الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا تعيد 11 قطعة اثرية الى العراق ..انا ساعيد 110 قطعة

علاء الهويجل

2008 / 6 / 11
كتابات ساخرة


كان من المضحك المبكي ان ارى يوم امس وزارة الخارجية العراقية وهي تحتفل باسترجاع 11 قطعة اثرية من الولايات المتحدة الامريكية بعد ان كانت نهبت من المتحف الوطني العراقي ابان حرب حرية العراق في مارس 2003 .
المأساة المضحكة هذه المرة ليس لكون الآثار المسترجعة مزورة كما فعلت سوريا حين أعادت الى العراق 701 قطعة معظمها مزور كما كنت أوضحت في مقالتي السابقة هنا , فأمريكا دولة ذات مصداقية وكل القطع التي اعادتها الى العراق هي قطع اثارية حقيقية مائة في المائة غير ان المأساة هنا ان واشنطن انشغلت ب11 قطعة اثرية فقط وانشغلنا نحن عن ملايين القطع التي تسرق يوميا من العراق .
امريكا كانت ولازالت دولة متحضرة لذا كانت ترى في ال11 خاتما اسطوانيا اثريا قضية هامة , فخاطبت الخارجية العراق عن طريق دائرة الهجرة والكمارك الامريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي في مدينة فلادليفيا ثم اعدت ما اعدت لأرشفة وتوثيق تاريخ الاختام , بينما لا ارى من وزير السياحة والاثار العراقي ما يوازي هذا الاهتمام وهو يخسر ( ويخسر معه العراق) يوميا مئات القطع الاثارية على يد السراق وتجار الاثار والمهربين بدون ان يحرك ساكنا .
واشنطن ربما صرفت نحو عشرات الاف الدولارات لتامين عودة هذه الاختام ال11 الى العراق , ليس لشيء فقط لان الاثر بالنسبة لها يمثل حضارة وتاريخ وهوية ورمز وعنوان .
اما بغداد فإلى الآن لم تبذل ولو دراهم معدودات للحفاظ على آثار لازالت في باطن الارض , هي اغنى واكثر قيمة واجمل وهي تسرق كل يوم من وسط وجنوب وشمال العراق .
وما أضحكني حد البكاء هو ما اورده صديق لي حيث كنا في مكتب استنساخ صغير وقد حضر احد الأشخاص الطاعنين في السن , لنسخ هويته الشخصية وتبين لنا من هويته انه حارس مواقع أثرية, حينها تحدثت لصديقي عن خبر اعادة 11 قطعة أثرية من واشنطن الى بغداد , فضحك صديقي حتى بانت نواجذه .
حينها سألته ما المضحك المبكي الى هذا الحد قال اني ارى ان الحارس الذي كان هنا ينسخ هويته , قادر على ان يجهز بغداد ب110 قطعة اثرية على شكل هدية وبدون مقابل بدلا عن القطع ال11 التي عبرت المحيطات نحو بغداد .
وانا هنا لا اقدح في الرجل الحارس او اخدش شرفه وامانته لكني هنا انقل واقع حال بدء يترسخ في اذهان العراقيين هو ان حامي الاثار حرميها وان الاثار اصبحت مبتذلة في الشارع العراقي الى الحد الذي صارت فيه بلا قيمة .
كما اني لا انتقص من شخص وزير السياحة والاثار العراقي لانه احتفل بعودة 11 قطعة امام الاعلام ولم يعبأ بما ينهب يوميا من المواقع الاثرية في كافة الاراضي العراقية , غير اني اكتب هنا لمطالبة الوزير بتغيير واقع الحال وفرض هيبة الاثار على غرار هيبة الدولة وهذا لن يتحقق بلا قيادة قوية من شخص بمستوى الوزير .
فكل شيء في العراق اصبح يحضا بالهيبة والاحترام سوى الاثار العراقية وعلى ذلك امثلة كثيرة لا يمكن ان تحصى في مقال واحد غير اني اورد امثلة لامتهان الاثر العراقي حيث لم يمتهن شيء مثله من قبل .
فمثلا القوات المتعددة الجنسيات كانت حريصة دائما على ان تعلم جنودها التقاليد الشرقية واحترام العادات العربية والاسلامية ووفرت لجنودها دورات متخصصة في هذا المجال وفي المقابل فان العراقيين كانوا دائما ثوارا لا يشق غبارهم اذا اساء اي جندي لتعاليم الاسلامية او العادات القبلية والتقاليد العربية المورثة .
لكن هل سمعنا عن توصيات لجنود متعددة الجنسيات من قبل دولهم عن حماية الاثار العراقية وحفظ كرامتها وصيانة مواقعها بل على العكس فقد نقل لي احد الأصدقاء ان القوات الايطالية التي كانت منتشرة في مدينة الناصرية سرقت ما سرقت من الاثار بالتعاون مع عدد من المترجمين وصغار تجار الاثار وبعض المسؤولين .
بعض المعنيين اكدوا لي ان الهجوم بسيارة مفخخة الذي استهدف القاعدة الايطالية في الناصرية هو الذي كشف الامر حيث تم العثور على بعض الاثار في حطام القاعدة .
والانكى من ذلك فقد نقل لي بعضهم ان جهات دينية مقربة من الحكومة العراقية هي الاخرى باتت تضغط على مسؤولين في دائرة الاثار العراقية لتسهيل الاستحواذ على بعض المخطوطات العراقية ونسخها والاتجار بها بطرق خارجة عن القانون العراقي .
كل ذلك يدخل ضمن التهاون الحكومي في مجال الاثار والحفاظ عليها وكله يعود كذلك الى ان بغداد لم تفكر لغاية الان بصولة فرسان تضرب بها رؤوس التهريب والسرقة في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات


.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة




.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق