندما يمس احد عراقيتهم ولكن عندما يتم الحديث عن المناطق والجماعات فإن لكل منهم جماعته المفضلة التي لا يخدم إلاها ولا يسعى إلا الى تمييزها عن بقية العراقيين .
وهم يتحدثون عن الوحدة العراقية المقدسة ولكن اعمالهم اليومية تعمل على تفتيت هذه الوحدة.
انهم لا يغضبون للجماهير المغلوبة على امرها والتي تطالها الفاقة وتسحقها المسغبة كما انهم لا يغضبون عندما يرون ملايين العراقيين هائمين على وجوههم في كل اصقاع الدنيا تتقاذفهم السجون ومخافر الحدود في كل بلدان العالم ولكنهم يغضبون كثيرا عندما تنقص حصصهم الحزبية والشخصية وتثور ثائرتهم حين تبدأ عملية توزيع الحصص من خلال تقسيم المناصب الوزارية والمواقع الأساسية في الدولة العراقية المنكوبة وتكون حصتهم دون المستوى الذي يريدون .
وها هي الحفلة الدورية تعود في موسم تقاسم الغنائم من خلال المناصب الوزارية التي قالوا انه يجب ان يتم توزيعها حسب الخبرة والكفاءة وليس على اساس الإنتماء الحزبي او السياسي ولكن اعمالهم تقول عكس ذلك .
وهكذا ترتفع الأصوات وتصدح الحناجر من خلال الشاشات الزرقاء بالكلام المعسول والمعلب والحديث المنمق .
انهم يثبتون لنا مرة اخرى واخرى وللمرة المليون ما اكده التاريخ منذ اكثر من الف سنة بأن السياسي العراقي ما ان يتربع على
كرسي الحكم حتى يتحول المنصب الى ضيعة من الضياع التي ورثها عن الأباء والأجداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال