الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت في الأثير - الفضاء الرابع

غريب عسقلاني

2008 / 6 / 13
الادب والفن



إلى امرأة أرضية

قبل موعد النوة غادر النورس منارة عسقلان، بدأ الرحلة إلى هناك.. وقف على نافذتي، كنت مع الورق أشاكس امرأة أرضية تجدل من نبضي أوتار حكاية.أخذ النورس بعض أوراقي وطار, عندما عاد من الرحلة عاتبني
- لم أجد من حدثتني عنها في الأثير..هل تعيش الوهم يا صديق.؟
- هي تصعد عند منتصف ليل الخميس؟
- لم أكن قد وصلت إلى مدار المدينة بعد.
ورجوته أن يعيد أوراقي,وما كتبت عن معذبتي على الأرض.. راوغني النورس:
- البطاقات وصلت صاحبتها يا صديق.
- كيف ؟
قال انه بينما كان يستحم بأشعة الشمس في الأصيل. يعبر طقس الوجد. وتعبر فيه خيوط الذهب فتضيء على الأرض الكائنات, وقعت عينه على امرأة تجلس في شرفتها تغزل من خيوط الوقت شال.. هبط إلى حضنها..وشوشته:
- إلى أين الرحلة يا طائر الشمس وفي أي اتجاه؟
- عسقلان حيث يفقس البيض عن أفراخي كل عام.
- لي خليل غادر عسقلان في اللفة "ابن عام".
ترك النورس في كفها الأوراق.. قبلها وطار
-ماذا بعد يا طائر البحر العجيب؟
"ضحك الطائر.. قبلني وطار
****

بطاقة ولوج الكتابة

أن تسكن سيدتي معمل الكلمات تختبر الرؤى أمر يأخذ إلى الفرح. والدخول إلى الفرح يستدعي الدهشة لاسيما إذا كانت الكتابة زينة بلا رتوش صنعة.
أنتِ تعلني عنكِ. لا تهربي من ذاتكِ, لا تطرديها خارج المدار،غلفِّيها إن شئت بالأردية الشفافة, واعلمي أن الكتابة طقس عجيب، فادخليه بكل القدرات والأدوات، كل العري إلا من روحك.ِ راقصي الكلمات بشهوة، ينتظم الإيقاع واغمسي القلم في حبر التجربة تعرف الأشياء دروبها, تأتي الأسئلة على ضفاف مخلوق الكلمات العجيب.
جربي إن شئت, لا تلهثي بطاقة أكبر من مرجل قلبك, ولتشهدي كيف تلتقي المخلوقات الجميلة على البياض في الحضور الآخر للفرح..
إني أراك تخرجين من حبر القلب إلى شاشة الحاسوب.
لو تعلمين كيف يضيء الحبر روحي...
***

بطاقة الرقص على نغم مشترك

أجمل ما في رسالتكِ، أنك تناديني يا صاحبي، وأكثر ما أسعدني انك توصلتِ إلى سر العلاقة، فالصحبة هي ما ينشأ بين روحين تعزفان على إيقاع واحد، وترقصان على نغم مشترك, العلاقة يصعب تفسيرها بالمدركات، فهي تتغذى على ما يسكن الروح من أشواق ورغبات, وهو ما يجعل اللغة عاجزة عن تصويرها. فالأمر لإشارات الروح المحمولة على شفرات عجيبة.
ما أرقني طويلا هو الوصول إلى روح العلاقة، لكنكِ عثرت عليها، ما جعلني أتعرف على دقات النبض واللهاث ودبيب الدم الذي يفاجئني عندما يجمعنا المكان أو يفرقنا الزمان، فلا يملك الواحد منا إلا أن يحمل صاحبه ويتوحد فيه.
فهل أدركتِ كم أنت حاضرة فيَّ وكم أنت غائبة عني، وكم نعاني غربة الجسد ولهفة الروح، نجدل أيامنا على أجندة لا يقرأ صفحاتها غيرنا .
فهل في ذلك معضلة ؟
المعضلة أن نحيا تفاصيل روتين الأرض الذي يجعل الدنيا موات، فلا نملك غير الهروب إلى فضاء أبعد من سقف الأرض، لا يقيدنا المدى، يتوهج الواحد في الآخر قنديل يضيء كأس الزنبقة, ويصبح الوقت ميلادا جديدا. فهل أدركتِ يا صاحبتي؟ أم انكِ ما زلتِ واقفة عند حافة اليم، شاخصة تنتظرين بزوغ الشمس من نافذة الفجر، تأخذكِ ضفائرها الذهبية عارية كما الحقيقة..
****
بطاقة عن الرغبة والجموح

كان اختبار
طلعت عليّ امرأة راغبة هاربة, تركت بساط الأرض التحقت بالأثير, لكنها عادت, لم تستطع الإقامة في البيت هناك, فهي من اللواتي يمتلكن القدرة على التعايش مع الممكنات, يتعذبن بأشواق المكان, فهن في الأصل من نسل الجواري يتجملن للأمير.. في مخادعهن يحلمن وعند الصحو يطلقن السعال تعبيرا عن المعضلة.. والمعضلة أن تسكن الواحدة بين الرغبة في التجاوز والخوف من الجموح..
تلك الليلة خلتها أنتِ عندما غادرت, صحوت على صوتكِ يركبه الجنون, أدركتُ انكِ عاشقة.
وأنا فشلتُ في الاختبار.
****
بطاقة عصافير الحنطة

ها هي الرسالة تنتهي قبل أن تبدأ, خطفها النورس وطار, وبقيت مع روحكِ أحضنها وأبوح, أفتش في رسائلك المراوغة, أتوقف عند فواصل الكلمات, أتزود باللهاث, أرتدي عينيكِ, أقرأ ما بعد السطور, فانتظريني عند منتصف الليل, فأنا أطعم عصافيري حنطة شربت ماء المطر حتى الارتواء, وعصافيري غافية تسكن قلبي, في الليل أُطلقها..ترقد في كفيكِ, فأطلقيها من شرفة البيت هناك, قد تطرز العصافير وجه السماء وتضيء عباءة الليل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير