الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاكمة رجال الحرس الوطني لرجل معدم

اياد محسن

2008 / 6 / 5
كتابات ساخرة


الوقت..الثامنة صباحا .. المكان حدود مدينتي البائسة بناسها الفقراء .. الحادث مروع ومفزع وإبطاله عشرة من رجال الحرس الوطني البواسل الذين جيء بهم لبسط القانون , هؤلاء العشرة انقضوا بأيديهم وأرجلهم ليضربوا رجل كادح كان ذاهبا لجلب قوت عياله , اشبعوه ضربا واردوه أرضا حتى سالت الدماء من كل أجزاء جسمه ...لم يكن فيهم عاقل يعيدهم إلى رشدهم ويخبرهم إن من يتسابقون في ضربه إنما هو عراقي تأسست العملية السياسية بحكومتها وجيوشها لإسعاده ولنفض غبار أيام صدام وسنين الحرس الجمهوري من على كاهله ... الضابط المسئول عنهم والشهادة لله لم يشاركهم ضرب المسكين بل دفعته الانفعالات إلى إشهار سلاحه بوجه الناس الذين اقتربوا لتخليص ذلك الرجل وقام بإطلاق العياران النارية لترويعهم وتفريقهم ...لم يجرؤ احد على فعل شيء..وانتهى المشهد بنشوة النصر في عيون الجنود البواسل في حين راح الرجل ينزف دما ورحت أنا وراح غيري بألم وبؤس نغادرمشهدا لم يكن غريبا إذ طالما تكرر على يدي أبناء قواتنا المسلحة في أزمنة متعاقبة ..
ما الذي فعله ذلك الرجل ليضرب بهذه القسوة...وأيا كان فعله فهل يطبق الجيش العراقي القانون بالركلات واللكمات ام بإلقاء القبض والتحقيق أمام القضاء وهل هذا فعل قوات مسلحة نظامية أم عصابة إجرامية تنتقم من الناس باسم القانون ...
لماذا أطيح بصدام..؟؟؟ ولماذا أرغمنا على وجود قوات أجنبية تجوب شوارعنا.. ؟؟؟ ولماذا خرجنا بالملايين لنتحدى الإرهاب ونصوت على الدستور ..؟؟؟ ولماذا الانتخابات ومجلس النواب والحكومة المنتخبة.. ؟؟ لماذا كل ذلك إذا كان المواطن يهان كما كان يهان أيام صدام على أيدي الفدائيين والحرس الخاص وأزلام البعث ..؟؟؟ يهان بشكل أقسى وآمر لان عزائنا أيام حكم البعث إن حكومته فرضت وجودها بالسيف والنار لكن كيف والاهانة اليوم على يدي جنود لحكومة تحدينا الزمن والفقر والفاقة ودول الجوار والإرهاب لانتخابها ...الم تكن كرامة الإنسان وحفظها هي الحكاية من بدايتها وحتى ما وصلت إليه... الم تكن راحة الفقراء وإسعادهم غاية كل ما جرى ويجري ...
هل علم السيد وزير الدفاع ووزير الداخلية جنودهما إن فرض سلطة الدولة تكون بالبطش بمن لا حول له ولا قوة ... لم يكن هذا المشهد هو الوحيد ولن يكن الأخير ولم أكن وحدي من شاهد ذلك ..أنها مأساة تتكرر يوميا ... أين قناة العراقية ..قناة الحقيقة والمصداقية كما تدعي هي من نقل الحقائق وما فرقها عن تلفزيون الشباب وتلفزيون العراق... ابن الناطق المدني والناطق العسكري باسم خطة فرض القانون من هذه الانتهاكات ...وابن المتحدث الرسمي باسم الداخلية والدفاع من هذه الجرائم ... واين الناطق الرسمي باسم الحكومة, وشعبها يهان ويداس باقادم جنودها البواسل ...
تختلف الأنظمة الحاكمة وتختلف الأزمنة ويبقى الجيش يمارس القمع ضد أبناء الشعب ..الغريب إن أفراد القوات المسلحة دائما ما ينحدرون من طبقات اجتماعية فقيرة ومعدمة ومن المفترض أن يبتعدوا عن ممارسة انتهاكات تمس حقوق الأناس الذين ينتمون لهم ...خصوصا بعد المقابر الجماعية التي كان الجيش العراقي الأداة المهمة في جعلها تحتضن ملايين الأبرياء...نحن دائما أمام سلوك اجتماعي عنفي لرجال القوات المسلحة ظاهرة اجتماعية خطيرة تحتاج إلى تشخيص وتحديد الأسباب المؤدية لها ومعالجتها ...لكن هل يمكن معالجتها ...أنا لا اعتقد فالمجتمع العراقي كما انه ينتج المثقف بأرقى درجاته وينتج الفنان بمنتهى إبداعاته فانه كذلك ينتج العنف بأقسى درجاته ...
كان على حق ...علي صاحب الأربعين عاما الذي اصطحبته لينظم لي جهاز للتبريد والذي أدهشتني ثقافته ولباقته التي لا تتلاءم مع ما يمتهنه ... كان محقا حين أبدى تشاؤمه مما يجري وحين كان يحدثني عن عدم تفاؤله من نجاح التجربة العراقية الجديدة قلت له (الله كريم كلشي يتعدل وان شالله تخلص .. ) أجابني بمرارة أهل الخبرة ..(.ما تخلص. ) .قلت له كيف ..قال كنت في الثمانينيات مع بعض الزملاء في المدرسة أتوقع خلاص العراقيين ..وفي التسعينيات كذلك وذهب صدام ونظامه ولم نخلص من القسوة والعنق والقتل ..وإنني أيقنت ..والكلام لعلي ..إن كل شيء قابل للنفاذ في هذا البلد ..الخير ..والأمن...والشباب...وأعمار الناس وسنينهم ...كل شيء إلا اضطهاد العراقيين وسلب حرياتهم ..فانه أمر غير قابل للانتهاء والنفاذ !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب