الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كروكر يحاول منح إيران شرف رفض المعاهدة

صائب خليل

2008 / 6 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في أيام الفرهود الأولى، لاحظت أن اللصوص الكبار من السياسيين العراقيين كانوا بلا استثناء يسارعون فور افتضاح أمرهم إلى محاولة لتسييس جريمتهم بالإدعاء بأن الموضوع كله مؤامرة سياسية ضدهم لأنهم وطنيون وقفوا ضد إيران،!

وقبل فترة وجيزة، وضمن محاولة حشر قانون النفط الذي قدمته الشركات ومنعه من الإنهيار الذي يعانيه رغم الضغوط الأمريكية وتوابعها السياسية الهائلة، صرح مثال الآلوسي قائلاً: "إن قانون النفط و الغاز سيصادق عليه من قبل البرلمان في حالة موافقة إيران والسعودية عليه"!! وأضاف الآلوسي أن "الكثير من النواب العراقيين لديهم ارتباطات مع السعودية ومع إيران، وهم يمثلون أجندة الدولتين، ولهذا فإن القانون لن يمرر من دون موافقتهما" وأشار الآلوسي إلى أن "قانون النفط والغاز لن يمرر في البرلمان "إلا بصفقة سياسية بين الكتل السياسية، تكون على حساب الشعب العراقي ومصالحه الاقتصادية" (1)

تذكرت هذه الملاحظات وأنا استمع قبل يومين إلى السفير الأمريكي ينظم إلى "هذه الصحبة" ويتهم إيران، بعرقلة المعاهدة الأمنية بين بلاده والعراق! قال راين كروكر متهماً إيران بعرقلة المفاوضات " اعتقد انها تهدف عمدا الى جعل المفاوضات صعبة"(2).

والحقيقة أن تهمة "جعل المفاوضات صعبة" غريبة لأن الجماعات المحسوبة على أميركا نفسها، مثل وزير الخارجية زيباري، كانت قد وعدت الشعب بـ "مفاوضات شاقة" لتطمين العراقيين القلقين من هؤلاء "الأصدقاء".

عمر عبد الستار الكربولي من الحزب الإسلامي اتخذ موقفاً منطقياً ومعاكساً لمنطق كروكر حين اعتبر رفض الإتفاقية شرفا حاول أن يثبت نسبه إلى حزبه فقال "الحكومة العراقية بدأت تتبنى رأي الحزب الإسلامي في الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية، والذي يقضي بتغليب المصلحة الوطنية"!

ربما يسهل تبرير موقف اللصوص، فهم في حال يائس يجعلهم يتعلقون بأية قشة، أما موقف مثال الآلوسي وكروكر فلا يدل إلا على حيرة وتخبط الأمريكان والداعين لهم في محاولتهم اليائسة أنقاذ مشاريع رفضها الشعب بقوة وبإجماع نادرين.

كما حاول اللصوص الكبار ومثال الآلوسي منح شرف المواقف المبدئية إلى إيران، هاهو كروكر يحاول حرمان الشعب العراقي شرفاً بمنحه لإيران، وسيفشل كما فشلوا. فالعدالة ورفض عقود النفط الإبتزازية ورفض المعاهدة المهينة أهداف عراقية سامية وهم ليسوا بحاجة إلى إيران أو غيرها لدفعهم اليها، ولن يكتفي الشعب العراقي بـ "جعل المفاوضات صعبة"، وشاقة على الأمريكان بل وأيضاً على من يريد تمريرها من العراقيين، فهو لايريد أية اتفاقية مع من لايثق بهم. إنها إنتصارات عراقية وللشعب شرفها وليس لإيران أو غيرها.

هوامش:
(1) الآلوسي يقول ان قانون النفط والغاز لن يقر إلا بموافقة إيران والسعودية
http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=58713

(2) واشنطن تتهم إيران بتعقيد محادثات الاتفاقية الأمنية مع العراق
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=132377&pg=1











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه