الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطلعات العراقية وزيارة المالكي لطهران

عزيز العراقي

2008 / 6 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


اكد الناطق الرسمي للحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ لصحيفة " الشرق الاوسط " يوم 20080603 حول زيارة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي القادمة الى طهران بأن " المالكي سيبحث في طهران ادلة على تدخل ايراني في شؤون العراق " . وعسى ان تكون هذه الزيارة وما سيناقشه رئيس الوزراء في طهران نهاية لما ينكره الكثير من اعضاء قائمة " الائتلاف " الشيعية , ويكررون باصرار يثير حفيظة الآخرين ( بعدم وجود ادلة ) لهذا التدخل . ويمكن فهم الدوافع الحقيقية لما يصرح به بعض نواب " الائتلاف " المتعصبين او المستفيدين , ولكن من الصعوبة قبول هذا التكرار من رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب , ورئيس منظمة " بدر " , والقيادي في " المجلس الاعلى " السيد هادي العامري حيث اكده قبل عدة ايام .

سيناقش السيد رئيس الوزراء مع الجانب الايراني مشكلة التدخلات وتقديم المساعدة للمليشيات وبعض الخارجين على القانون , واقامة بعض المشاريع والمؤسسات الخدمية , والاستفادة من خبرة الجانب الايراني كما اعلن . ولاشك ان كل هذا جيد ويدخل في تأمين ضرورات العلاقة المتداخلة بين الشعبين الجارين , ولتوسيع افق التعاون المستقبلي . الا ان المشكلة مع الجارة ايران ليست متعلقة بالتدخلات ومساعدة المليشيات فقط , بل ان المشروع القومي الايراني الذي لبس الطائفية يسعى لان يكون البديل او الراعي للمشروع الوطني العراقي . الامتداد الايراني في العراق ليس على شاكلة النفوذ في لبنان وما يمثله حزب الله كأداة فاعلة يمكن تحريكها وفق متطلبات معادلات الصراع الايراني الامريكي , او مثل حماس في غزة . الفراغ الذي تركه سقوط نظام صدام , واخطاء قوات الاحتلال التي تعمدت عدم مساعدة العراقيين في ملئ هذه الفراغات , كذلك الامتداد المذهبي الذي ظل يعاني لاكثر من ثلاثين عاما , اضافة لمجمل الظروف الاخرى شحنت النظام الايراني لتحقيق احلامه القومية , ووجد نفسه بسهولة داخل البيت العراقي , واصبح يدافع عن ( حقه ) في استمرار هذا الوجود .

الحكومة العراقية تمكنت في الفترة الاخيرة نتيجة الخطوات الجريئة في مكافحة المليشيات وعصابات الجريمة ان تعزز وجودها وتعمق الثقة بينها وبين الجماهير العراقية بمختلف تكويناتها , مما خلق زخماً وطنياً منح الحكومة امكانية النهوض بالمشروع الوطني . وقد انعكس ذلك بالتأييد والدعم الكبير الذي حصلت عليه الحكومة في مؤتمر ستوكهولم الدولي الخاص بالعراق . هذا النجاح والنهوض الوطني يفرض على السيد المالكي والوفد المرافق له ان يتم طرح المسائل المختلف عليها – وبالذات المسألة الامنية – بوضوح يتناسب مع ما تحقق من ارادة وطنية تثبت الندية في التعامل كبلدين لهم ذات الحقوق . وبدون هذا سيعود الوفد مثل كل الوفود التي ذهبت في السابق خالي الوفاض , ويستمر النظام الايراني في التعامل مع العراقيين , واعضاء " الائتلاف " بالذات كوكلاء له في العراق .

واذ كان الامريكان يريدون من خلال البنود التي سربت من الاتفاقية ان تكون الحكومة العراقية مجرد ( ديكور ) للمشروع الوطني العراقي , فالنظام الايراني يريد ان تكون الحكومة العراقية ليس اكثر من شبيه لحزب الله اللبناني . واذا كان الوقوف بوجه الشروط الامريكية المجحفة يوحد العراقيين ويرفع المناسيب الوطنية , فأن الوقوف بوجه الرغبات القومية الايرانية سيشكل الرافعة الاخرى لهذا النهوض والتوحد . ولا احد يطلب من الوفد العراقي ان يأتي بالمعجزات , ولا النظام الايراني سيستجيب ويعود عن تطلعاته بهذه السهولة . الا ان تثبيت الحق الوطني بصلابة شئ رغم عدم الحصول عليه , والاستكانة والضعف بالدفاع عن هذا الحق شئ آخر, حتى اذا غلف بالدبلوماسية وادعاء التعقل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ