الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقالي ام قبعتي؟

مرتضى الشحتور

2008 / 6 / 8
سيرة ذاتية


لما تلقيت الدعوة لزيارة استنبول كان اهم شي بالنسبة لي كأي عراقي هوموضوع الفيزا والمعاملة في المطار،والغلاء،وهدايا الاصدقاء التي يلزم ان افكر فيها مليا حتى قبل ان اصل بلاد الاناضول،وان اعرف ان كنت استطيع رضا المجموعة التي لايخفي عليها سرا من اسراري.مثلا صديقي الذي يوصلني للمطاروالاخر الذي ربما سيتولى استقبالي عند الكشك الاجرب عند العودة المباركة،وقبل اولئك طفلتي وشلتي.
لم اكن بحاجة الى كثير من السؤال فمكتبة الانترنت كانت غنية بشتى المعلومات.
عرفت وان لم اثق بتلك المعلومة ان دخول اسطنبول بالنسبة للعراقيين القادمين من بغداد تحديدا لايحتاج الى فيزا.
واعلم من دراستي ان اسطنبول تحفل بشتى الديانات والقوميات ،والعرب مرحب بهم بصورة عامة.وهدايا الاصدقاء لاتتجاوز اسعارها عن اسعارنا السائدة بنحوحاد.
المهم الاخر ان تنطلق الرحلة بموعدها المحدد،وان يحل يومها دون عارض مثل حظر التجوال،او اغلاق الحدود،او سفر مسؤول رفيع ،تعلق الجهات الامنية لعيونه بقية رحلات العراقيين الغلابة.
ومن حسن الحظ لم يحدث أي شيء من هذا القبيل.
وعلى غير موعد وبعد ان اشرقت شمس بغداد مبشرة بنهار صيفي حار جاف،ولكن نقي .وبمجرد ان وطئت اقدامنا ارض المطار.حتى التئمت وتمخضت الرياح الخفيفة عن عاصفة رملية،اوحتى باحتمال الغاء الرحلة.قبضنا على قلوبنا.فالكل يبحث هناعن ذريعة
ثم انا جميعا قلنا الجاي من الله حياه الله.
وكم كنا مدهوشين حين تلقينا النداء بالتوجه الفوري الى نافذة الخطوط الجوية لاستكمال اجراات الطيران.
تبين ان الطيار ملزم بعدم المبيت ببغداد.وكنا نحن ايضا مهئين للمغامرة.اياً كانت المخاطر،اذا ماقورنت بحرج خيبة العودةدون ان نبلغ استنبول.
الساعة الخامسة مساء هانحن في الاستانة في مطار اتاتورك.
ونتجه لاستحصال الفيزا.
وقفنا في طابور طويل.
لم يطل انتظارنا،فقد ادخلونا جميعا في غضون دقائق.
الاتراك يمنحون تاشيرة دخول للعراقي مجانا ،ولا يشترطون الفيزا المسبقة.
ولاحقا فهمنا انهم يمتنعون عن استقبال أي دبلوماسي او سياسي.بجواز دبلوماسي او جواز خدمة دون فيزا مسبقة.قلت هيهن لكم ،ولو اعتمرت عقالا لطوحت به،ولو اعتمرت قبعة لرفعتها.
هناك في قسطنطينة ،عاصمة الامبراطوريات الثلاث الخالدة،روما ،بيزنطة،الدولة العثمانية.
تقوم مدينة هي من عجائب الدنيا،حيث البسفور والدردنيل والبحر الاسود،وجزر بحرايجه التي عرفناها محل صراع بين انقرة و اثينا.
ومن البسفورالقيت نظرة واطلقت حسرة،وربما اعقبتهما عبرة .
هاهو جسر البسفور المعلق،1500 متر طول الجسر ،يرتفع معّلقا ولايستند على ركائز.يرتفع عن البحر سبعين مترا،ويمتد لعرض 33 مترا.
اعادني المشهد الى جسر الصرافية ،تخيلت بغداد كما حمامة كسر احد جناحيها.
اعدت البصر كرتين ،تخيلت نعم الطبيعة ولطف الاله حيث ارض بغداد منبسطة،مستوية كوجه الماء،تسألت ماذا لو كانت احياء بغداد تجلس عند قمة جبل كما اهل استنبول.اظنهم سيموتون،عطشا،.
تذكرت العاصمة التي غاب النور من لياليها والسلام من شوارعها،والهناء من احلام اهلها.
في استنبول خمسة ملايين،يعيشون حياة سعيدة.لاانقطاع ماء ولاازمة كهرباء.ولاذباب ولابعوض ولاحرمس ولامدارس طينية،ولامدارس تكفيرية ،ولامعسكرات مليشياتية ،ولا ذبح ولاصلخ،برغم انهم بلد يحتضن الديانات كلها،التلمود كما الانجيل ،مع شعب مسلم باغلبيته الساحقة.
الكهرباء لاتغيب عن بيوتهم.شوارعهم تعج بالناس من كل الجنسيات والاجناس.والى قبيل الفجر بقليل يسهرون ويشربون ويثملون،ولاصياح ولاصخب كل شيء يمضي بهدوء.
ليس هناك شبر من ارض المدينة لم تمتد له عناية الدولة بالعمران.
ارضها اما مفروشة بالمرمر او مزوعة بالثيل الاخضر.ولامكان لشيء اخر.
ارفع عقالي ام اطيح بقبعتي.
لاهذه ولاتلك ،فانا افندي.لااعتمر أي منهما.
استنبول استقبلتنا بغاية الاحترام.وعاملتنا بعزة العراقيين قبل نكبتنا التاريخية.
لااطيل ،وباختصار اقول.
انهم يحترمون العراقي العادي.
يدخل بلادهم،بلا استفراز ولا تحقيقات ولاتدقيقات تتعدى الاصول ولاتفتيش مهين،ممن لايعرفون القراءة والكتابة.هناك يحترم العراقي اكثر مما يحترم هنا في بلاده.
واخيرابيني وبينكم اقول لاتزورا تركيا فهي غالية بشكل حاد.حتى اني اشتريت معظم هداياي من بغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة السيارات الكهربائية الصينية | عالم السرعة


.. الشرطة الألمانية تطلق النار على مهاجم يحمل فأسا داخل تجمع لم




.. سلسلة جرائم مروعة.. قصة قتل غامضة وسلسلة من الألغاز تقود إلى


.. مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ




.. -يلوّح بفأس وعبوة حارقة بين المشجعين في #هامبورغ.. - والشرطة