الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان الشرارة الخفية ربما صارت ضراما

فلاح حسن عبود
(Falah Hassan Abood)

2008 / 6 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


يجرى النقاش الواسع عن الاتفاقية المزمع عقدها مع الولايات المتحدة الامريكية، فتسربت الى الراي العام العراقي بعض الخطوط العريضة لهذه المعاهدة ، التي تعتبر مهينة ولاغية للسيادة العراقية ، الامر الذي دعا غالبية الاطراف العراقية لرفضها فالاتفاقيات يجب ان تجري بين دولتين ذات سيادة ومتكافئتين وليس بين دولة غازية وحكومة البلد الواقع تحت الاحتلال.

مع ان هناك اجماع على رفض الاتفاقية من قبل الغالبيةالعظمى من الشعب العراقي ، لكن البعض كالقيادة الكردية ترحب بالاتفاقية على اساس انها تحمي العراق ، والانكى من ذلك فان احد قادة الاتحاد الكردستاني برئاسة جلال الطالباني قارن بين هذه الاتفاقية بمعاهدة الصداقة والتعاون بين العراق والاتحاد السوفييتي، مقارنا بين البطيخ والغوريلا حسب تعبير الكاتب برهان الخطيب، فليس في الامر غرابة ، فمن يوصف احتلال العراق بالتحرير، يمكنه ان يسير بنفس المنحدر ويطالب بمعاهدة امنية مع المحتل.

ان موقف الحكومة العراقية المغلوبة على امرها من الاتفاقية واضح فان السيد الامريكي يعرف بما لا مجال فيه للشك بان المفاوض العراقي هو منفذ وليس مفاوض ، فالذي يمتلك هذه الترسانة من الاسلحة لايفهم غير لغة القوة. من هنا تبرز اهمية رفض المعاهدة جملة وتفصيلا حيث لا حديث مع المحتل الغاشم الا بلغة السلاح فهو لا يفهم لغة اخرى، واذاكان من حديث معه فيتم فقط بعد تحرير كامل التراب العراقي وبشروط العراقيين وعلى راسها تعويض العراق عن كل ما دمرته القوات الغازية ولحد الان.

هل يعقل ان تكون امريكا صديقة للشعب العراقي؟ بعد كل ما فعلتة بالعراق من فضائع من قتل وتدمير وحرق الاخضر واليابس كما انها استخدمت كل اشكال السلاح المحرم دوليا كاليورانيوم المنضب والفسفور الابيض وغيرها من الجرائم ، وضربت عرض الحائط كل الدعوات لحل المشكلة العراقية بدون اللجوء الى استعمال القوة. من الواضح ان الذين قدموا مع امريكا لديهم ارتباط مع المحتل وهم من يطبل لهذه المعاهدة فهم يفضلون مصالحهم على مصلحة الوطن، " فالجلوس مع الكلب خير من الجلوس مع رفيق سوء" .

يحلو للبعض ترديد كون الاتفاقية ستخرج العراق من البند السابع، وهذه فرية اخرى لن تنطلي على الشعب العراقي، فليس هناك من صلة بين البند السابع وهذه الاتفاقية المشؤومة ، فان البند السابع كان ساري المفعول بقرارمجلس الامن ولالغائه يمكن الرجوع الى المجلس المذكور.

لابد من الاشارة الى ان موقف الحزب الشيوعي العراقي – السيد حميد مجيد- فلا نلاحظ اي موقف من هذه الاتفاقية ما عدا عبارات انشائية من قبيل قوة الوفد المفاوض والسيادة العراقية الكاملة، من هنا نذكرهم بالتاريخ المشرف للشيوعيين العراقيين الذين ناضلوا ضد معاهدة 1930 ومعاهدة بورتسموث عام 1948 وحلف بغداد ، فان الفرصة سانحة امامكم للرجوع الى الشعب وشحذ الهمم وقيادة المضاهرات والاعتصامات ، فان التاريخ لن يغفر لكم هذا الصمت وكأن الامور تسير على ما يرام. ان حقيقة الاحتلال واضحة للعيان ومنذ البداية فهي تدمير قدرات العراق كبلد معادي للمشاريع الصهيونية والامبريالية اضافة الى السيطرة على اكبر احتياطي لمصادر الطاقة.

ان عقد هذة المعاهدة سوف يقدم خدمة للولايات المتحدة بعد ان فشل مشروعها وانفرط التحالف االامريكي بخروج غالبية الدول منه.

الخزي والعار لهذه الاتفاقية المذلة
والموت للمحتلين واذنابهم
وعاش العراق حرا ابيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وقعت جرائم تطهير عرقي في السودان؟ | المسائية


.. اكلات صحية ولذيذة باللحمة مع الشيف عمر ????




.. عواصف وفيضانات في العالم العربي.. ظواهر عرضية؟


.. السنغال: 11 مصابا في حادث خروج طائرة من طراز بوينغ عن المدرج




.. الجامعات الإسبانية تعرب عن استعدادها لتعليق تعاونها مع إسرائ