الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنموت بصمت !

سميرة الوردي

2008 / 6 / 7
سيرة ذاتية


ناس أحببتهم وافترقت عنهم ردحا مهولا من الزمن
عرفت وبعد حفنة من السنين أن من الشخصيات التي تهمنا مصائرهم مازالوا أحياء بعد دوامة الدماء ورعونة الموت العشوائي
العالم أصبح فعلا كرة صغيرة وعائلة واحدة بهذه التقنيات الحديثة . الآن وأنا أقبع في زاوية مهجورة من عالم منسي تطالعني وجوه عرفتها وأحببتها وانقطعت عنها لأسباب مختلفة أكثرها قهري وإجباري حتى لم أعد أسمع عمن شاركني حياتي من أهلي وأصحابي ومن أعجبني في كتاب أو جزء من مسيرة عمر، اليوم أقرأ في الحوار المتمدن عن شخصيات عرفتها عن كثب واخرى قرأت عنها ، اليوم أقرأ رسالة عن بهاء الدين نوري صاحب أجمل كتاب ( على ضفاف الهور ) وهو سجين مرضه وإهمال رفاق الطريق . وعن عالمنا الكبير الدكتور حسين علي محفوظ والذي كم من مرات تمنيت رؤيتهم ورؤية علي وامه رحمها الله وبقيت الرؤية محض حلم في ثنايا قصة قصيرة كتبتها تحت عنوان الندم الثاني ، والآن أتواصل مع مقال كتب عن المبدعة لطفية الدليمي تلك الإنسانة التي ربطتني بها مجلة الطليعة الأدبية ودكاكين الكسرة عند خروجنا في نهاية الدوام لنأخذ ما نهواه من أجبان ، نضحك ونتمازح في إنتظار أبي أيار كي يوصلني ويكملا مسيرتهما اليومية الى صومعتهما ، كم كانت جليلة تلك الأيام وعظيمة كان هاجسها القلم والفن والحب وهو هاجس كل البشر الطبيعيين الا إننا غلفنا بالخوف والضغينة والعزل القسري لكل ماهو انساني .
نحن ! من نحن ! من أي برزخ حططنا ومن أي عالم قدمنا ! هل عشنا حياتا أم شاهدنا خرابا ، أم نحن الذين خُربنا ودُمرنا ، ماذا فعلنا كي نهجر بيوتنا ونصبح شتاتا في المنافي لا أهل لنا ولا صديق ولا حبيب !
نحن؟! من نحن؟!،كيف لي أن أصدق أنني كائن بشري وأنا بعيدة عن داري ووطني ! وأقرأ وأشاهد أن من كان أكثر مني ثباتا وتحملا على البقاء قد اقتلع وهجر هو الآخر ، ما زالت دهشة لطفية وبكائها المتقطع يهز وجداني عندما التقيتها بعد عشرين عام وكأنها غير مصدقة رؤيتي حية ، شكتني موت أبي أيار وشكوتها غربتي في وطني ، واتفقنا على لقاء ، ومرت عشرة أعوام أُخر ولم نلتق ، أهكذا حال الدنيا أم هي حال العراقيين وحدهم ماذا نفعل كي نخرج من هذه الهوة السحيقة التي غرقنا فيها؟! أيعقل أن نهجر أوطاننا ونترك ديارنا التي بذلنا فيها كفاح العمر للغربان والوحوش !.
أيعقل أن تكون دوامة العنف رافقت كل مراحل حياتنا دون توقف أو رحمة ، يطول الأنتظار وينصرم الأصدقاء والعمرمن غير وداع ومن غير بارقة أمل حتى بلقاء عابر ، بل قد نطحن في دوامة انتظارنا وصبرنا ولا أمل لنا سوى ما نقرأه ـ على صفحات الأنترنيت جزاها الله خيرا ـ لتبلغنا موت قريب أو صديق أو ضياعه في المنافي أو في الوطن مدحورا .
فيا ويل ٌ لمن سبب ضياع شعب بكامله .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت