الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحتاج الاتفاقية نحن أم أمريكا؟؟

حسين علي الحمداني

2008 / 6 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


حديث الاتفاقية العراقية الأمريكية طويلة الأمد يكاد يكون أكثر المواضيع التي تشغل الرأي العام العراقي سواء على مقاعد البرلمان أو على ناصية الطريق كما إنها تشغل حيزا واسع المدى خاصة وان موعد إبرامها الأولي بين بغداد وواشنطن قبل حلول موعد الحادي والثلاثين من شهر تموز يوليو المقبل، وهو موعد خفض العديد من القوّات الأميركية .
وفي الأيام الأخيرة بالذات تعالت الأصوات التي تعارض الاتفاقية وتحاول على ما يبدو استغلال هذه الاتفاقية لإغراض انتخابية خاصة وأننا مقبلون على انتخابات مجالس محلية للمحافظات والاقضية وبالتالي فان الجميع يحاول كسب الجميع من خلال اثارت المشاعر ومحاولة خلط الأوراق قدر الإمكان.
علينا إذن أن نناقش الأمور بهدوء وبعيدا عن العواطف التي ربما تجعلنا نتصرف خارج نطاق الحكمة المطلوبة في هذا الوقت بالذات.
على العراق ومع نهاية اليوم الأخير من عام 2008 أن يوجه خطاب إلى مجلس الأمن الدولي يحدد فيه موقفه من القوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فأما يطلب تمديدها عام آخر أو يطالب برحيلها فوراً. وبالتالي فان الحكومة العراقية لن تتخذ هذا القرار بمفردها وإنما عن طريق مجلس النواب الذي سيصوت على احد المشروعين المقدمين في حينهما وبالتالي أي قرار تتخذه الحكومة بناءا على قرار البرلمان والأرجح هو تمديد البقاء للقوات المتعددة الجنسية وهذا يعني بقاء العراق كدولة محتلة بموجب قرار أممي ويظل العراق يعاني من البند السابع.
لذا من مصلحة العراق في المرحلة الحالية السعي للخروج من صفة الاحتلال التي لازمته منذ عام 2003 حتى هذه اللحظة والتي فرضت عليه كتحصيل ونتيجة حتمية لخسارة حرب غير متكافئة وربما الاحتلال الأمريكي للعراق ليس من مسؤولية الحكومة العراقية الحالية بقدر ما هو أرث تركه النظام المقبور وتحاول الحكومة العراقية التخلص منه أو التخفيف على أقل تقدير. وعلى الجميع أن يدرك أن النظام المقبور ترك العراق دولة محتلة!!
لذا فأنني اعتقد أن عقد أية اتفاقية مع أمريكا يعني فيما يعنيه ايجاد صيغ تعامل جديدة مع واشنطن خارج نطاق قوة الاحتلال ذاتها , ثم إن العراق وبسقوط النظام الدكتاتوري أصبح جزء مهم جدا من التحالفات الإستراتيجية الأمريكية ألان وفي المستقبل وبالتالي ينضم العراق إلى دول الخليج العربي التي تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية من أراضيها قواعد عسكرية منها مؤقته كما كان الحال في المملكة العربية السعودية ومنها دائمية كما هو في الكويت وقطر والبحرين والأردن وتركيا والباكستان واليابان وكوريا وألمانيا والعديد من دول أوربا وآسيا. وهذه الدول رغم وجود قواعد أمريكية فيها لم تفقد سيادتها ولم تدرج ضمن الدول التي تحتلها أمريكا ولم تفكر شعوبها وأنظمتها ومعارضتها بطرد الأمريكان أو إنهاء تواجدهم فيها وهنالك دول أخرى تسعى وتقدم الكثير من الطلبات لبناء قواعد أمريكية على أراضيها.
وأجد من الضروري جدا على السياسي العراقي سواء كان ضمن الحكومة أو المعارضة عليه أن يجيد التعامل مع أمريكا وأن يتعامل بواقعية لا بالشعارات ولا يحاول خداع المواطن العراقي البسيط بشعارات فارغة وكأنه يستخف بالعقول العراقية التي ظلت تردد هذه الشعارات عقود من الزمن وفي نهاية المطاف وجدت نفسها محاطة بركام وطن تنهش به دول الجوار كل حسب رغبته.
والمطلوب من السياسي العراقي الآن وفي المستقبل أن يعمل لمصلحة شعبه ووطنه بعيدا عن كل أجندة يحملها من خارج الحدود ويحاول تمريرها من اجل إرضاء رغبة أمير أو شيخ أو ملك لأن هذا السياسي الذي أوصله الشعب لقبة البرلمان ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية يريد منه أشياء عديدة في مقدمتها بالـتأكيد رفاهية الشعب وديمومة الحياة في هذا الوطن وأن لا يظل العراقي ينظر إلى المواطن الخليجي المرفه أيما ترفيه على أنه أفضل منه ويطمح للوصول إلى ما وصل أليه وربما يسال البعض كيف أصبح المواطن الخليجي في هذه البحبوحة من العيش؟ الجواب بالتأكيد لا يحتاج إلى لحظات تفكير طويلة بل إلى كلمتين ليس إلا (( أمريكا صديقتنا)) وأتذكر جيدا حادثة وقعت أمامي في خريف عام 1989 وكنا مجموعة من في زيارة لكربلاء المقدسة وفي احدى أماكن الاستراحة وبالمصادفة كان هنالك رجل كويتي وعائلته أدوا الزيارة وركنوا للراحة وجرنا الحديث عن التضامن العربي ودور العرب في دعم العراق والى آخر الكلام وفجأة قال أحد الأشخاص للكويتي لولا العراق لاحتلت إيران الكويت ؟؟ ضحكت الكويتي وقال بالحرف الواحد لا أحد يستطيع احتلالنا لأن عمق الكويت الـ U S A !!! ربما البعض لم يفهم هذا حينها واستنكر على الرجل تنكره للعمق العربي ولم يقل أن عمقنا الأمة العربية ولكن كلام هذا الرجل ثبتت صحته بعد عام ليس أكثر حينما حررت الولايات المتحدة الكويت.
نعود لحديثنا عن الاتفاقية المزمع عقدها مع أمريكا والتي ربما وأقول ربما تنظم تواجد القوات الأمريكية في العراق لفترة طويلة وهذا التنظيم بحد ذاته نحن نحتاجه الآن أكثر من أي وقت آخر نحتاج غياب المصفحات الأمريكية من شوارعنا وتحل بدلها مصفحاتنا ونحتاج غياب الجندي الأمريكي من الشارع ليحل محله العراقي الذي اعتدنا عليه واخذ دوره بشكل جيد في السنة الأخيرة وبالتالي علينا أن ننظر إلى الجوار العراقي ومن جميع الجهات لنكتشف أن الجميع لديه الرغبة والرغبة الجامحة للنيل منا بطريقة أو بأخرى.
أذن على السياسي العراقي أن يتصف بالحكمة والعقلانية وان ينظر لمصلحة البلد والمواطن وان لا ينجرف في شعاراته وان لا ينسى انه عراقي وأن أخيه العراقي الآخر في الجنوب والوسط والشمال يريد الأمن والأمان والاستقرار بعد أن أكلت الحروب حتى أحلامه. والآن في بداية مرحلة جديدة تتطلبها الخارطة السياسية للعالم خاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي طالت المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-