الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطاع الصناعي في العراق بين الأهداف العامة وأهداف المشروعات الخاصة

فلاح خلف الربيعي

2008 / 6 / 5
الادارة و الاقتصاد


أن الجهود الهادفة الى النهوض بقطاع الصناعة التحويلية في العراق يجب أن تراعي عند تحديدها للأولويات الاستثمارية ،الهدف الستراتيجي المتمثل بكيفية التوفيق بين أهداف المشروعات الخاصة وأهداف الاقتصاد الوطني كسبيل وحيد لتعظيم العائد المجتمعي لتلك المشروعات.
أن تحقيق هذا الأمر يتطلب تفضيل المشروعات ذات القابلية على تعظيم الربحية القومية فضلا عن قابليتها على تعظيم ربحيتها التجارية ،على المشروعات التي تهتم ب تعظيم ربحيتها التجارية على حساب العائد الاجتماعي .وسنحاول في هذه المقالة توضيح نقاط الاختلاف بين هذين النوعين من الأهداف :-
أولا / أهداف المشروعات الخاصة:
قد لا يكون للمشروع الخاص هدف واحد بالضرورة، فقد تتعدد أهدافه، وقد يحصل بينها نوع من التعارض ، نتيجة لهذا التعدد،ومن ثم لن تصل بكل تلك الأهداف الى حدها الأقصى، لذا فهي تعمل على الوصول الى الوضع الذي لا يقل فيه كل هدف عن حد أدنى معين، ومن أهم تلك الأهداف :-
1-هدف الربح: هو الهدف التقليدي لأي مشروع صناعي ويتأثر هذا الهدف بعوامل عديدة من أهمها :-
-هيكل السوق، فالمنشأة التي تعمل في سوق احتكارية تحقق ربح اكبر من التي تعمل في سوق المنافسة الكاملة.
-مستوى الكفاءة الإنتاجية كلما ارتفعت الكفاءة زادت قدرة المنشأة على تحقيق الربح .
-طبيعة مناخ الاستثمار يتعلق بمدى نجاح السياسات الاقتصادية والتشريعات والقوانين في توفير الحوافز للاستثمار الخاص
2-هدف الإنتاج: يتمثل بالمحافظة على استقرار مستوى إنتاج بحيث لا ينخفض عن حد أدنى معين، ويعد هدف الإنتاج الهدف الرئيسي للمشاريع التي تقوم بإنتاج السلع الضرورية بخاصة منشات القطاع العام
3-هدف المخزون: يتمثل بالمحافظة على مستوى معين من المخزون بحيث لا ينخفض عن الحد الأدنى المقرر لكي تحافظ المنشأة على تعهداتها للعملاء في الأوقات المطلوبة وتحافظ على سمعتها في السوق
4-هدف المبيعات :قد يكون هدف المشروع الصناعي هو تعظيم المبيعات الصناعية بدلا من تعظيم الأرباح وقد يتحقق ذلك في حالة انفصال الملكية عن الإدارة لان حملة الأسهم يركزون على زيادة حجم المبيعات ،فالمكافئات التي يحصلون غالبا ما تكون مرتبطة بحجم المبيعات وليس بمستوى الربح
5-هدف التشغيل: يشكل هدف رئيسي للمنشات التي تعمل في الدول كثيفة السكان فهي تركز على خلق فرص العمل وتقليص معدلات البطالة وبخاصة في منشات القطاع العام
6-هدف النمو: يتعلق برفع معدل نمو المبيعات أو الأصول أو القيمة المضافة للمنشأة في المدى الطويل ويتحقق من خلال أنجاز مجموعة من الأهداف الجزئية كزيادة الإنتاج والمبيعات والمخزون، ويضمن للمنشأة المحافظة على نصيبها النسبي في السوق أو زيادته عبر الزمن وزيادة قدرتها على تحقيق الأرباح في الأجل الطويل عندما تزيد مقدرتها الاحتكارية في السوق وبالتالي تزيد مقدرتها على رفع السعر دون أن يؤثر ذلك على حجم المبيعات.بالإضافة الى ذلك يؤدي تحقيق هدف النمو الى زيادة الاستقرار في عوائد المنشأة عبر الزمن عندما تتمكن من تنويع أنشطتها الإنتاجية .
ثانياً /أهداف المشروع على المستوى الكلي : هي مجموعة الأهداف التي تضمن تعظيم العائد الاجتماعي أو تدنية التكلفة الاجتماعية للمشروع الصناعي ومن أهمها:-
1-الأهداف الاقتصادية: وتتمثل بمدى قدرة المشروع الصناعي على تحقيق مجموعة من الأهداف الفرعية أهمها:
أ- زيادة في الإرباح بشرط أن لا تأتي تلك الزيادة من خلال تخفيض حجم الإنتاج أو رفع الأسعار، وإنما من خلال زيادة حجم الإنتاج لتساهم تلك الزيادة في زيادة الناتج القومي، ورفع حصة الفرد من هذا الناتج، ومن ثم رفع مستوى المعيشة.
ب-زيادة فرص التشغيل الحالية والمستقبلية .
ت-تحقيق الإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية
ث- زيادة في حجم الصادرات وتقليص الاستيراد
ج-تصنيع المواد الخام محلياً ، وتقليص معدلات تصديرها في صورتها الخام
ح-رفع مستويات التشابك الإنتاجي بين فروع والأنشطة الصناعية وبقية القطاعات
خ- المساهمة في تصحيح الاختلال في الهيكل الاقتصادي ، وتسريع معدلات التنمية الاقتصادية.
2-الأهداف الاجتماعية: تتحقق من خلال قدرة المشروع الصناعي على زيادة فرص التشغيل وتبني هدف التوظيف الكامل للقوى العاملة باعتباره هدف اقتصادي واجتماعي،تقليل التفاوت الإقليمي،عن طريق ألاهتمام بتطوير الأقاليم المتخلفة نسبياً، للوصول إلى حالة التوازن الإقليمي ،الحرص على توفير السلع الأساسية ذات الصلة المباشرة باشباع احتياجات ذوي الدخول المنخفضة،المساهمة في تقليص معدلات التفاوت في توزيع الدخول عن طريق خلق فرص العمل المنتج لجميع أفراد المجتمع دون تمييز، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع ، خلق بيئة مناسبة للعمل من خلال الاهتمام بعلاقات العمل الرسمية وغير الرسمية ولزيادة روح الاندفاع وحب العمل . 3-الأهداف السياسية و الدفاعية: تتحقق من خلال قدرة المشروع الصناعي قدرة المشروع على:-
أ-دعم السيادة الوطنية والاستقلال السياسي والاقتصادي والمساهمة في رفع شأن الدولة على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا الأمر يتطلب النظر الى المشروع في كونه قيمة سياسية إلى جانب كونه قيمة اقتصادية واجتماعية .
ب- دعم الجانب العسكري و تعزيز القدرات الدفاعية للدولة كما في حالة الصناعات الحربية .
4-الأهداف التكنولوجية: تركز على مدى اهتمام المشروع بعملية البحث والتطوير وزيادة مستوى التقدم العلمي والتكنولوجي والمساهمة في تقليص مستوى التبعية التكنولوجية للدول المتقدمة وذلك عن طريق التركيز على مشاركة الكوادر المحلية في عملية صنع وتطوير التكنولوجيا والتخلي تدريجياً عن استيراد الصناديق التكنولوجية المغلقة أو مشاريع تسليم المفتاح،وعن طريق تدريب العاملين على كيفية استخدام وتشكيل وتركيب المعدات التكنولوجيا من اجل سهولة التعامل معها من حيث التشغيل والتصليح والانتقال باستخدام تلك التكنولوجيا من مرحلة معرفة كيفية التشغيل إلى مرحلة معرفة التركيب الداخلي للمكونات.والعمل على تطويع التكنولوجيا المستوردة والعمل على خلق التكنولوجيا الوطنية والملائمة للظروف المحلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 26-4-2024 بالصاغة


.. أمين عام -الناتو- يتهم الصين بـ”دعم اقتصاد الحرب الروسي”




.. محافظات القناة وتطويرها شاهد المنطقة الاقتصادية لقناة السو


.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج




.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة