الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة العراقية الساخرة تعاود الظهور بعد غياب اربعين عاما

قصي المسعودي

2008 / 6 / 13
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


بعد غياب استمر اكثر من اربعين عاما عادت الصحافة الهزلية مجسدة في الكاريكاتور المتحرر من القيود الى الظهور مجددا في العراق عبر اطلاق مجلة "الفلقة"التي تعتمد الكتابات الساخرة والانتقادات اللاذعة.ويقول رئيس تحرير المجلة التي بدأت تصدر في كانون الاول الماضي الرسام حمودي عذاب "منذ منتصف السبعينات حتى قبل سقوط النظام السابق تحول فن الكاريكاتور الى مجرد نوع من السخرية السطحية (...) كان فنا مقيدا لا يسمح له بالتوغل في معاناة العراقيين اليومية".ويضيف "بعد المتغيرات في البلاد وجدنا فضاء واسعا من الحرية وهذا ابرز اسباب ظهور هذا الفن الساخر مرة اخرى عبر اطلاق +الفلقة+ التي تدافع عن الطبقات الشعبية والمسحوقة وتحض السياسيين والحكومة على الرأفة با لعراقيين".يشار الى ان الكاريكاتور كان منذ سبعينات القرن الماضي موظفا في خدمة محاور ايدولوجية بعيدة كل البعد من هموم الناس.و"الفلقة" مفردة شعبية تعني انزال العقاب بشخص عبر رفع قدميه وربطهما ليتلقى ضربا بعصا رفيعة. وشعار المجلة عراقي يتعرض للضرب بهذه الطريقة.وقد ظهرت الصحافة الساخرة المعتمدة على الكاريكاتور في العراق ابان ثلاثينات القرن الماضي وبينها مجلتا "القنديل" و"المتفرج" وصحيفتا "حبزبوز" و"قرندل" ومن اشهر كتابها نوري ثابت وحميد المحل واخرون.وكانت هذه المطبوعات تستخدم التعابير البغدادية لغويا والملابس الشعبية والملامح المحلية في رسومها وقد واصلت مسيرتها حتى الخمسينات.ويتابع عذاب ان المجلة "تصدر شهريا ويوزع منها ثلاثة الاف نسخة وليس هناك من يمولها وهذا هو هدفنا لتكون مستقلة عن تأثيرات حزبية او طائفية والعاملون فيها متطوعون بدون اجور بل يعتمدون على ايراداتها".وحول ردود فعل السياسيين على الانتقادات التي توجهها المجلة يقول ان "المسؤولين يتعاملون مع ما نطرحه بحساسية ويتقبلونه مرغمين لاننا لا نعتمد التجريح (...) ونذكرهم بان عليهم ان يتقبلوا الانتقاد الصريح في العراق الجديد".يشار الى ان الكاريكاتور بقي غائبا عن الصحف اليومية بعد متغيرات العام 2003 باستثناء عدد قليل منها لا يزال يخصص له مساحة لانتقاد الوقائع الحياتية وخصوصا ما يتعلق بالخدمات.وشهد فن الكاريكاتور منتصف الستينات طفرة نوعية بعد التأثر بمدارس خارجية وظهرت خلال تلك الفترة اسماء بينها بسام فرج وغازي الخطاط وبعدهما ضياء الحجار والراحل مؤيد نعمة.وتتناول صفحات "الفلقة" احداثا محلية وسياسية عبر تعليقات ورسوم كاريكاتورية تعكس ما يتعرض له مواطنون من قبل بعض الدوائر الرسمية وتكشف ما يجري فيها بعيدا من اي رقابة او محاسبة حكومية.ويقول الاعلامي جمال كريم لوكالة فرانس برس "لفن الكاريكاتور تأثيره القوي والمباشر على مختلف فئات المجتمع فهو قادر على التقاط اكثر مظاهر الفساد السياسي او الاداري او المالي التي يخشاها المفسدون".ولا يقتصر ظهور الكاريكاتور على بغداد فقد شهد اقليم كردستان ظهوره ابان تسعينات القرن الماضي.ويؤكد الكاتب الكردي عبد الرحمن باشا ان "اول ظهور حقيقي للكاريكاتور في كردستان كان بعد انتفاضة اذار 1991 عندما توافرت اجواء من الحرية. وظهرت مجلتان العام 1997 الاولى في السليمانية +سيخورمه+ والثانية في اربيل +ملا مشهور+". ويضيف ان "المسؤولين الحكوميين لم يألفوا هذا النوع من الصحافة ولم يستسيغوا اعمال رسامي الكاريكاتور والكتابات الساخرة وقد تعرض الكثير من الرسامين والكتاب الى التهديد بينما كانت الاوضاع غير مستقرة في اقليم كردستان آنذاك". ويتابع ان "صحافة الكاريكاتور في اقليم كردستان قطعت شوطا كبيرا وظهرت مطبوعات جديدة منها مجلة +دهوك تايمز+ و صحيفة +كه ب+ التي تتناول الظواهر الاجتماعية والقضاياالساخنة ولو بدرجة اقل".من جهته يرى الصحافي سامي حسن ان "الكاريكاتور سلاح ذو حدين فهو يضحك ويبكي في آن واحد (...) ويمكن للرسام من خلال تعليق بسيط ان يفك الغازا محيرة للقراء في بعض الاحيان (...) والبساطة في نقل الفكرة الى الواقع مطلوبة في مجتمعنا حاليا لكثرة المشاكل التي نعانيها".اما رسام الكاريكاتور احمد الربيعي من صحيفة "الصباح الجديد" فيقول ان "الصحافة هي المكان الطبيعي للكاريكاتور لانه يتحدث بجرأة عن قضايا الناس وهمومهم بشكل ساخر ويعتمد المفارقة والمبالغة لوضع الخطأ بشكل مؤثر امام القارىء حتى يصبح مكروها من جانب المسؤولين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة