الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السباق مع الزمن

عزيز العراقي

2008 / 6 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


رغم كل الانتقاصات التي اطلقها البعض على رئيس الوزراء السيد نوري المالكي , سواء شخصية مثل نزع الرباط عند مقابلته للمرشد الاعلى السيد علي خامنئي , او مثلما يدعي احد ( العارفين ) بالتقاليد الشيعية والايرانية من ان المالكي قبل يد خامنئي , ودليله ان بداية الاستقبال تم حجبها عن التلفزيون وليس مثلما تم تصوير الاستقبال بين المالكي ورئيس الجمهورية نجاد او مع وزير الخارجية متكي او رئيس البرلمان لاريجاني . والجانب الآخر في هذا الانتقاص هو فشل رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له في عدم امكانية تسويق الاتفاقية المزمع عقدها بين العراق واميركا للقيادة الايرانية . ونسى هؤلاء ان هذا " الفشل " دليل الاصرار والوضوح على تمييز المصلحة العراقية وضرورة احترامها من قبل الطرف الايراني .

لقد كانت النية المعلنة للوفد العراقي ان يقدم ادلة حول التدخل الايراني في الشأن العراقي , ومساعدته لبعض المليشيات والخارجين على القانون . وتحول الاهتمام الاعلامي وسبب الزيارة الى التأكيد على ان ايران لن ترضى بعقد الاتفاقية ما لم تضمن لها دور اقليمي رئيسي في ترتيب اوضاع المنطقة , والنقطة الاخرى المهمةهو ان الوفد العراقي اكد على ان العراق دولة ديمقراطية ولايمكن ان يكون دولة طائفية مثل النظام الايراني . ويبدو ان سرعة تطور الاحداث , والكشف عن رفض العراقيين للبنود المجحفة مع الامريكان فرض توجهات جديدة للزيارة , ودفع ذلك النظام الايراني لفرض جلسة امنية لم تكن ضمن البرنامج كما سربت الاخبار . ويبدو ان السيد رئيس الوزراء كان واضحاً في الدفاع عن المساحة العراقية مما استدعى دعوة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس " المجلس الاعلى " الى طهران بحجة اكمال العلاج , وهو الاكثر ثقة لدائرة صنع القرار الايراني من اية شخصية شيعية اخرى .

المفاوضات لم تكن بالسهولة التي جرت مع الوفود السابقة , وبالذات الموقف من وفد " الائتلاف " الاخير الخاص بانهاء الصراع مع التيار الصدري , حيث رفض الالتقاء به من قبل اغلب المسؤولين الايرانيين . وحسم الموقف الايراني المرشد الاعلى بعد ان تم التركيز من قبل وسائل الاعلام بفشل الزيارة ان لم يلتقي المالكي مع المرشد الاعلى , والنظام الايراني حريص كل الحرص على ان يظهر تماسك وحدة الموقف الشيعي, والذي بدونه تكشف حقيقة نواياه القومية , وكان المرشد الاعلى واضحاً كل الوضوح حينما اكد : ان وجود الامريكان سبب كل مشاكل العراق , ومن الواجب الشرعي مساعدة العراقيين في افشال الاتفاقية وطرد الامريكان .

المالكي ذهب الى ايران وفي جعبته موقف يكاد ان يكون اجماع لكل الاطراف العراقية على رفض البنود المجحفة في مسودة الاتفاقية مع الامريكان , واكد المالكي للايرانيين بان العراق لابد له من ان يعقد الاتفاقية مع الامريكان لحاجته اليها اولاً , وثانياً لضرورات ترتيب العلاقة مع الدولة المحتلة . ولكن بالشروط العراقية, وما يهم الايرانيين منها ان لايكون العراق جسراً للاعتداء على دول الجوار . ومما لاشك فيه ان التطور الامني وخطوات المصالحة الوطنية رغم تعثرها وضعت الارضية لظهور هذا الموقف العراقي المتميز , والبعيد عن الطائفية ومحاصصاتها القاتلة . والذي يكاد ان يكون الاوضح في عراقيته منذ سقوط النظام ولحد الآن , رغم التعتيم الاعلامي عليه ومحاولة تصويره بالفشل الحكومي من قبل حثالات الفكر القومي والطائفي في قنواتهم الفضائية ووسائلهم الاعلامية الاخرى .

ان نهوض التوجهات العراقية بحاجة الى دعم واسناد كل الاطراف الوطنية لكي تكون خطواتها اكثر ثباتاً , ولا تتعرض الى انتكاسات وهزات لاتزيد الا في امد المعاناة لهذا الشعب المنكوب . واشتداد الصراع بين المشروعين الامريكي والايراني يوضح مدى تبني الطرفين لاعتبار العراق هو الطريق المفضي لتثبيت نفوذ اي الطرفين على المنطقة بأسرها . الامريكان لن يفرطوا بالعراق بأي حال من الاحوال , ويستعدون لمواجهة عسكرية تنهي طموحات ومنافسة النظام الايراني . والنظام الايراني بعد ان فشل في استدراج المواجهة المبكرة مع الامريكان عن طريق انقلاب حزب الله في لبنان , وما كان يمكن ان يتركه من اولويات جديدة , يجد نفسه امام تفريط بمنجزاته التي حققها في العراق وعن طريق من كان يعتبرهم ادواته من الاحزاب الشيعية العراقية . وسوف لن يترك اية وسيلة للحفاظ على هذه المنجزات بما فيها ذيوله الذين اخذوا يزاودون على العراقيين في وطنيتهم . وليس امام العراقيين الا مشروعهم الوطني فقط , الذي ينقذهم من شر الطرفين ومن اتباعهم في العراق والمنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة