الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبة من صنع حماس

مردخاي كيدار

2008 / 6 / 13
القضية الفلسطينية


في هذه الأيام تنشر وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بما فيها شبكة الانترنت الكثير من استفتاءات الرأي العام العربي عامة والفلسطيني خاصة عما يراه الناس فيما يخص سلطة حماس في قطاع غزة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستيلاء حماس على القطاع.
وقد نشر الكثير من المعطيات الإحصائية عن نسبة البطالة ونقص المواد الغذائية وتلوث مياه الشرب ونفاد الوقود وشح الخدمات الطبية وانقطاع التيار الكهربائي وكم الأفواه وانعدام الأمن والأمان وعنف شرطة حماس والشعور العام بالإحباط الشديد وعدم الثقة بالقيادات وبالتالي الرغبة الشاملة تقريبا في الهجرة أو حتى الهروب من القطاع. والنتيجة الحتمية لجميع هذه الاستفتاءات هي أن حالة القطاع التي كانت سيئة في حزيران 2007 أصبحت أسوأ بكثير بعد مرور عام على خروج أهالي القطاع من تحت دلف السلطة ليجدوا أنفسهم تحت مزراب حماس. والسبب الرئيسي في انهيار الأوضاع في القطاع واضح لأن زعران حماس الذين يتمسكون بزمام الأمور في هذه المنطقة المنكوبة لا علم لهم لا بالسياسة ولا بالاقتصاد ، لا بالهندسة ولا بالبنى التحتية ، لا بالصحة ولا بالكهرباء وهم يتلاعبون بمصائر الناس بصورة ارتجالية وكأن أهالي القطاع ليسوا إلا مجموعة من بيادق على رقعة الشطرنج.
ولكن لب المشكلة يكمن في أن هؤلاء الشباب الذين يطلقون على أنفسهم ((حركة المقاومة الإسلامية)) لا يشعرون بأدنى قدر من المسؤولية حيال من يدعون الدفاع عنهم فالاستقالة ليست في قاموسهم بالرغم من الفشل الذريع الذي منوا به طيلة العام الماضي وفي كافة المجالات وجميع الأصعدة ولذلك نجدهم يلجؤون إلى إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل والرمي باتجاه القرى الإسرائيلية المحيطة بالقطاع بهدف لفت أنظار أهالي القطاع عن الأوضاع المأساوية التي يعيشونها وهم يستخدمون إسرائيل مرة أخرى كشماعة لتعليق إخفاقاتهم عليها.
وها نحن مقبلون على اكتمال العام الأول لسلطة حماس في القطاع وليس هناك في الأفق أي بصيص من الأمل وأبناء غزة المغلوب على أمرهم مجبرون على المضي خلف عازف الناي من هملين وهو يقودهم إلى نفق مظلم يؤدي بهم بالضرورة إلى الهلاك. والأغرب هو أن الله سبحانه وتعالى أمر الإنسان ((ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة)) فإلى أين يقود شباب حماس شعبهم إن لم يكن إلى التهلكة تحت الشعارات الجوفاء عن الجهاد والصمود والمقاومة والممانعة وعبارات رنانة أخرى ليس وراءها أي شيء سوى الفشل والإخفاق وانهيار كل شيء في القطاع . وإن لم يكن هذا الوضع المأسوي مؤسفا ومصير الناس في القطاع مبكيا ، لكنا نضحك من غباء زعران حماس ومن سخافتهم التي لم تأت لشعبهم إلا بنكبة موديل 2008 من صنع حركة حماس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب


.. أحمد الحيلة: قرار الجنائية الدولية بحق إسرائيل سيحرج الدول ا




.. في ظل تحذيرات من تداعيات عملية عسكرية.. مجلس الأمن يعقد جلسة