الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرين

زينب محمد رضا الخفاجي

2008 / 6 / 10
الادب والفن


ظلت تسبح لأشهر تسع في رحم أمها... كل يوم يمر عليها تكتشف شيئاً... أعجبتها تلك العصا الطويلة التي تحمل خمس عصي في نهايتها... اختلاف شكل العصي في الأعلى والتي تسمى يدان عن السفلى القدمان ... يثير فضولها... تستلقي على ظهرها وترفعهما إلى الأعلى ... تحركهما في الماء.. تنظر إليهما بدهشة وفرح وكأنها حورية صغيرةٌ يسعدها الرقص... تلف تدور... تصعد.. تنزل وبكل شقاوة تضرب محيط مسبحها بقدمها... ثم تنصت بشغف لصوت أمها وهي تنادي والدها... تعال بسرعة أنه يتحرك ... فيقترب ويضع يده المرتعشة فرحاً على بطن أمها ويربت ويقول... عفية حيدوري ... ألعب طوبة زين ...
ترفع الصغيرة يدها ضاربة يد والدها محتجةً على ما يقول... ثم تربت بأصابعها على رأسها وكأنها صورة لأله عبقري...وتقول... حيدر... ولكنني أنثى ... كيف يطلقون علي أسم لذكر... لكن ألم تحس أمي ...بأنني فتاة...وفي وسط تساؤلاتها وحيرتها ... فاجأها دخان أبيض... طار مقترباً بشدة من عينها .... ثم قال... أنهم يكرهون الأنثى ... ويحزنهم قدومها ... فتحت عينها وبحلقت بقوة ... محاولة تبين ملامح وجهه...هزت رأسها وقالت... لكن من أنت؟؟؟.
أنا قرينك....تعجبت وحركت رأسها مستغربة... هل أنت قريبي ؟.. فأجاب... لا... لكن الله خلقني لأساعدك في تحقيق كل ما ترغبين..تعجبت أكثر... ثم تمتمت ... الله ... قرين ... سألته بلهفة... ولكن هل الله قريبك... أقصد هل هو والدك ؟ ... ضحك القرين كثيراً وأقترب أكثر وقال أنت أحلى وأذكى وأروع طفلة قابلتها في حياتي .
احتجت على كلامه وسألته ولكنني لم أرى أحداً لحد الآن إلا أطرافي الأربعة وأنت معي في هذا المسبح المظلم ولم تقابل أحداً غيري ... فكيف قررت أنني أحلى طفلة.... فأجابها أنا أعلم ما لا تعلمين...ألتفتت إليه ... لم تجده تلاشى وتركها تصرخ بحيرة...هي قرين ... قريني ... أين أنت؟ تعال لا تتركني...ظهر لها من الناحية الأخرى وأجابها وهو مبتسم ... أ أمريني صغيرتي الحلوة ماذا تتشهين ... ؟
- أريد أن أسألك سؤالاً
- قولي ... عليك فقط أن تطلبي أي شيء وكل شيء...
- لماذا يحزن الناس لقدوم الأنثى ؟... ولماذا يفرحهم الذكر..ما فرقه عني.. هل لديه أطرافاً أكثر من أطرافي؟... أتراه يرقص أحلى مني؟
- لا حبيبتي ... أنت الأجمل والأروع من بين جميع المخلوقات... لكنهم ... هكذا دوماً يتمنون الذكر ليحمل أسمهم بعد وفاتهم.
- هل للذكر قوة خارقة فيستطيع حمل أي شيء وأعجز أنا .. وهل اسمهم أثقل من قدرتي على الحمل...
- نعم صغيرتي.. أنه طويلٌ وثقيلٌ جداً
- مادام الأمر كذلك ليحمله هو (آني مابية حيل ).
- وهل ستحزن أنت أيضاً حين أولد..؟
- بالعكس تعجبني النساء...
- وهل أنت ذكر؟
- نعم ... وكل الذكور يعشقون المرأة ... يتمنون وجودها ... شرط أن لا تكون ابنة فيعجب بها آخرون.
- آه ... فهمت... ولكنني في يوم سأكون أماً وسأحمل في بطني طفلاً .. وسأخبر الله أنني أريده أنثى ... ستحمل أسمها فقط وكفى... ولكن أيها القرين الذكر لم تخبرني ما هو أسمك الطويل الذي تحمله.
- أنا القرين( الذكر/ الأنثى) ولا أسم طويل عندي .
- وأنا ... ما أسمي ؟؟؟... آآآآآآآآآآآآآآه تثاءبت ... ووضعت رأسها على يدها وكورت جسمها وراحت في نوم عميق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي