الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مغايرة...إلى الآنسة نون

إسلام يوسف

2008 / 6 / 10
الادب والفن


بى .إس:لا ألومك إن إستعنتى لفك رموز الكتابة بالمعجم


هل تريدين أن أكتب فيكى الشعر....."أنا مُتعَب أكثر مما تتصورين"!
الكلمات لها عندى وقع شديد أكثر من رؤيتى للأشياء التى ألمسها بيدى و أتحقق من وجودها. كلمة واحدة عندى بمثقال جبال من الذهب و المرمر، أعطى للكلمات حقها من الفهم و التأويل و التساؤل، و أقلبها على أوجه متعددة......لست بارعا فى تسطير الجمل الناقصة أو الجمل المحتشدة بالمعانى القاسية الذائدة عن الحاجة.....هل يكفيكى الشعر لأفصح عنكِ, أجلو تفاصيلك الكثيرة المترعة بكأس النشوة.

أحيانا ما يصبح الشعر عبئاً على وصف الحقيقة، و خاصة عندما تكون حقيقة ضامرة، مختبئة خلف جدران كثيفة، حقيقة مدفونة فى باطن الأرض، لا تكفى سنوات و سنوات كى أصل إليها.

هل يكفى ما أقول، أعطيت للقول صفة الإطلاق، ليست لدية القدرة على......
التوقف، بحورٌ تتخلق لا تفيض فلدى الأرض متسع لاحتواءها.....صورتك ثابتة لا تهتز، فقط ما يهتز هو عدسة الكاميرا فى يدى، لا أصبر على إحتمال الجمال المنبعث من روحك المتمردة التواقة لكسر كل الأغلال و خلق المطلق لديكِ، كل شىء تصفينه بالنسبية إلا أنتِ، فأنتِ فى نفسك مطلقة و أبدية، غير متقبلة للزوال.

حتى لا تحدسى كلامى بشكل مغاير لا يعتمل فى نفسى.....الحق أقول لكِ
ليس حباً ما أتطق به....حب سنين الصبا الأولى لم يعد ماثلاً فى نفسى، إنى أخشى الألم و لكنى أطيقه، لا أبحث عنه و لا أجرى خلفه، أحاول الإبتعاد قدر الإمكان، أضع للمعانى حدودها، أخلق نقاطا للحروف، مسميات للأشياء.


وهبتك نفسى على طبق من كلمات موشاة، ليست هبة للتملك، إنما لإمعان النظر و الرؤية عن قرب، كما أنى وهبتك عن رضىً قدرة تصحيح أخطائى الإملائية، آثرت أن أنزع ورق التوت عنى مقابل اكداس الأوراق الخضراء التى تغطى حتى وجهك و عينيك، ليست لى القدرة على قطف الزهور الغضة، مكانها الثابت فى الدغل الذى يحوط روحك يعطينى مساحة للإرتياح و السكون.
لا أسعى لجلاء غيبك المكتنز، غموضك الآسر يعطينى فسحة للتمسك و المحاولة الفاشلة، ثم إعادة المحاولة مرة أخرى و مرات.

عندما نكشف الحقيقة نكون قد وصلنا لنهاية الطريق، لكنى أسعى أن يكون طريقى أبديا لا نهائياً...يمنحنى مساحةً للدهشة من معرفةٍ جديدة.
مساحةً للفقد أضمرها فى قلبى، حتى حينما أوقن أن الفقد آتٍ لا يغالبنى البكاء، حالة الفقد توقظ الطفل الصغير النائم بداخلى
أطلب منكِ لا توقظيه، إتركية ينام فى ثبات كالملائكة، و إن تقلب و تململ فى فراشه..هدهديه و طبطبى عليه و غنى له حتى يهدأ و ينام؟

أضع أسئلةً و أمنحها إجابة...لماذا تظنين الأسئلة دائمة موجهة إليك؟..، سهامها تنبعث منى لتصل إلىّ..أنا السائل و المسئول....تراوغين، تجعلين من أجوبتى أرحاماً لأسئلةٍ جديدة و تجعلين هوامش الإجابة أسئلةً مستفزة ترشقينها بعلامات التعجب!!!!!!!!!!
مهما تكررت أسئلتى و إنهمرت فهى مجرد صدىً لسؤالٍ واحد مدموغ بالتعجب!!!! أليست إقامة البشر على هذه الأرض ضرباً من اللا معنى؟

تمتلىء حياتى بالأضداد، الخواء و الزخم، الوحدة المترعة بالصحبة، الغربة الممتلئة أسىً و مرارة فى مكان صحوت فيه صغيراً لأجدنى فى لفافة بيضاء على عتبته.، ثورة كسولة مُلصقة أقدامها بغراء قوى على أرضٍ ثابتةٍ لا تمور.، قهرٌ مسكونٌ بالخزى.

لا أنكر صراعاً محتدماً ممتداً فيما بيننان شرز النار لا يصدر عن حجر واحد و إنما عن حجرين يصتدمان فيولدان شارة تنطفىء، ثم تعاد الكرّة ليشتعل حطب أيامنا، يضىء لنا فى العتمة و يدفئنا وقت البرد و يدرأ عنا ذئاب الصحارى...هذا الصراع أطلبه، إنه يضرم النار، يخلق شيئاً من لا شىء، النار تجلو معادن ارواحنا، و تضىء أركاناً من أنفسنا معتمة...... أحياناً كثيرة نحس حرارتها و نشم إنصهار الجلود، لكن الجلود لها القدرة على التشكل و إعادة البناء من جديد تاركةً ندوباً شوهاء يتقبلها أحدنا الآخر بمودة لنكمل المسير.

الدبة التى قتلت صاحبها لتهش عن وجهه الجميل ذبابة....لم تكن تقصد إيذاؤه، لكنها ستعدم رميا بالرصاص، ليست جريرتها و إنما جربرته هو لأنه آوى دبة تخفى مشاعرها عن البشر القاطنين حول كوخه، كانت قناعاتهم أن الدببة شريرة و متوحشة و من آكلى لحوم البشر لذلك إقتصوا منها، و لو عاد للحياة مرة أخرى لصفح عنها لأنه هو الوحيد الأدرى بمشاعرها نحوه،و أنها لم تكن تقصد..سيلثم يدها و ينتقم من الذبابة.
كانت حكايتك عن الدبة ممتعة و تحليلك المناقض لى أروع رغم ماديته نوعاً ما، لكن تحليلى هو الأروع بالنسبة لى لأنه أيقن أن الدبة لم تكن قادرة على التحدث و الدفاع.......أتساءل..هل تحبين الدببة؟

نظرتك الأرستقراطية..عبثاً أسميها هكذا، نبرتك المتعالية تمنعنى احياناً من الإسترسال فى الإفصاحن منطقك الجدلى ينم عن عنفٍ طفولىّ يكافئه عنف شاعرىّ تستلبينه من أغوار نفسى، لا علم لى بحالى عندما أجد نفسى متلبساً بجَيَشَانٍ حكائىّ إعترافىّ لما يدور فى خلدى و روحى، تاريخ الأم المسطر على خلجات وجهى يهرب إليكِ مستجيراً ، مفصحاً بنهنهةٍ خفيضة فتربتين عليه فى وداعة أم.

أخشى ما أخشاه هو الركود، المياه الآسنة تخلق متنفساً للعطن، و تجد الحشرات الهائمة على سطحها بيئةً مناسبة، أحب الهزات العنيفة، الرمال على شاطىء مدينتك الساحلية ليست رمال كل يوم، و لا الموجة التى أراها الآن قادمة تتكسر على رمال الشاطىء هى نفس الموجة التى تليها أو التى أراها فى نغس اللحظة فى اليوم التالى، ضرباتك العشواء لا تقصم ظهرى بل تزيده حدة، الهدوء الذى يرتسم على صفحة وجهى يخفى بركاناً هائلاص تفور منه حممٌ لا تخبو نارها ...عذراً علت نبرتى قليلاً ...ليس من عادتى علو النبر..صوتى أشبه بالهمس عادةً ..هل تلتمسين لى "العذر"؟!..ربما


تبق أشياءٌ كثيرٌة لم أقلها بعد


أشكرك


بى .إس:الرسالة قابلة للتأويل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا