الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستراتيجية(الخمور) خديعة ومصيدة مكشوفة !!

جاسم محمد الحافظ

2008 / 6 / 5
كتابات ساخرة


لم تزكي السنوات الخمس العجاف ،التي مرت على العراقيين ثقيلة مؤجعة ، والتي لم تحمل لهم غير البؤس والخراب ،اللذان حلم الناس بإختفائهما مع إختفاء الدكتاتورية البعثية الغاشمة ، النهج العبثي لقيادات أحزاب الإسلام السياسي ، التي لا تجيد إلا المكر والخداع لذر الرماد في عيون الفقراء ، لتسهيل قيادتهم الى المجهول ، الذي ستكون أحسن أحواله ، أسوء من أقسى أيام الرعب الفاشي البعثي ، لأن غالبية هؤلاء قد خرجوا من عبائة هذا الحزب ، وتتلمذوا على أيدي أجهزته القمعية ، إظافة الى إخضاع خبرة الأجهزة القمعية الإيرانية تحت تصرفهم ، ورغم أنني واثق بأن الخبرة النظالية الكبيرة لقوى شعبنا الحية ، وتطلع الجماهير الى الحرية والديمقراطية بعد عهود القهر والإذلال ، ستفشل محاولات هذه الأحزاب في الإستمرار بتظليل العراقيين وخداعهم ، وستلقي بمشاريعهم ، الى حيث ألقى الشيخ محافظ الديوانية بعمامته المقدسة ، لصالح دنياه الفانية ، ولذا لا غرابة في أجواء التحضير للإنتخابات البلدية القادمة ، بأن نشهد قلقآ وتوترآ شديدين قد يعترى قيادات هذه الأحزاب - آمل أن لا ينتج عنه عنفآ - بسبب الشعور بأمكانية ضعف التأييد الشعبي لها ،على خلفية فشلهم الذريع في حل مشاكل الناس وحماية إرواحهم وممتلكاتهم وتوفير الحياة الكريمة للمواطنيين ، خاصة في أهم مركزين سياسيين وثقافيين وهما بغداد والبصرة ، وها قد إنطلقت ماكنات الخديعة تدير دواليبها البائسة بشكل ملفت للإنتباه ، حيث أصدرت محافظة البصرة ، قوانينها في تحريم بيع الخمور والمتاجرة بها ، واضافت عليها محافظة بغداد منع تناول الخمور في الساحات العامة ، كأنها من أولويات العراقيين في هذه اللحظة الراهنة من تآريخهم الصعب ، ولإيهام الناس بقدسية مزيفة وبأنهم حماة هذا الدين ، ولنفترض أن هذا صحيح ، فأين هم من شرع الله بإعترافات بعضهم على بعض بنشر زراعة المخدرات - المحضورة في كل العهود السابقة - في المحافظات الجنوبية حيث سلطتهم الغاشمة ، وبأزهاق ارواح الأبرياء على غير وجه حق وسرقة المال العام ، ونشر الرعب والدمار، وصار أغلبهم مطلوب للعدالة ، إن جوهر هذا التكتيك ، من إستراتيجية الخديعة هذه - التي سيواجهون بها المجتمع العراقي بموضوعات خلافية كثيرة ، الى حين ظهور نتائج الإنتخابات - هو إستدراج للمدافعين عن الحريات العامة وحقوق الإنسان والمناظلين من أجل بناء الديمقراطية في العراق ، الى الخوض معهم في هذا المستنقع الآسن ، الذي لا يجيد الخوض فيه إلا أعداء الحياة من الطائفين والتكفيريين ، وغيرهم من المتطرفين الظلاميين . في مجتمع مسلم ، موبؤ بالجهل والأمية والفقر ، ولذا ينبغي على كل القوى التقدمية من العلمانيين واللبراليين من كل الأثنيات العراقية ، اليقظة والحذر من هذه المصيدة المكشوفة ، وتجنبها ، ومواجهتها بتسليط الضوء على الفشل الذريع لهذه الأحزاب ، في قدرتها على تأمين حاجات الناس الضرورية كالكهرباء والماء الصالح للشرب والسكن اللآئق وتوفير فرص العمل للعاطلين عنه ، وفضح الفساد المالي والإداري ورموزه مهما على شأنها وقدسيتها الوهمية ، وتدهور التعليم والثقافة والأدب وغيرها من الأمور ، التي سيشكل توظيفها لمحاسبة هذه الأحزاب الحاكمة ، درسآ عمليآ للقوى الشعبية في الدفاع عن مصالحها ، عبر صناديق الإنتخابات الحرة والنزيه ، والتي ينبغي أن لا تضع نتائجها ، الشعب في دائرة التذمر من المرجعية الشريفة ، إن هي لم تمنع وكلائها من الإنحياز لطرف أو كتلة سياسية بعينها . وإن هي لم تستجب لرغبات الغالبية الساحقة في منع إستخدام سمعتها الطيبة لصالح أحزاب الإسلام السياسي في حملاتها الإنتخابية القادمة.
كما لابد من الإشارة ، الى ضرورة وضع القيادات السياسية الكردية أمام مسؤليتها التأريخية ، والضغط عليها محليآ ودوليآ للإبتعاد عن السياسة الميكافيلية و الديماغوجية المنتهجة ، وإطلاق حرية الشعب الكردي في تظافر جهوده مع القوى الديمقراطية العراقية خارج إقليم كردستان ، للمساهمة الجادة في إنجاز مهمة بناء الدولة الديمقراطية في العراق ، التي ستشكل شرطآ ضروريآ للحفاظ على مصالح الجميع بما فيه مصالح الشعب الكردي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟


.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا




.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل


.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل




.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا