الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضرورة ملحة الى معارضة وطنية شعبية منظمة

عبد العالي الحراك

2008 / 6 / 8
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لا توجد معارضة منظمة وحقيقية على نطاق شعبي في عراق يدعي القوم ان فيه ديمقراطية , وهو في امس الحاجة الى معارضة شعبية عريضة , لان فيه احتلال وارهاب وطائفية وهذه جميعها تتناقض وتتعارض مع الديمقراطية . فوجود الاحتلال ومضاعفاته يحتم ظهورالمعارضة والمقاومة بكل وسائلها. كلا الاثنين الاحتلال الامريكي والطائفية السياسية , لا يتحملان المعارضة , فينتهي أي معارض اما الى القتل اوالزج في سجونهما . فهناك سجن الاحتلال وهناك سجن الطائفية , او يتهم بالارهاب او الصدامية . لقد خدعت الجماهير العراقية بالعملية السياسية , واشتريت ضمائر قادة واحزاب , تربعوا في مواقعهم ومراكزهم ووظائفهم وقربوا ذويهم واقاربهم وأبناء عشائرهم و مذاهبهم واحزابهم وتركوا الوطن وخيراته للامريكان والشعب للمعاناة.. والا كيف يفسروا هؤلاء القادة والمسؤؤلون , معاناة الشعب واستمرارها منذ سنين في بلد غني بكل شيء . الفرصة الان مؤاتية لتحشيد الشعب في معارضة واسعة وقوية , ضد المعاهدة الامنية المزمع توقيعا خلال الشهر القادم , وكذلك ضد قانون النفط والغاز. وان يتبنى تحالف حقيقي للقوى الوطنية واليسارية في الداخل والخارج , برنامجا لمعارضة ومقاومة جميع ما تقوم به امريكا على الارض , او ما تفكر به من قوانين جائرة او معاهدات ظالمة . ان الاجماع الشعبي والحزبي الحالي في البلاد ضد المعاهدة دليل نهضة وانتباه الشعب لمصالحه ومعارضته لكل ما يسيء اليها. فهي فرصة ثمينة لتجييره بالاتجاه الوطني العام وليس بصورة مؤقتة حسب الاحداث والمفاجئات , لان وجود امريكا في العراق بحد ذاته , حدث سلبي ضار بحق العراق والعراقيين , وستستمر المفاجئات ما زال الاحتلال موجودا , لذا يجب استمرار المعارضة والمقاومة الى ان يرحل هذا الاحتلال ويتوقف تدخل ايران وتختفي الطائفية ويسيطر الشعب على زمام اموره , عن طريق احزابه الوطنية الديمقراطية المخلصة التي يجب ان تنمو وتكبر بتعاونها وتقاربها. علينا الانتباه ايضا الى ان معارضة بعض القوى السياسية الطائفية للمعاهدة الامنية , ليس بدافع وطني وانما بدافع الدفاع عن مصالح ايران وخشيتها من احتمال ان تستغل امريكا وجودها وقواعدها في العراق لضرب ايران . فاذا كانت هذه القوى السياسية تخشى على العراق , عليها ان تنهج نهجا وطنيا مخلصا لا طائفيا ولا رجعيا , ولا تلبي احتياجاتها ومطالبها المذهبية والطائفية على حساب المصالح الوطنية . اقصد ان تقاوم المعاهدة وتقاوم الطائفية في خطان متوازيان , ولا يمكن للطائفيين ان يلطفوا وجوههم الكالحة بمعارضة لفظية للمعاهدة , والا فسوف تستغل الشعب باتجاه خدمة المصالح الايرانية المذهبية والقومية , واستقرارالطائفية وخسارة الشعب لمعارضته وجهوده هباء , فيستبدل احتلال امريكي باستعمارايراني اكثر خبثا واذلالا . لا يمكن الحديث عن مقاومة وطنية شعبية منظمة واسعة , اذا لم تعد طلائع وكوادرالشعب وعموم المواطنون , الذين تركوا البلاد بسبب انتشاراعمال العنف المختلفة . ان اعمال العنف المختلفة في العرعق ليس سببها فقط الاحتلال الامريكي , وانما التدخل الايراني وسيطرة الطائفية على زمام الامور في السلطة السياسية وفي الشارع العام حيث انتشرت الميليشيات التي تقتل الشعب وتخلق الفوضى . لا يمكن ان يهجرشعب بلده بسبب الاحتلال , فقد قاوم الشعب العراقي بمختلف الطرق والوسائل الاحتلال البريطاني في السابق , ولم يهرب . ولكن الاحتلال الامريكي الحالي , قد جلب معه الارهاب والطائفية , فتحولت الحياة داخل العراق الى جحيم لا يطاق , وعندها لا يمكن الطلب من عائلة عراقية , فيها الاطفال والنساء والشيوخ البقاء تحت نارالارهاب والقتل والقصف والتفجير والتفخيخ , لا قوات احتلال تحميها ولا حكومة وطنية ترعاها . لم يبق سوء الا واستخدم ضد الشعب العراقي من قبل هذه القوى الشريرة . كما ان القوى الوطنية الموجودة في الداخل لم تكن بمستوى الاحداث , حتى تأخذ على عاتقها تنظيم الشعب ورص صفوفه والمحافظة في المقام الاول على وحدته الوطنية , بل العكس اختبأت بعضها خلف القوى الرجعية وشاركتها في الحكم , وهي لا تحكم . لو ان حكومة وطنية حقيقية حافظت على الوحدة الوطنية , لما هربت الملايين من ابناء الشعب من بلادها , ولشرعت بالمقاومة الحقيقية بكل مستوياتها , ولما ترك العراق للارهاب وللطائفية والعبث. فالمقاومة للارهاب وللاحتلال من صفات الشعب العراقي وقواه الوطنية , ولكن هذا لم يحصل بسبب سيطرة الطائفية والرجعية على زمام الامور في السلطة السياسية وفي الشارع العام , واصبحت اداة بيد الاحتلال يحركها كما يشاء , وبيد التدخل الايراني يعبث كيفما يرغب ويريد وهو يستند في ذلك على مجاميع من قوى الاسلام السياسي التي تدين له مذهبيا وسياسيا وعسكريا وامنيا بالولاء والطاعة. لهذا فالحالة صعبة جدا في العراق والى ان تصل الى حالة معارضة ومقاومة شعبية فاعلة , يحتاج الامر الى وقت وجهد كبيرين. ان الايام والاشهر القادمة ستشهد تفجيرات وقتل متعمد ستقوم به الايادي الخفية التي تسندها وتحركها القوات الامريكية , كلما دعت الحاجة , لان الشعب العراقي اصر وعموم القوى السياسية على رفض هذه المعاهدة واية معاهدة تذل العراق وشعب العراق . عبد العالي الحراك 5-6-2008











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين