الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذه الأسباب لن اشارك في مسيرة تأييد المقاومة العراقية في عمان

باتر محمد علي وردم

2004 / 1 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ستنطلق اليوم الجمعة مسيرة للنقابات والأحزاب والقوى السياسية الأردنية نحو مبنى الأمم المتحدة في عمان تحت عنوان "تأييد المقاومة والعراقية والفلسطينية"  واشكر الحكومة التي سمحت لهذه المسيرة بالانطلاق والتعبير عن الرأي وعدم منعها وتحويل القائمين عليها إلى أبطال لأن حق التعبير مكفول للجميع في الديمقراطية الأردنية التي لا تعجب الأحزاب والنقابات في الأردن.
المسيرة سوف تشهد مشاركة الآلاف من الأردنيين بكل تأكيد، مدفوعين بمشاعر قومية ودينية تناهض السياسات الأميركية وما يعتبرونه تضامنا مع الشعبين العراقي والفلسطيني، ولكنني كمواطن أردني مناهض للسياسات الأميركية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والأميركي للعراق ومتعاطف تماما مع الشعبين العراقي والفلسطيني لن اشارك أبدا في هذه المسيرة واتمنى أن يكون صدر محرر المقالات في الدستور واسعا ليسمح لي بغرض أسباب عدم المشاركة وهي:
1- احترامي الشديد وإحساسي بمعاناة الشعب العراقي يجعلني أرفض التواجد في أي مكان يتم فيه الهتاف للرئيس السابق صدام حسين ونظام البعث لأن هذا النظام هو السبب الرئيسي في تدمير حياة مئات الآلاف بل الملايين من الشعب العراقي واي هتاف أو تأييد لصدام يعني بالضرورة أن تكون  المسيرة ضد الشعب العراقي.
2- من الخطأ الشديد أخلاقيا الربط ما بين المقاومة الفلسطينية والعراقية. المقاومة الفلسطينية مقاومة منبثقة من المجتمع الفلسطيني وتنظيماته السياسية وأهدافها واضحة وهي إزالة الاحتلال الإسرائيلي وكل عملياتها تكون موجهة ضد الإسرائيليين وليس ضد الشعب الفلسطيني. أما المقاومة العراقية فهي لا زالت مقاومة مجهولة الهوية وغير معروفة الدوافع والأهداف وقد تسببت بقتل عدد من العراقيين الأبرياء أكبر بكثير من الأميركيين، كما أن بعض فئاتها أتت من خارج العراق ووجدت في العراق ساحة مناسبة للعمل ضد الولايات المتحدة بدون استشارة الشعب العراقي في ذلك.
3- تنطوي المسيرة على مفارقة غير مقبولة لأنها سوف تتجه إلى مقر الأمم المتحدة في الأردن وكأن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن الاحتلال الأميركي ومعاناة الشعب العراقي، بينما في الواقع أن الأمم المتحدة قد دفعت ثمن محاولتها لتحسين حياة العراقيين عندما استهدف تفجير منسوب للمقاومة العراقية مقرها في بغداد وقتل عشرات من موظفيها الذين تركوا اسرهم وعائلاتهم وحياتهم كي يساعدوا الشعب العراقي، في الوقت الذي لا أعتقد فيه أن المشاركين في المسيرة قد دفعوا اي ثمن في دعم الشعب العراقي بل يهتمون بالنظام السابق فقط.
4- ولسبب مرتبط مع ما ذكر سابقا لن اشارك كإعلامي أردني في مسيرة لتأييد عمليات تسببت أحداها في قتل الزميلة رهام الفرا  والتي كانت في بغداد على رأس عملها لمساعدة الشعب العراقي.
5-وكمواطن أردني أيضا فإنني لن اشارك في مسيرة تأييد امقاومة تسببت في تفجير مقر السفارة الأردنية في العراق أو على الأقل لم تعلن عدم مسؤوليتها عن ذلك.
6- المطلوب من الشعب الأردني ليس تأييد المقاومة العراقية لأن هذا شأن عراقي داخلي، وغالبية العراقيين ليسوا مع المقاومة بعكس الحالة الفلسطينية حيث يلتف الشعب الفلسطيني جميعه مع المقاومة، وإيماني بان المطلوب من الشعب الأردني هو الوقوف مع الشعب العراقي نفسه في محنته تحت الاحتلال وهو يبحث أساسا عن الأمن والاستقرار.
7- أفضل المشاركة في جهود عملية لجمع الغذاء والدواء (غير الفاسدين) للشعب العراقي بدون أن يتاجر فيها النظام السابق، وتأييد حقه في الحرية والاستقلال والأمن، وتبرع المحامين للترافع عن مواطنين عراقيين تعرضوا للإضطهاد تحت الاحتلال الأميركي ودعم مؤسسات العراق الناشئة وتطوير البنية التحتية في العراق والمساهمة في ايصال الخدمات للشعب العراقي والأهم من ذلك احترام الأخوة العراقيين في الأردن في المعاملة ومساعدتهم في إنشاء حياة كريمة جديدة.
مسيرة اليوم حق لا جدال عليه ضمن الإطار الديمقراطي والذي نتمتع به في الأردن وأتمنى أن يتذكر المشاركون وهم يهتفون لصدام حسين بأن النظام العراقي السابق لم يسمح لأي عراقي بتنظيم مسيرة مناهضة لسياسات الحكم أو توجهاته ولهذا سيكون الأمر في غاية الروعة لو ركز المتظاهرون على دعم الشعب العراقي في الحرية والاستقلال والأمن والخلاص من الدكتاتورية والاحتلال معا لا على دعم المقاومة والنظام السابق ولكن للأسف فإن هذا ليس هو هدف المسيرة. 

تنشر المقالة بالتزامن مع صحيفة الدستور الأردنية –الجمعة 16-1-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة