الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من الاستبداد

اياد محسن

2008 / 6 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


الجراح التي أحدثها النظام السابق في الجسد العراقي كانت عميقة... والماسي التي خلفها اكبر من أن تغيب عن ذاكرة شعب كان محل لتجارب الأسلحة الكيماوية...اثر الدمار سيضل شاخصا في الحاضر والمستقبل وواضحا عند الأيتام والأرامل ومؤلما في عيون الأمهات اللائي ما أجدن شيء مثل إجادة البكاء على أبناء كانوا ضحية لشعارات فارغة .. لأجل ذلك فان الآمال معلقة بنجاح عملية التغيير واستمرارها في انجاز المشروع الديمقراطي العراقي وبناء الدولة التي يكون فيها الإنسان الغاية الأسمى والأقدس , الغاية التي تترك لأجلها كل التفاصيل والجزئيات .
يرى الكثير من الكتاب والمثقفين إن العراق بسقوط النظام الدكتاتوري يكون قد طوي صفحة الاستبداد والاستئثار بالسلطة إلى الأبد وان المرحلة الحالية هي مرحلة تأسيس لواقع ديمقراطي تسوده أجواء الحرية واحترام حقوق الإنسان والاعتماد على التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع كوسيلة للوصول إلى سدة الحكم بعيدا عن الانقلابات العسكرية التي تصادر إرادة الجماهير , ولكن ما هي الضمانة لصحة هذه الرؤية ومن يكفل عدم عودة الأنظمة الشمولية مجددا للتسلط على رقاب العراقيين , فالمتتبع لتاريخ الدولة العراقية يلاحظ عدم الاستقرار في شكل نظام الحكم الذي كان عرضة للتغيير بين فترة وأخرى وكانت الانقلابات العسكرية ابرز الوسائل المتبعة في الوصول إلى السلطة عن طريق حركات يقوم بها مجموعة من الضباط دون أن يواجهوا أي إرادة شعبية تضغط باتجاه معارض .
اعتقد أن الضمان الذي يستند عليه أصحاب هذا الرأي هو وجود القوات الأمريكية في البلد باعتبارها تمثل قوى كبرى يمكن أن تواجه أي محاولة للانقلاب على إرادة الشعب إلا إن ما يعيب هذا الضمان هو انه خارجي ولا يستند إلى قوة عراقية داخلية ويتطلب إبرام اتفاقية طويلة الأمد للتواجد العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية كذلك فانه يقرن سلامة التجربة الديمقراطية ببقاء البلد منقوص السيادة وفي الوقت ذاته لا يمكن المراهنة على هذا الضمان لان أمريكا بلد تحركه المصالح والتي بدورها تتغير بين فترة وأخرى بتغير الخارطة السياسية في المنطقة .
ليس هناك شك في أن الديمقراطية العراقية تواجه إخطار وتحديات داخلية وخارجية , هناك دول كبيرة تجند كل طاقاتها لإفشال هذه التجربة أو في الأقل عرقلة تحقيق أهدافها , وهناك حزب البعث وقياداته المتواجدة في الخارج يترقب ويتحين الفرص للعودة مجددا إلى الساحة العراقية وربما يعمل على تحقيق هذه الغاية عن طريق أحزاب تحمل اسم مغاير لاسمه , صحيح أن الدستور تضمن مواد تحضر على الأحزاب ذات النهج الشمولي العمل السياسي وصحيح إن هناك مواد رسمت لدولة ديمقراطية تكون فيها الإرادة الشعبية أساس في اختيار الحاكم , إلا أن النصوص قد لا تكون كافية للمحافظة على التجربة الجديدة , إزاء هذه التحديات والمخاطر فان الأولى بالنخب العراقية أن تبحث عن وسائل لحماية الإرادة الشعبية كخلق وعي سياسي ثقافي شعبي بضرورة الدفاع عن المنجزات المتحققة ضد أي خطر يهدد حكوماتها المنتخبة, كذلك ببناء مؤسسة عسكرية مستقلة تنئ بنفسها عن التجاذبات السياسية وتكون بعيدة عن الانقياد وراء الانقلابات العسكرية ويكون هدفها الأساس تحقيق امن الشعب, بالإضافة إلى ضرورة إبرام اتفاقيات للحماية المشتركة مع قوى عالمية أخرى إلى جانب أميركا كالاتحاد الأوربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها