الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإفاء بمستلزمات الديمقراطية ....لوازكم الى العلم المتقدم !!

جاسم محمد الحافظ

2008 / 6 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد عقدت أركان الحكومة ومستشاريها آمالآ عريضة ، على أعمال ونتائج مؤتمر العقد الدولي الذي عقد في ستوكهولم ، متوخين إحداث تغيرآ نوعيآ كبيرآ في مواقف المجتمع الدولي ، بإتجاه العمل على إخراج العراق من الوصاية التي فرضها مجلس الأمن الدولي عليه ، وفق البند السابع ، وأطفاء الديون ، الى جانب إطلاق حملة الإعمار الفعلية ، ومن ثم تقديم الدعم السياسي للحكومة العراقية ، وسأكون واحدآ من آلاف المثقفين التقدميين العراقيين لو تحقق ذلك ، لكنه للأسف ، ومن خلال قراءة بسيطة خارج إطار المهرجان الإحتفالي ، والطقوس البروتوكولية ، لإشارات عدم القناعة بإلغاء بعض مظاهر الظلم وعدم التقدم الجدي في إصلاح الدستور والمصالحة الوطنية ،التي وردت في كلمات بعض المشاركين ،ومنهم سكرتير الأمم المتحده السيد بآن كي مون ، نكتشف ، بأنه لم يتحقق بشكل عملي أيآ من هذه الأحلام ،، وذلك للأسباب التالية
أ – إن غالبية أطراف المجتمع الدولي والعراقي ، التي باركت توجهات السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأخيرة في محاربة المليشيات المسلحة المحسوبة مذهبيآ عليه ، لم تكن مطمئنة لهذا الإجراء بما فيه الكفاية ، لكونه خارج عن إطارالإرادة الإستراتيجية والإعداد المنهجي المسبق له ، وكان ردة فعل مفاجئه لأهل الحكم قبل غيرهم ، كما عبر عن ذلك السيد المالكي نفسه ، بأنه جاء ردآ على مباغة جيش المهدي للقوات المسلحة المرافقة له ، فظلآ عن التغاضي عن مليشيات أخرى فاعلة على الساحة السياسية . والمجتمع الدولي على بينة من كل ذلك .
ب – لم تلمس جميع الأطراف أي مظهر من مظاهر فصل الدين عن الدولة ، الذي سيظل مؤشرآ حساسآ للتدليل على الإتجاهات الرئيسية لسياسة أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة ، وعلى صدق نواياها في بناء الديمقراطية الحقيقية القائمة أصلآ على مبدأ الفصل هذا ، وإن أنباء الإصرار على إستعمال المساجد والرموز الدينية لصالح أحزاب الإسلام السياسي في حملاتها الإنتخابية القادمة، يشكل مصدرآ للقلق على مستقبل الديمقراطية في العراق من لدن كافة المهتمين بشؤن بلادنا ، فإذا ما بقي الأمر هكذا يراوح مكانه ، فإنني لا أعتقد أن هناك إذنآ دوليآ سيصدر بالسماح للمستثمرين الكبار في المساهمة بإعادة إعمار العراق .
ج – سياسة الإستأثار بالسلطة على أساس طائفي ، والتهميش القسري للأطراف العلمانية ، والتعالي عليها ، وتشويه سمعتها ، في إطار أجواء خلق دكتاتورية جمعية لا فردية، ضد كل من هو خارج منظومة طقوس هذه الأحزاب ، والعمل على تكريس السياسات المقيدة للحريات الشخصية ، ولحقوق النساء بشكل إستثنائي ، بفعل هيمنة العقلية الظلامية للأجنحة المتطرفة لهذه الأحزاب . سيطيل من أمد المعانات ، وسيظر بالوحدة الوطنية ،التي لا بديل عنها في الدفاع عن السيادة الوطنية المهدده بشك خطير هذه الأيام .
د – المماطلة في إنهاء عملية تحسين بنود الدستور وتطويرها لصالح البناء الديمقراطي الحقيقي المنتظر.
و – الإعتقاد السائد بأن النجاحات الأمنية التي حققتها الأجهزه الأمنيه وخاصة الجيش العراقي ،بعد تطهير صفوفها من بعض المليشيات ، لا يعد إنجازآ عراقيآ خالصآ ، نظرآ لحجم الدور الحاسم ( لقوات التحالف ) لهذه العمليات وخاصة في العاصمة ، كما أنه لم يحسم بشكل قطعي الولاء المطلق لهذه القوات لصالح الديمقراطية ومؤسساتها الدستورية ، والى ذاك الحين ستبقى جميع الأوراق بيد الولايات المتحدة الأمريكية ، وستبقى معلقة معها أحلام الحكومة ومستشاريها . وقبلهما أحلام شعبنا الصابر .
كما أود الإشارة هنا الى أن عدم تأكد الولايات المتحدة الأمريكية من أمكانية تحقيق اهدافها الجوهرية في إبقاء العراق قاعدة ومركزآ إستراتيجيآ لها في مواجهة المصالح الوطنية لشعوب المنطقة ، سيجعلها تستخدم موضوع الأمن والإعمار كورقة قوية ضاغطة على الحكومة العراقية ، في ظل دبلماسية عراقية موهومة بحسن نوايا الأمريكان ،وإرتكابها تقصيرآ ملحوضآ في عدم جعل القضية العراقية همآ ومسؤلية دولية ، لإشراك الدول الصديقة والمحبة للسلام وتشجعها على الأخذ بزمام المبادرة السياسية والإقتصادية ، كرد على الإستراتيجية الأمريكية ، ولضمان تحقيق ما نناظل من أجله جميعآ ، والذي لم يتحقق إلا بتوطيد الوحدة الوطنية الصادقة ، وإنجاز شروط وإستحقاقات بناء العملية الديمقراطية المشار إليها أعلاه قبل فوات الأوآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة- | #مراسلو_سكاي


.. استشهاد الصحفي بهاء عكاشة بقصف إسرائيلي استهدف منزله بمخيم ج




.. شهداء ومصابون جراء غارات إسرائيلية استهدفت مربعا سكنيا بمخيم


.. نشطاء يرفعون علم عملاق لفلسطين على أحد بنايات مدينة ليون الف




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تحقق مطالبها في أكثر من جامع