الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتيان الجنة والبراءة أم فتيان الموت الانتحاري

علي الطائي

2008 / 6 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كنت اسمع واقرأ عن قيام بعض الجماعات المسلحة في أسيا وإفريقيا بتجنيد الأطفال للقتال وكنت أحس حينها بالاشمئزاز لمثل هذا العمل فكيف يتم تجنيد الأطفال هؤلاء البراعم رجال المستقبل في صراعات دموية يهابها الرجال الأشداء
وكنت أفكر دائما كم هو الاذى والمعاناة التي يتعرض لها هولاء الأطفال وكيف يتجرأ البعض على دفع فلذات أكبادهم إلى الموت والصراع الدموي
قد تبرر أفعال بعض تلك الجماعات بالجهل والأمية وحتى الوثنية
ولكن ماذا نقول لمن يدعون الإسلام وإنهم يحاربون لنصرة الإسلام ويزجون الأطفال ليس في معارك دموية ولكن الى الموت انتحارا ( استشهادا )
وكيف يقبل من يدعي الإسلام مثل هذا العمل
اهذة هي الدولة الإسلامية التي يدعون أنهم يحاربون لإقامتها في ارض الرافدين
ما ابشع هذا العمل من كل المقاييس الإنسانية والإسلامية
أين وصية الله تعالى لنا بالأطفال
وأين وصايا النبي ( ص ) في رعاية الأطفال
أي عقلية تلك التي تدفع بالبراءة والطفولة الى الموت انتحارا كيف تم غسل عقول
هولاء الصبية وهم في عمر الزهور ليصبحوا قنابل متفجرة
اين غوائلهم أين إبائهم
كيف يقبل الأب وإلام إن يزج بأطفالهم الى الموت اهو المال ام ماذا
أم إن هذه الجماعات جاءت بهؤلاء من ( الأطفال الشوارع ) وما أكثرهم اليوم في شوارعنا في عراق التدمير والموت المجاني ليغسلوا عقولهم البريئة ويحولوهم الى أدوات للقتل
اذا كان هذا الفعل ممن يدعون الإسلام وإنهم يريدون إقامة الدولة الإسلامية
فلا عتب على الوثنين مهما فعلوا
فبدل مقاعد الدراسة والقراطيس والتعلم لتحصيل العلم وبناء الوطن يدربوهم على استخدام أدوات القتل والموت ليدفعوا بهم إلى( الجنة !!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟)
هنا أريد ان أقف لبحث هذه المشكلة او الظاهرة من جانبها الاجتماعي والمادي
على مدى السنوات الماضية فقد عدد كبير من الأطفال إبائهم او أمهاتهم او الاثنان معا في القتل اليومي والمجاني في ارض العراق
وأصبحوا لا يجدون لقمة العيش تركت إعداد كبير منهم الدراسة ومقاعدها إلى ميادين العمل الشاق وحتى من لم يفقد ابية فبسبب الفقر والبطالة نرى إعداد لا حصر لهم من الأطفال في العمل
واتجاه عدد منهم إلى الشوارع اما للعمل في تقاطعات الشوارع ببيع علب المناديل الورقية او التسول
وأصحاب العمل يرغبون بتشغيل الأطفال لان أجورهم ستكون قليلة مقارنة بالكبار
الدولة امر هولاء لا يعنيها ولم تعمل على توفيرا لحياة الكريمة لهم او لعوائلهم الباحثة عن لقمة العيش في ابسط مقايسة
مع الضغط الموجهة ضد الجماعات المسلحة وضد الإرهاب وقتل واعتقال إعداد كبيرة منهم فكان ان اتجهت عيون منظري الإرهاب صوب الأطفال الأبرياء ليجندوهم للإعمال الانتحارية
وهولاء عملية تجنيدهم ليست صعبة فصعوبة العيش وقلة الموارد قد لا تتوانى بعض العوائل عن بيع أطفالهم للإرهاب مقابل المال
وأطفال الشوارع ليسوا بحاجة للمال بقدر حاجتهم للحماية ومكان للنوم وعملية غسل دماغ سهلة ومن ثم زجهم في عمليات الموت وهم تحت تأثير المخدرات ومواد الهلوسة وغيرها من الوسائل المستخدمة في هكذا إعمال
ان ما حدث لا بد ان يبحث عن أسبابة أولا
وتعمل الدولة على معالجتها بسرعة قبل ان تصبح ظاهرة في العراق ويصبح الخوف من الأطفال أعظم من الخوف عليهم
وتفقد الطفولة براءتها وعفويتها
ولا حول ولا قوة إلا بالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح