الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلوب اطفال العراق للمتاجرة.. في طول وعرض الوطن العربي واسرائيل!؟

نبيل الحسن

2008 / 6 / 3
حقوق الانسان


العلاس , ومهنة العلاسة عموما , التي انتشرت كثيرا في العراق خلال السنوات الأخيرة , هل العاملون فيها يقتصر تواجدهم ومنبعهم على الفئات الدنيا الجاهلة من المجتمع ؟ أم فيهم المتعلم والطبيب والمهندس ! ذلك ماسياتي ذكره والحكم عليه في سياق هذا المقال , ونبدأ , على زمن النظام السابق , وتحديدا عند اشتداد تداخلات الحضر الاقتصادي الدولي , أو ماكان يسميه ( الحصار الجائر) , تلجا وقتها السلطة إلى مآتم متحركة دعائية , حيث يجلب خزين محفوظ لأيام الشدة من 30- 40 جثة لأطفال توفوا لأسباب مختلفة , ولم يسلموا لأهاليهم بل أودعوا برادات المجمع الطبي في الباب المعظم , ينقلون أولا في توابيت إلى ساحة الرصافي في شارع الرشيد , ومن هنالك بسير موكبهم الحزين صفا واحدا كجنائز مفردة توضع فوق سيارات أجرة , حشدت لهذا الغرض , ثم تبدأ المسيرة الحزينة , على وقع دقات الطبول , وموسيقى حفاروا القبور ! وصراخ النائحين ونواح النائحات , وما أعده النظام من تسجيل وكادر إعلامي يغطي الحدث , بعدها ليلا وفي اليوم التالي , ينقل التلفزيون الرسمي , والجرائد الحكومية , التفاصيل الدقيقة , وكيف إن هذه الباقة المختارة من أطفال العراق قد توفوا نتيجة للحصار الجائر , ونقص الغذاء والدواء , ولذلك وحتى لاتتكرر المأساة المؤلمة فهو يطالب أي النظام المجتمع الدولي , بكذا وكذا ووو .
- تلك أيام مضت ولكن ( رجالها) مازالوا متواجدين ولهم عقلية الكذب والدجل ذاتها , بل زادوا عددا بدخول أنظمة وفضائيات , وأجهزة مخابرات وإعلام مختلفة الانتماء , لاهم لها ولا هدف , سوى تدمير مستقبل العراق , ونشر غسيله القذر حاليا على الملأ , لاضهار وضعه كفوضى دائمة لافائدة منها , ولا جدوى من التعامل الجدي والعميق معها .
- ونعود إلى المصدر الأول , أو صاحب العبوة و المفخخة الأولى , فجرها وهو الطبيب الإنسان ليمنع معالجة قلوب أطفال , استعصى التعامل معها في الداخل , وتجاوزت ماساتها قدرات النظام الجديد , وتحديدا لامبالاته بكل ماحوله عدا تثبيت أركان سلطنه واستمراريته في الحكم .
- الخبر أرضه عمان , والنفخ فيه ثم نشره للطبيب العراقي الدكتور عمر الكبيسي , وهو اختصاص أجهزة طبية , من مهماتها تشخيص العلل والتشوهات المختلفة التي تصيب القلب والأوردة والشرايين المرتبطة به , والطبيب المذكور من الكفاءات العراقية في مجال اختصاصه , وعمله السابق كان في مستشفى ابن البيطار للجراحة القلبية في بغداد , وقبلها في مستشفى الرشيد العسكري , مع علاقة خاصة بعزة الدوري , المحتاج دوما لإجراء فحوصات دورية لشرايين قلبه , مع عملية جراحية في نفس المستشفى , ساهم الدكتور الكبيسي في التهيئة لها مما اكسبه ثقة الدوري وصداقته .
- ولكن ماعلاقة كل ذلك الماضي بقلوب أطفال العراق و(العلاسة) وفضائيات وصحف عربية , والكثير من صيادي الشهرة في المياه العكرة !؟ .
- وصلت الأردن مجموعة من العوائل العراقية المتشبثة بحب الحياة والعازمة رغم المخاطر على إنقاذ فلذات أكبادها في زمن الإرهاب والفساد , وفي عمان استوجب عليهم البقاء بضعة أيام , لترتيب إجراءات السفر إلى إسرائيل للمعالجة من تشوهات خلقية تصيب القلب ويحملها الطفل منذ الولادة , تعيقه عن النمو الطبيعي بانتظار التشخيص المبكر والعلاج أو الدوران في دائرة الضعف والمرض وغالبا الموت بسبب عجز القلب وشرايينه عن القيام بدورها الطبيعي في ضخ الدم لأعضاء الجسم .
- ساقت الأقدار بعض تلك العوائل إلى مقر الطبيب الوطني والقومي الكبير , للتأكد وإجراء المزيد من الفحوصات , وبعد التساؤل والاستفسار , تمكن الدكتور الكبيسي من الإمساك بأول خيوط (المؤامرة ) الأمريكية الخطيرة , ثم كشف الأدوات المحلية والإقليمية والعالمية المنفذة لمخطط نقل العشرات وربما المئات من أطفال العراق ابتداء من عمر شهور قليلة وبصحبة عوائلهم للعلاج والتداوي السري في بلد العدو الصهيوني المجرم (إسرائيل ) ! وما أدراك قارئي العزيز لما يمكن حصوله خلال فترة العلاج ! من غسل دماغ للمرضى على صغر سنهم , ولمرافقيهم وجعلهم يتنكرون لامتهم الخالدة ودينهم الحنيف !.
- ثارت الغيرة العروبية الإسلامية الجهادية لدى الدكتور العزيز , وصرخ بالصوت العالي , وا أمتاه , الموت ولا عار الصمت على معالجة إسرائيل اليوم وغدا المئات من قلوب أطفال العراق غير الراغبين بالمقاطعة , ولربما سيقطع ويرمي خارجا من شغاف قلوب أطفالنا ذلك الحقد الغريزي المقدس الدفين ضد هذا العدو , الذي زرعه وسقاه طوال سنون خالدات أمثال الدكتور الكبيسي والحزب والبطل القائد , وما تبقى منه اليوم المجاهد الضرورة عزة الدوري , وليخسأ الخاسئون ذوي القلوب الضعيفة المريضة الصغيرة .
- خيانة وعمالة وتنكر حاد للعروبة يستوجب القصاص إن عاجلا أو آجلا , في نظر الدكتور الكبيسي , أن تحيا وتستعيد نشاطها المئات من قلوب الأطفال , لمجرد أن لهم نفس جنسية الرفيق الدكتور , ويتحول هو للوصاية عليهم في الحياة والمرض والموت ! , وصاية شمولية من نوع لا أرحمك ولا أريد أن تنزل رحمة الله عليك , ليتجاوب معه بأسرع من لمح البصر ,( المنفذون ) لقصاص الله , من هيئة علماء حارث الضاري , بانتظار دخول جيش المهدي على الخط , وتصدر الهيئة فورا من الأردن وسوريا والسعودية بيانا مهددا منددا , لا يرى في الأمر إلا تجاوزا من الفقراء العراقيين لخطوط حمراء , من اجل معالجات دنيوية زائلة .
- ونعود ثانية إلى نظرية المؤامرة , وما تكشف نتيجة الجهد الخارق , من أدلة ملموسة , حيث ثبت أن شركة أمريكية كبرى قد أرسلت احدث الأجهزة الطبية المتطورة للتشخيص , والمشاركة في العلاج , كمساعدة مضافة , يمكن أن تولد أملا في العلاج اكبر , ولكن العروبة والغيرة الصحراوية اكبر , والله اكبر , وحمل الدكتور الفاضل على عاتقه ايجاد البديل , وإقناع أهالي المرضى بالصبر الجميل أولا , والتخلي عن وصمة العمالة والخيانة الأبدية بعدم التوجه نحو بلد الأعداء , لان في (الوطن العربي ) من سيحتضن الأطفال ويعيد إليهم بسمة الصحة وطول العمر , ولم يطول الانتظار , بل تمدد حبل الإنقاذ والحل من يد اتحاد عمال الجزائر !؟ ولا نعلم الربط والعلاقة بين الدكتور وعمال الجزائر وقلوب أطفالنا , ولكن الاتحاد المذكور اخرس الألسنة المشككة وصرح بأنه سيسعى لإقناع نقابة أطباء الجزائر ومستشفيات البلد للتدخل ومنع المؤامرة وعلاج الأطفال , ومن سيستعصى علاجه في الجزائر , فان للاتحاد علاقات ونفوذ في ايطاليا ومسؤولي صحتها , وهنالك ستجد القلوب العراقية العليلة الشفاء !, وليتصور القارئ مقدار القوة والصبر والوقت المطلوبة من طفل وقلبه في سنتهم الأولى وهذه الرحلة الماراثونية المقترحة من الأشقاء .
- انطلى هذا النفخ الضفدعي من قبل الطبيب الهمام , على ثلاث عوائل وافقته (قوميا) وانسحبت من البعثة , واختارت البقاء في الأردن , ليتحملوا هم وقلوب أطفالهم سخافة منطق واستعراض عضلات الدكتور , ويفقدون دورهم في العلاج , ليتورطوا بعدها مع السلطات الأردنية التي ستطالبهم عاجلا أو آجلا بشرح لسبب بقائهم بعد أن بلع الدكتور الفاضل لسانه , وأكمل مهمته بتسليم أسماء الخونة القادمين مع عللهم , ليتقرر مصير من تطاله يد المجاهدين المسؤولين عن إعطاء شهادات العمالة والوطنية لأبناء الشعب العراقي , ومن بينهم وأشهرهم في مثل هذه الشدة , هيئة العلماء التي سرعان ماد خلت على الخط , منذرة بالويل والثبور , والإفتاء الفوري بمحاسبة كل من تسبب بتسليم قلوب صغيرة عراقية لأياد صهيونية بحجة المعالجة والإنقاذ , فما أبشعها من خيانة الموت أهون منها , والموت هنا طبعا ليس من نصيب عمائم الهيئة , بل للأطفال المرضى بدل أن تنقذهم أيدي يهودية , والموت ثانية لأهاليهم العملاء لأنهم لم يجدوا غير الطب الإسرائيلي علاج لآلام أطفالهم , والموت ثالثة ينتظر كل من يفكر بالدخول في هذه المعادلة التي أساسها مكره أخاك لابطل والعلاج في إسرائيل أفضل من موت طفل بريء .
- هل من دروس نستطيع الخروج بها كعراقيين من هذه المآسي ؟
1- حكومة ونخب سياسية فاسدة , بإمكانها ببساطة , التكفل بالعلاج الحديث والمتطور , وفي أي دولة في العالم ,لهؤلاء المرضى وعوائلهم المنكوبة , ناهيك عن توفير الخدمات الصحية والطبية بالداخل وفي كردستان العراقية إن استعصت الظروف الأمنية , ولكن مانراه العكس تماما ولا يمكن تفسيره إلا بغياب النفس الوطني العادي الذي يحمله كل من تراه من حولك ماشيا , وليس مختبئا خلف عوارض كونكريتية تتزايد يوما بعد بيوم , بالتوازي مع فقدان ابسط أنواع الأدوية والخدمات في المستشفيات , وغياب حتى التفكير بنظام ضمان ورعاية صحية شاملة ومتكاملة لكل العراقيين .
2- حقوق الإنسان ,,, ستتقدم مستقبلا على ماعداها ليتقدم العراق , ويصبح للفرد البسيط شخصيته الاعتبارية التي لايمكن لها أن تذوب في النظرة الشمولية وديماغوجية واضطراب تفكير البعض الذي يتصور أن (المبادئ) التي يحملها أهم من حياة وصحة غيره , والتضحية واجبة خصوصا على الفقير والضعيف , وإلا ماعلاقة طبيب ترك بلاده خوفا على فقدانه المتوقع لامتيازاته وربما لحياته , بأناس آخرين لايربطه بهم إلا اسم البلد الذي تركه خوفا , ليخيفهم بدوره على تشبثهم بالحياة لهم ولذريتهم
3- الاستغلال العربي لآلام العراقيين ,,, أولهم السعوديون وإعلامهم المتلون المتفذلك وعقليتهم القذرة التي تصور أي نهوض للعراق هو تراجع وانتكاسة لهم , وليس آخرهم قناة الجزيرة رغم مايبدو من ارتوائها من شرب دماء العراقيين وتحولها إلى ولائم أدسم , كل ناعق وخبير فضائيات ومجاهد وراغب بالشهرة , عدو وذئب مفترس , يسمى شقيق , ولا يفتح ذراعيه لقلب طفل عراقي بحاجة لعلاج , ولكنه مستعد لقتله قبل تخوينه لو قرر الخلاص من رعاية واسر من لايرحم .
4- إسرائيل , وكان برميل ديناميت ينفجر بوجه كل عراقي يذكر اسمها , علما أن الواقع الرسمي العربي وخاصة بعد مبادرة مؤتمر قمة بيروت بعد العام 2000, يطرح التطبيع الكامل مقابل السلام , وبموافقة جميع الدول العربية ومنها العراق وبحضور عزة الدوري شخصيا تلك القمة , إسرائيل لا ترغب بدولة عراقية ديمقراطية مستقلة , تهز راكد الفساد والتخلف في مستنقع الشرق الوسط وهي بذلك تلتقي وتتناغم مع السعودية وقطر كما مع إيران وسوريا , ولكنها ترحب طبعا بكل مايكسر جدار العزلة عن وسطها المحيط , وعلاج الأطفال يدخل المعادلة السابقة حتما , ولكن من هو المستفيد الأكبر ؟, المئات من القلوب العراقية المريضة , أم بعض الدعاية الطيبة للدولة العبرية ؟
ختاما يمكن الاختصار والقول , والاصطدام مع غوغائية الشموليين , ووصايتهم على بني البشر , أن دعوا غيركم يعيش ويتصرف كما يريد , فالإنسان قبل معتقداتكم وان كرهتم .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا يوصي مجلس الأمن بإع


.. ماذا بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم العضوية الك




.. -بآلة لتقطيع الورق-.. سفير إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة


.. ماذا يعني تصويت الأمم المتحدة على الاعتراف بفلسطين كدولة؟




.. لبنان: الإتجار بالبشر عبر تيك توك