الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العلمانية الديمقراطية هي الحل الإنساني الوحيد للفلسطينيين !!

عبد الرحمن قاسم

2008 / 6 / 4
القضية الفلسطينية


كتب عبد القادر خالد أحمد من برجوازية مشروع الدولتين مقالاً ينتقد فيه مشروع حل الدولة الواحدة العلمانية مدعياً أن الحديث بهذا المشروع ليس سوى ( اسطوانة شروخة !! )، كما يقذف بسيل من التساؤلات حول إمكانية تحقيق مثل هذا الحل، متشبثاً بشيء أسماه " القومية الفلسطينية " !! ومن اللافت للنظر أن بعض جمل المقال لا تخلو من التفكك وضعف المعاني. من اللافت المضحك أن كاتب المقال يسمي مشروع الدولة الواحدة " اسطوانة مشروخة " والصحيح هو أن مشروع الدولتين الذي تحشد له السلطة وفتح والمستفيدين منهما كل الإمكانات هو المشروع المتداول في الإعلام وهو الاسطوانة العفنة والمشروخة لأنها أضحت وهماً كبيراً وكاتب المقال يعي ذلك جيداً، إلا إذا كان تحقيق الحقوق الوطنية بنظرة يتم من خلال صناعة شركة أمنية تقدم خدمات الأمن للاحتلال والمستوطنات مقابل المرتبات التي لا نشك لحظة أن كاتب المقال يتقاضى مرتباً فخماً لقاء الكفاح والنباح لأجل تلك الدويلة الحقيرة. شمعون بيريز قال " ليسمونها امبراطورية " !!

يقول الكاتب ( شكل المطالبة بالعدالة , ورفع الحيف والظلم , رداء النضال الوطني الفلسطيني , ورداء المعارضة الانسانية لامكانية ان يعيد الاستعمار التجربة الفلسطينية بمصير قوميات اخرى , ولكن , هل يشكل ذلك جوهر وروح المهمة الوطنية لمهمة التحرر الفلسطينية , وهل استعادة الحقوق الوطنية للقومية الفلسطينية هي المستوى الاعلى لهذا النضال ). ونتساءل: يا للعجب، ماذا بعد استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ؟؟؟ بالطبع هناك هدف أعلى في بطن الكاتب لم يفصح عنه، وهو وضعه الشخصي، ففي دويلة فتح والمعازل الكريهة يضمن سيادته لمؤخرته مقعداً، أما في الدولة الواحدة فلربما اعتبر بلطجياً مكانه السجن ! هل يوجد ثورة في العالم تعتاش من دماء الناس سوى ثورات الشعب الفلسطيني ؟؟! ألا تستحي يا هذا وأنت لا تكتفي بالحقوق الوطنية كاملة ؟؟؟ وماذا عن دويلة المعازل التي تنبح لإقناعنا بها ؟؟؟ كيف يكون مصير الحقوق الوطنية وعودة اللاجئين كاملة غيرمنقوصة ؟؟؟!

أما عن باقي تساؤلاتك،، وفيما يخص العنصرية الصهيونية، وآليات التطبيق، فنحن يا عزيزي لا نعتقد أن طرح المشروع للنقاش يعني أنه إمكانيات تطبيقه متوافرة الآن، بالعكس ثمة معيقات كبيرة لهذا المشروع منها يخص الرؤية الإسلاموية لأرض فلسطين ومنها ما يخص الرؤية الصهيونية. نحن خير أمة أخرجت للناس وهم شعب الله المختار. تلك حقائق مؤلمة تدمغ الواقع بالكثير من المرارة، ولكن لو نظرنا إلى المثال الجنوب أفريقي لوجدنا ضالتنا هناك. من كان يعتقد أن العنصرية البيضاء ستنتهي في جنوب أفريقيا العنصرية ؟؟؟ يا عزيزي لدينا دولة واحدة قائمة بالفعل، فإسرائيل تسيطر على جميع الأجواء والمعابر ونحن نتداول عملتها " الشيكل " علاوة على السيطرة المطلقة على بطاقة الأحوال الشخصية وشهادات الميلاد التي تصدر بناء على رقم متسلسل تصدره الدولة العبرية أم أنك تجهل كل ذلك حينما حاولت خداع الناس بهيكل دولة كاريكاتورية كاذبة ؟؟؟ الدولة الواحدة قائمة بالفعل من معبر رفح وحتى رأس الناقورة ومن البحر الأبيض حتى نهر الأردن. لو تأملت الوضع جيداً ستجد أن المشكلة الحقيقية هي مشكلة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين وهي المشكلة التي يجب أن نناضل لإسقاطها مثلما حدث في جنوب أفريقيا.

من كان يتخيل أن تخرج حركة " روابط " من جامعة تل أبيب والجامعة العبرية لتصرخ بأعلى صوتها" يجب إنهاء الظلم عن الشعب الفلسطيني وذلك بالإعلان عن قيام دولة واحدة ثانئية القومية ؟؟؟ ( ملاحظة: ثنائية القومية تختلف عن العلمانية الديمقراطية حيث تحتفظ الأولى ببعض أشكال التمييز أما الثانية فتذوب كافة الفروق والتمايزات). من كان يتخيل أن يطالب يهود بالدولة الواحدة بما في ذلك إعطاء الفلسطينيين ممارسة حق العودة كاملاً كاليهود ؟؟!

أخيراً وليس آخراً، فإن ثنائية القومية هي التركيب الذي يحفظ لكل قومية بممارسة طقوسها وشعائرها في نطاق عدم الإضرار بالآخرين، وبالتالي يمكن للفلسطينيين أن يحتفظوا وأن يعتزوا بتراثهم ودبكتهم وطرق زواجهم. لكن بعد حق عودة اللاجئين كاملاً، ماذا تبقى للفلسطينيين ؟؟؟! الصلاة في المسجد الأقصى ؟؟؟ أعتقد أنها ستكون متاحة بشكل أفضل من اليوم، مثلما كانت متاحة قبل إغراق الشعب الفلسطيني في انتفاضتين داميتين، لم يحن الوقت بعد للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنهما، لكن الفشل الذي أوصلتموه للشعب الفلسطيني وبكل هذه الخسائر الجسيمة التي ذهبت هدراً سيؤدي تلقائياً إلى هذه المحاسبة،، ونحن واثقون أن الشعب الفلسطيني بالذات يعرف تماماً كيف يكون ذلك الحساب !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه