الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما- ماكين - إسرائيل

طارق قديس

2008 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إنه لمثيرٌ للدهشة لدى الكثيرين ذلك الانسجام الكبير الحاصل بين مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية باراك أوباما وبين المرشح الجمهوري جون ماكين في دعمهما لإسرائيل، واللذان عبرا عنهما صراحة في الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية (إيباك) مطلع الشهر الحالي، حتى أننا لا نكاد نجد فرقاً بين كلا الخطابين، فكلاهما يشدد على دعم أمن إسرائيل والتصدي لإيران، بالإضافة إلى محاربة حماس على طول الخط.

فقد صدم خطاب أوباما الذي القاه مؤخراً أمام اللجنة العامة غالبية الشارع العربي ممن عقدوا الآمال على أن ياتي من الديمقراطيين من يضع حدَّا للجمهوريين في غرامهم لإسرائيل، ومن يوجه لهم الصفعات ويقول لهم إن الفلسطينيين هم على حق وليس الطرف الآخر. فخطاب أوباما جاء ليثبت ما قلته غير مرة في المجالس، في المقاهي، في الشوارع، وفي الهواء الطلق بأنه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين في الشأن الإسرائيلي، وإنما الفرق يكمن بأن الديمقراطيين أكثر اهتماماً بحل القضية الفلسطينية من الآخرين، وهم الأكثر نشاطاً في ما يتعلق بمباحثات القضايا الشائكة في الشرق الأوسط من الآخرين.

والشيء الوحيد الذي يمكنني أن أقدمه هو النصيحة لمن لا يزال يعقد الأمل على الديمقراطيين بأنهم في يومٍ من الأيام سوف يغردون خارج سرب السياسة العامة الأمريكية، ليقوموا بمعاداة إسرائيل، أو حتى بمعاملة الفريقين الفلسطيني والإسرائيلي بالمثل، والنصيحة هي بأنه يجب على ذلك الشخص الذي يعقد الأمل على ما سبق ذكره ألا يفرط بتناول طعامٍ ثقيلٍ على المعدة قبل النوم، فالأكل الثقيل هو سبب مهم في ظهور مثل هذه الأحلام دون أدنى شك!

وتبعاً لذلك يمكنني أن أقول بأن الحقيقة التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها هي أن المرشحين الديمقراطي والجمهوري يمكن أن يختلفا في كل شيء عدا موقفهما من دعم تل أبيب، فهما يمكن أن يختلفا في اهتمامهما بمشكلة الاحتباس الحراري، بكيفية محاصرة ثقب الأوزون، بمشكة الأمن الغذائي في العالم، بطرق مكافحة الإيدز والفقر والجوع في القارة السوداء، وحتى في المواضيع الخاصة بالمجتمع الأمريكي كالضرائب وقانون مكافحة الإرهاب والتأمين الصحي ومكافحة البطالة، إلا أنهما لا يمكن أن يختلفا في دعمهما لإسرائيل، وإن كان الجمهوري أقرب من الآخر إلى تل أبيب.

لذا فأنا واحد من الذين لم يصدموا بما صرح به أوباما مؤخراً، لأني على ثقة بأنه مهما اختلف الحزبان الديمقراطي والجمهوري في المواقف، فإنهما لن يختلفا بموقفهما من موضوع أمن وحماية الكيان العبري، مهما اختلفت الوجوه والأسماء، ومهما اختلفت التواريخ والأماكن، سواء كنا في القرن الحادي والعشرين أو في القرن المليون مادامت المصالح هي التي تحدد سياسة الدول الكبرى، وما دام ميزان القوة يميل في مصلحة تل أبيب على حساب الأمة العربية كلها كما هو في الوقت الراهن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس