الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيرقص المسلمون إذا فاز حسين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2008 / 6 / 5
كتابات ساخرة


ربما يشعر بعض المسلمين بالفرحة لأن والد باراك أوباما (حسين) وزوج والدته كانا مسلمين ويسعد البعض الآخر لأنه عاش فى بلد إسلامى (اندونيسيا) لمدة أربع سنوات. وقد يعتقد هؤلاء أن هذه الصلة والخبرة الحياتية سوف تجعل أوباما— إذا ما انتخب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية فى نوفمبر القادم— متعاطفا مع قضايا المسلمين بوجه عام والقضية الفلسطينية بوجه خاص. والمثير للدهشة أن هذا الاسم (حسين) الذى يحمله جعل 10% من الأمريكيين يعتقدون أنه مسلم، هذا رغم أنه مسيحي ملتزم بتعاليم ديانته. ويرجع هذا الاعتقاد الخاطئ إلى الدعايات الكاذبة التى تبثها وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية.

وتزداد هذه الوسائل الإعلامية شراسة كلما قاربت الانتخابات على النهاية. لقد بث الإعلام الأمريكى تصريحين تتخللهما إشارات تتعلق بديانة المرشح الديمقراطى. ففى فبراير 2008م تحدث المذيع بيل كاننينجهام أثناء حملة لدعم جون ماكين (المرشح الجمهورى) قائلا: لعل الإعلام يتوقف عن حياده المعهود لتغطية باراك حسين أوباما. أما التصريح الثانى فقد ورد على لسان نائب فى مجلس النواب الأمريكى هو ستيف كينج (ولاية ايوا) الذى قال فى برنامج إذاعى فى 7 مارس المنصرم: أقولها لكم صراحة إذا تم انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة فعندئذ سوف يرقص المتشددون المسلمون وأعضاء القاعدة والجهاد فى الشوارع لساعات تفوق ما شاهدناه عقب أحداث 11 سبتمبر. ولا يختلف الأمر كثيرا فى إسرائيل حيث تعلو الأصوات التى تعبر عن مخاوفها من أن أوباما إذا ما أصبح رئيسا لأمريكا فإنه سوف يتخلى عن إسرائيل ويصبح مؤيدا ومؤازرا للقضية الفلسطينية. ففى صحيفة "جورزاليم بوست" الإسرائيلية الصادرة فى 21 فبراير 2008م ساق مارك زل رئيس الجمهوريين فى خارج الولايات المتحدة الأمريكية اتهامات عديدة مفادها أن أوباما لن يكون صديقا لإسرائيل ولن يدافع عن أمنها وحقها فى الوجود. ولا شك أن هذه الأقوال والتصريحات تدفعنا إلى طرح سؤالين لا ثالث لهما: هل نحن على حق عندما نعتقد أن أوباما سوف يكون أكثر تعاطفا مع القضية الفلسطينية والمسلمين؟ وهل الإسرائيليون على حق عندما يقولون إن أوباما لن يكون صديقا لإسرائيل ولن يكون ملتزما بأمنها وسلامة أراضيها كما يفعل الجمهوريون؟

وفى الواقع فهناك ثمة تشابه بين موقف أوباما وماكين فيما يتعلق بإسرائيل. ففى حوار لهما نشر فى صحيفة "جورازليم بوست" الصادرة فى 5 يوليو 2007م أجاب كل من ماكين وأوباما عن سؤال حول كيفية التعامل مع غزة. والسؤال الذى يطرح نفسه هو هل يستطيع القارئ—بعد فحص الإجابتين—أن يحدد من صاحب الإجابة الأولى ومن صاحب الثانية؟ إليكم الإجابة الأولى: الدويلة المستقلة التى تقودها حماس فى غزة تمثل تهديدا صارخا ليس لأمن إسرائيل ومصر والمصالح الأمريكية فحسب بل تهدد الاستقرار فى المنطقة بأسرها. وكذلك قاربت غزة أن تصبح مقرا مناسبا لإيواء الإرهابيين ونقطة انطلاق للإيرانيين لتهديد أمن مصر وإسرائيل. فالولايات المتحدة يتعين عليها مساندة القوى المعتدلة فى فلسطين مع استمرار عزلة حماس والمتشددين الذين لا يعيرون اهتماما لمعاناة الشعبين الإسرائيلي والفلسطينى. والجدير بالذكر أن قمة شرم الشيخ تبعث على التفاؤل ولا يفوتنى أن أثمن جهود اولمرت ومبارك والملك عبد الله لدعم عباس والقادة الفلسطينيين الذين ينبذون العنف ويسعون للسلام.

أما الإجابة الثانية فقد جاءت كما يلى:أعتقد أن الأوضاع المؤسفة فى غزة سوف تضاعف من معاناة أهلها لأن الحركة الإرهابية المعروفة بحماس قد أحكمت سيطرتها على مجريات الأمور وباتت تشكل تهديدا لإسرائيل من خلال الهجمات الصاروخية التى تشنها من غزة. وليس هناك مجال للتعاون مع حماس ولا نتوقع أن تقوم إسرائيل بالتعامل مع القوى التى تسعى لتدميرها. فحماس ومؤيدوها الإيرانيين لا يرغبون فى السلام بل فى تدمير إسرائيل. لذا يجب احتواء حماس ومساندة إسرائيل فى مساعيها المشروعة لتأمين أراضيها ضد هجمات حماس. وبالرغم من أن إسرائيل وأصدقاءها لا يملكون سوى تقديم يد العون لمحمود عباس إلا أن الجميع يعلم أن عباس لا يملك القوة لبسط سيطرته على الأراضى الفلسطينية. لذا يتعين على الولايات المتحدة أن تعمل على فرض عزلة إقليمية ودولية على حماس والتأكيد على معاقبة إيران لمساندتها لحماس وحزب الله. لعل القارئ قد أدرك أن الإجابتين متشابهتان ولا نضيف جديدا إذا قلنا إن باراك أوباما هو صاحب الإجابة الأولى وأن ماكين هو صاحب الإجابة الثانية.

والغريب أن تصريحات أوباما وتاريخه السياسى تبين أن الصواب يجانب من يعتقد أن الرئيس أوباما سوف يصبح صديقا للمسلمين وعدوا لإسرائيل. ولعل المقال الذى سطره روبرت وكسلر فى "جورازليم بوست" فى 27 فبراير 2008م يؤكد هذا الطرح حيث دافع وكسلر عن أوباما دفاعا مستميتا مقدما الحجة تلو الأخرى لتِأكيد صداقة ودعم أوباما لدولة إسرائيل. وفيما يلى الأسباب التى قادت الكاتب إلى الاقتناع التام بمواقف أوباما تجاه إسرائيل:
1. أوباما يلقى دعم وتأييد المجتمع اليهودى فى ولاية الينوى حيث يعلم اليهود مدى تمسكه وإيمانه بأمن إسرائيل وكذلك يوضح نشاطه فى مجلس الشيوخ أنه صار صديقا صدوقا لإسرائيل إذ أكد خلال حملته الانتخابية أنه ملتزم التزاما كليا بأمن إسرائيل وبتعميق العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
2. لقد قدم أوباما تشريعا فى الكونجرس الأمريكى بموجبه تستطيع الولايات الأمريكية أن توجه استثمارات أموال المعاشات بعيدا عن إيران كوسيلة لزيادة الضغوط الاقتصادية على الدولة الإسلامية. وهذه الفكرة قد ولدت عقب اللقاء الذى تم بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق بنيامين نتنياهو فى عام 2006م.
3. يتخذ أوباما موقفا متشددا تجاه حماس حتى تعترف بحق إسرائيل فى الوجود وتنبذ العنف وتتخلى عن الإرهاب وتحترم الاتفاقيات السابقة وكان واضحا حين قال إن المعاناة الفلسطينية هى نتيجة فشل قيادتها فى بسط السيطرة على القوى المعادية للسلام.
4. فى عام 2007م زار أوباما إسرائيل حيث قضى بعض الوقت فى منزل أسرة إسرائيلية تعرضت للتدمير جراء صواريخ الكاتيوشا. وبعدها بشهور دافع بضراوة عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها حين تتعرض لهجمات حزب الله.
5. نادى أوباما بضرورة تعميق التعاون العسكرى بين أمريكا وإسرائيل وخاصة فى مجال أنظمة الدفاع ضد
الهجمات الصاروخية.
6. أوباما لا يتفق مع آراء جيريميا رايت (القس الشهير) وأدان بشدة الآراء التى أصدرها لويس فاراخان والتى تتسم بمعادة السامية.

ومما سبق يتبين لنا أن الصواب يجانب من يرى أن هناك ثمة اختلاف بين مرشح جمهورى وآخر ديمقراطى وخاصة عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل وسلامة أراضيه وربما يكون واهما من يعتقد أننا سنشهد ذلك اليوم الذى نجد فيه رئيسا أمريكيا يتعاطف مع المسلمين ويعادى الإسرائيليين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح