الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الامريكية بين كهولة (مكين ) وسواد (أوباما)....!

ناصر عمران الموسوي

2008 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن وضعت حرب الترشيح الديمقراطية اوزارها لصالح السيناتور أوباما ذي الاصول الأفريقية ورفيقة السمراء التي تحلم بان تكون اول زنجية تتربع على بياض البيت الرئاسي ،في حين توارت الشقراء هيلاري وزوجها كلنتون الرئيس الاسبق للبيت الابيض ،مكتفين بتعضيد مرشح حزبهم وغريمهم بعملية الترشيح الرئاسي الديمقراطي أوباما وحالمين بان تكون السيدة (هيلاري ) نا ئبة للرئيس اوباما في حال فوزه في الانتخابات القادمة على غريمه الجمهوري (مكين ) ورغم ان مكين أخذ فرصة كبيرة في التهيئة للا نتخا بات كونه حسم الامر لمصلحته في وقت قصير ،واخذ في اول ظهور له يحاول الظهور كمحافظ قوي يتمسك بالاطر العامه التي يتمسك بها الحزب الجمهوري ،واذا كانت هناك هفوات ارتكبت من قبله إبان احتقان المشهد العراقي الذي ألقى بتبعاته على الانتخابات الكونكرس الامريكي والتي شهدت انتكاسة المحافظين وسيطرة الديمقراطيين على مقاعد الكونكرس الامريكي بشقيه النواب والشيوخ ،الأمر الذي حدى بالرئيس الحالي بوش ان يقول (...على مكين ان يثبت بانه محا فظ قوي ) وهي عبارة استوعبها جداً مكين وحقق انتصاره الترشيحي الجمهوري على غراره ،فقد تحول موقفه الذي تراجع لبرهه من الوقت إزاء العراق وبدأ يعود ادراجه الى مناخ الرؤية الجمهورية الصقورية ،فزار الجيش الامريكي في العراق وعزز ذلك بجولة شرق او سطية لم تخلِ من الموقف المتشدد إتجاه ايران والدعم الاسرائيلي والحفاظ على هذا الكيان الذي تمثل النظرة الايجابية اليه إحدى مفاتيح مراهنات النجاح الانتخابي ، وإذا كانت احدى الصحف الامريكية قد طالبت الامريكان بتهيئة نا ئب للرئيس إذاما نجح مكين في الانتخابات ،فأن الرجل تعامل مع ذلك بايجابية كبيرة حيث اظهر في اكثر من ظهور محاولاته التي يحاول ان يبدو فيه ذا قوةِ شبابية جسمانية من جانب ومن جانب آخر أظهر ارثه القوي با عتباره سليل عا ئلة عسكرية شاركت في معظم الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الامريكية ،وإستبق نتا ئج التنافس الديمقراطي فكال لاوباما الاتهامات بانه شاب لايمتلك الخبرة القوية في قيادة امريكا في ظل المرحلة الراهنة التي تستدعي ان يكون الرئيس قويا ً وله تجربة قيادية إشارة الى نفسه ، ويحسب لمكين انه وفي غمرة التطاحن الترشيحي بين اوباما وهيلاري كلنتون ،فانه هيأ اجوائه الانتخابية الجمهورية مستفيداً من تداعيات الاحداث التي لا يترك فرصة الا ويؤكد موقفه فيها والذي لا يختلف كثيراً عن الموقف العام للحزب الجمهوري ،فبعد الدعم الاسرائيلي أكد على ان انسحاب الجيش الامريكي العاجل سيهيا للقاعدة وبعض القوى وايران ان تسيطر على الوضع العراقي وبالتالي ستكون تهديدا قويا للامن الامريكي ولحلفاء امريكا في المنطقه ،ومنح ايران فرص ذهبية لملا الفراغ وهذا لا يمكن ان يحصل حسب وجهة نظره ،ومكين الذي عانى عجزاً ماليا لتغطية الدعاية الانتخابية ،يراهن على نجاحات اخيرة متحققه اهمها التطور الامني في العراق ،وتداعيات الازمة اللبنانية والجهود الامريكية في دعم جبهة الاعتدال العربي حسب التصنيف الامريكي المتمثله (بمصر والسعودية والاردن ) إضافة الى الحكومات الفتية التي تحاول امريكا دعمها ضمن المشروع الامريكي الديمقراطي كحكومة السنيورة وعباس والحكومة العراقية ، ومراهنته على منظومة قوية قد تحاول امريكا مداراتها الا انها لا يمكن ان تحجب عن انظار المتابع للاستراتيجية الامريكية ،فأوباما ذو الاصول الزنجية لايمكن ان يلغي حالة التمييزالتي عانت منها امريكا والتي وان حصل فيها تطور تشريعي وقانوني الا ان ذلك لا يعني ان يلغىُ من ذاكرة الناخب الامريكي وبخاصة المهاجر القادم من القارة الاوربية العجوز ،ورغم كل ذلك فان الناخب الامريكي ينظر كثيراً ايضاً الى تجاعيد مكين والتي يخاف اشد ما يخاف ان تكون افكاره مرتبطة بتجاعيد الشيخوخة التي ستجعل من القوة الرئاسية الامريكية تعاني الوهن والعجز . اما أوباما الذي انهى صراعه الطويل مع منا فسته على الترشيح الديمقراطي (هيلاري كلنتون ) فانه بدا خفيف الظل نشطاً تذكرنا حركاته بنشاط الرئيس بوش ،هذا النشاط كان يرسم طريقه بقوة واقتدارفازاح منا فسيه الديمقراطيين ورغم ان نتا ئج نجاحه واضحة الا ان كلنتون اصرت على دخولها المنا فسة فارهقة الحزب كثيرا لينتهي المطاف بها ،بالاعتراف بالهزيمة ودعم مرشح حزبها اوباما ،واوباما كسر كثيرا من الدعايات المغرضة التي روجت ضده واهمها انه مسلم ومتعاطف مع الفلسطينيين ،انهى كل ذلك حين اعلن وامام اللوبي الصهيوني الامريكي انه مؤيداً لاسرائيل وعاصمتها الابدية القدس ،وهي مقولة وان دخل فيها جانب من الدعاية الانتخابية الا انها رسمت خطاً مهما يتناغم مع خطاب الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري بوش الذي اكد ان اسرائيل في حالة تعرضها للتهديد والاعتداء فان كل امريكا اسرائيل ،ان التناغم الجمهوري والديمقراطي في كسب الراي الاسرائيبي هو احدى اهم مفاتيح النجاح في الانتخابا ت ،واذا كانت رؤية الديمقراطيين هي مع الحوار على صعيد الازمة مع ايران وسوريا والوضع في العراق فان الديمقراطيين تراجعوا كثيراً عن ذلك بعد ان تحقق النجاح الامني في العراق واحتدام الصراع الاعلامي بين ايران واسرائيل وتداعيات الحرب بين حزب الله واسرائيل ،فغابت لهجة الحوار لمصلحة المواجهه ومزيد من الضغط واتخاذ العقوبات الدولية وعزل ايران ،وذلك بفك الترابط الايراني السوري وحزب الله ،عن طريق التفاوض الاسرائيلي السوري ،ولم ينسى اوباما الوضع الداخلي الامريكي فوعد الامريكيين بتخفيض الضرائب وخلق فرص عمل اضافة الى التطور في الجانب الصحي والتعليم ،واذا كانت شبابة اوباما مصدر قلق مكين فان الاصول الافريقية والشكل الزنجي مقلق لاوباما وهو فرس رهان مكين ربما ،الا ان كل ذلك سيبرز حين تضع الانتخابات الامريكية اوزارها في تشرين المقبل حين ذاك سنرى من المنتصر كهولة مكين الجمهوري ام سواد اوباما الديمقراطي ....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل