الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصوات ليس لها صدى

حسين التميمي

2008 / 6 / 10
حقوق الانسان


لن نبالغ اذا قلنا ان المواطن العراقي بحاجة الى الكثير من الاشياء.. والمسميات التي غابت عنه او تم تغييبها خلال السنوات القليلة الماضية . ويقع الأمان والشعور بهذا الكائن العجيب والغريب في مقدمة احتياجات المعني او المسمى بـ (مواطن) فيتحاشاها لأنها اصبحت ملتبسة ومدغمة مع مفردات وتسميات اخرى استهلكت في السنوات الاخيرة .. بحيث لم يعد بالامكان الحديث عن تلك المسميات والمفردات من دون الشعور بأن ثمة كاميرا خفية ستقول للمواطن في أي لحظة بأن عليه ان لايبالغ في هدر مشاعره (الوطنية!!) والانسانية وأن الموضوع برمته لايعدو ان يكون اكثر من مزحة من ممازحات تلك الكاميرا.
صادف انني كنت ضيفا اعلاميا (ثقيلا) على احد المسؤولين (الكبار) وصادف ان هذا المسؤول كان يتمتع بحس انساني وبدعابة محببة (لم تفقدها السياسة رونقها !!) وكان هناك أيضا مواطن متظلم يشكو عدم توفير فرصة عمل له على الرغم من حصوله على شهادة من كلية الآداب ومعرفته بلغة اجنبية (اخرى) فضلا عن اللغة الانكليزية . المواطن بدت عليه ومن خلال هندامه الرث مظاهر الفقر المدقع . وكان يتوسط لدى هذا المسؤول للحصول على وظيفة في دائرة اخرى .. المسؤول اعتذر .. كونه حاول استخدام نفوذه مع الجهة المعنية بتعيين هذا المواطن ، لكن نفوذه لم يفلح في استحصال الموافقة على الرغم من كون مستوى هذا المسؤول الوظيفي يفوق بدرجة كبيرة درجة او وظيفة المسؤول الآخر المراد تعيين المواطن في دائرته !!
المواطن شعر او فهم الاطار الحقيقي للموضوع . وفهم ايضا بأن الوظيفة المرتقبة لن تكون من نصيبه , فحاول التحدث بصراحة عن معاناته دون الأخذ بنظر الاعتبار انه يشتم او يدين مسؤولاً امام مسؤول آخر . فقال : الدائرة المعنية تريد ورقتين لتعييني (أي 200 دولار) فقلت له : ولماذا لاتجرب التقدم لوظيفة في الدائرة (كذا) فقال هذه تريد 8 أوراق (اي 800 دولار) فما كان من المسؤول الكبير الا ان اجاب : ربما يجب علينا ان نوجه كتاب شكر للدائرة الاولى كونها لاتكلف المواطن اكثر من ورقتين بينما الدائرة الاخرى تمارس او تتصرف بجشع وانتهازية لأنها تكلف المواطن فوق طاقته !!
الغريب في الأمر ان تتحول الرشوة والفساد الاداري والمالي والاخلاقي الى مسلمات او واقع حال معترف به . ولا يحتاج الى اكثر من مساومته!!
تلك طامة ليس بعدها طامة . والغريب ايضا أن بعض المسؤولين الذين حضروا تلك المقابلة بين السيد المسؤول و(الأخ) المواطن رموا بالكرة في ملعب المواطن حين استوضحوه اسم الشخص الذي طالبه بالرشوة ، وحين اعتذر عن ذكر الاسم قالوا بعد مغادرته : هذا الرجل يستحق العقاب لأنه يدعي الكذب على المسؤولين ولو كان صادقا لذكر لنا اسم المرتشي!!
اذن بهذه الطريقة تحاكم مآسينا ومظالمنا . وبهذه الطريقة يتم شطب اصواتنا وصرخاتنا لأنها وبكل بساطة اصوات لاتمتلك صوتها ولا تحظى بالاحترام والتقدير . الا في ايام الانتخابات !!
حيث يشعر السيد (مواطن) بأنه مواطن فعلا وانه قادر على ان يؤثر بشكل ايجابي او سلبي في صعود هذه الفئة او تلك . لكن وبمجرد صعود تلك الفئة يتم نسيان المصعد وعمال المصعد !!(اذا صح التعبير) ويبالغ بعض منهم فينسب الأمر الى غيبيات وخزعبلات ما انزل الله بها من سلطان.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل