الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نموذج لأخلاقيات اللعبة الديمقراطية

شلال الشمري

2008 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تتبارى الأحزاب في النظم الديمقراطية عرض برامجها السياسية وتسليط الضوء على المشاكل الأقتصادية والإجتماعية والسياسات الداخلية والخارجية ، وتستعرض كوادرها التي تكون على رأس هرم السلطة ، وقد تثار على هامش هذه البرامج بعض الإنتقادات التي تطال الخصوم السياسيين ، والتي أصبحت من تقاليد اللعبة الديمقراطية ، وبالتاكيد فإن هذا السلوك تعتمد شدته ويرتبط بالمستوى الحضاري لأطراف اللعبة السياسية ومستوى الوسط الإجتماعي الذي أفرز هذه الحركات ، فتجربتنا الديمقراطية تشابهت فيها البرامج السياسية والشعارات حد التطابق ، فالجميع تناول البطالة والأمن والخدمات والسكن وبرامج تحتاج الى عشرات السنوات وليست دورة إنتخابية واحدة من أربع سنوات وهي عملية إستغفال للناخب كون الجميع إدعى إمتلاك العصى السحرية ، وعندما لم يبق ما يزايد به بعضهم على البعض إنبرى كل منهم للتراشق بشتى الأساليب إبتداء بالكلمة وإنتهاء بالمفخخات وتمترس الجميع خلف أفواج من الميليشيات وفي باطن عشرات السيارات المدرعة وذلك للحميمية الفائقة التي تجمعهم إلى الحد الذي لا يقف إلا عند إلغاء الآخر ، ولدينا نموذج للعلاقات الأخلاقية الديمقراطية (العراقية حصراً) فقد تلاشى برنامج القائمة العراقية والتي تقف خلفها حركة الوفاق الوطني بزعامة الدكتور إياد علاوي ، ولم يظهر من هذا البرنامج سوى (لازمة) واحدة كانت محور أحاديث أعضاء القائمة وهي أن التيار السياسي الديني إستعان بالمرجعية الدينية في حملته الإنتخابية قافزين فوق جميع الحقائق والوقائع المادية الملموسة التي تؤكد إن التيار الديني السياسي يمتلك فعلاً القاعدة الجماهيرية الواسعة والأغلبية على إمتداد العراق في( حينها ) ومتناسياً ومتغافلاً إن أية فتوى من المرجعية الدينية العليا لصالح التيار الديني كافية لسد الطريق أمامه في الحصول على كرسي واحد من مقاعد البرلمان ولا نبغي من هذا القول نصرة التيار السياسي الديني بل ونحاول أن نذكر بأن المرجعية الدينية لم تناصر تيار بعينه ولم تعادي تيار بعينه ، وأنها وقفت على الحياد ، ولم نطلع على أية فتوى خلاف ذلك وإن من يدعي هذا الكلام أو ذاك لإغراض إنتخابية فهذا شانه وهو مرفوض ، وقد فعلت ياسيدي الدكتور علاوي الأسوء من ذلك عندما غازلت البعثيين وجعلتهم قاعدة جماهيرية لك وضممتهم تحت جناحيك في حكومتك الأولى وزرعتهم في مفاصل الدولة وجعلت من نفسك الوريث الشرعي لتركة الطاغية دون مراعاة لشعور العراقيين الذين لم تلتئم جراحهم بعد ، وفي الوقت الذي فتحت أبواب المقابر الجماعية لتفصح عن ديمقراطية دولة البعث الغابرة ، فراهنت على هذه التركة البعثية في الوقت الذي كانت فرائصهم ترتعد وتبحث عن ملاذ آمن وكنت مسيحهم المنقذ ، فإلتفوا حولك في الإنتخابات الأولى وأعطوك مقاعد في البرلمان تجاوزت الأربعين ، فإذا كان الأسلوب الأول مرفوض فإن إسلوبك أشد رفضاًَ لأنه نكأ على جرح العراقيين وأوغل فيه نزفاً وأخرج البعثيين من قمقمهم وجرأهم على مواجهة التحولات الجديدة ، ولا نريد ان نفصل نماذج السلوك الأخلاقي الديمقراطي للحركة فهي أكثر من ان تحصى ، ولهذا انفض عنها جملة من كبار أعضائها وعذراً للصراحة .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ