الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بلاد مابين الأمرين
رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)
2008 / 6 / 8
الادب والفن
أنا جِئتكم مِنْ بلدٍ
علمَ الشمس كيف تُشرق
وكيفَ يتكلمُ الظلامْ
أنا جِئتكُمْ مِنْ بلدٍ
علمَ النجومَ كيف ترقصُ في فناجينِ العرافاتْ
أنا جئتكم مِنْ بلدٍ
بنى الدمعُ حضاراتهِ
وهاجرَ أهلهُ كلهم كسربِ حمامْ
أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
يطفوا على الخيرِ
وأهلهُ يَحلُمونَ بكسرةِ أمل ولو بالأوهامْ
أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
كُلما غنى فيهِ طيرٌ
ذبُحَ مِنَ الوريدِ الى الوريدْ
والتهمة هي التغريدُ قبل الصلواتْ
أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
تُمطرُ فيهِ السماء كلَ يوم
آياتٍ وخزعبلاتْ
وفتاوى نُكاح مِنَ القاصراتْ
أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
أذا ما صاحَ فيهِ حُرٌ
أنَ الشمسَ لاتغطى بغربالْ
صَلبوهُ كالمسيح
وجعلوا عظامهُ حطباً للمآتم
في التكايا والحسينياتْ
أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
أهلهُ كُلهم أيتامْ
وليسَ فيهِ طفلٌ إلا وعلى الرصيفِ ينامْ
أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
كُلَ ما غنى فيهِ عُصفور قُتل
وكلَ ما حلقَ حلُمُ بين جفنيهِ ... إعتُقِلْ
أنا جئتكُم مِنْ بلدٍ
كانَ يمشي ملكاَ بينَ الشموسْ
فصادروا شموسهِ
وخطفوا أقمارهِ
فباتْ بلا سماء
كنتُ كشوارعهِ مكللاً بالأمطار
واليومَ أمشي بلا قدمينِ على شوراعهِ كالأشجارْ
أحلامي مُكبلة بالألامْ
تصرُخُ كطِفل مختونْ
يَحلمُ بأن يُغادرهُ كابوسُ العطارْ
أعذروني أحبتي
فانا أبكي مِنْ شدة الأعصارْ
فالأعاصيرُ تقهرُ الرجال
إذا ما مرتْ عليهم بلا رحمة
وبلا سابقِ قرارْ
أعذروني أحبتي
فانا مُنذ ُ زمن سومر وأكدْ
مَحبوسٌ بينَ أضلُعِ دِجلة َوالفراتْ
أشمُ مِنها عِطرَ العراق كُلهُ
مِنْ بابلَ إلى أخرِ الحضاراتْ
سأرحلُ عنكَ ياوطناً
يقتلني ألمهُ كُلَ يومْ
ويطولُ خِنجره بِطول الأيامْ
سأرحلُ عنكَ يا وطناً
لازالَ سيفُ دجاليهِ يركضُ
خلفَ القلم
وخلفَ الأوراق
ويبثُ سُم العقيدةِ
بينَ أسناني
سأرحلُ عنكَ ياوطناً
اخترعَ سماءً
أقتتلوا عليها أهلُهُ
وفاضتْ على جنباتها الأرواحُ
كنتَ وطناً لكُلِ ممزقْ
كنتَ نهراً لكلِ أملْ
أصبحتَ اليوم مُعتقل بلا حدود
وأشلاءٌ في كُلِ مكانْ
ياحُلماً يداعبُ جُفوني
هل صرتَ عصياً على الاملِ ؟
أمْ صارَ الدمعُ تعريفكَ !
يا وطناً ليسَ كالأوطانِ
تقاتلتْ عليكَ الأكلةُ
ورقصتْ عليكَ الأحقادْ
هنيئاً لكمْ أشلائهِ
واشلائُنا
فلم يبقى في وطني غيركم
ترقصون فيه ناشز اللحنِ
كالقردةِ بلا خجلانْ
هنيئا لكم أحلامهُ
فلم يبقى حُلم
يسيرُ بين الشوارعِ
إلا واغتصبته الآياتْ
فكل الآيات ثمالة
وكل الأحلام برهان
لا تسري يا حُلم في شوارعنا
فأننا أمة مدججة بالأوهام
ونسير بلا عينين خلف أشجع ختانْ
نرتجفُ إذا ما قال لنا
أنه المرُسل ُبالمرصاد
وأنه يكلم الله ألف مرة يومية
ولا يدفع فاتورة هاتفه النقال
نحن أمة تخلع نعلها عِندَ كُلِ مسجد
ولكنا إذا ما تزوجنا أمرآة
التهمناها بلحظة
كعود الثقاب
نحنُ أمة تلبس العمامة
منذُ يوم سقوط ورقة التوت
وليس على ضمائرنا
أي ورقة توت
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى