الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدستور العراقي وضياع هوية العراق

كريم التميمي

2008 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على احد ان الدستور هو وثيقة عهد بين الشعوب وحكوماتها تتضمن هذه الوثيقة مفاهيم عامة واولويات وشروط معينة تقوم بها هذه الحكومات اتجاه شعبها ، مقابل ان تحترم هذه الشعوب قوانين وانظمة هذه الحكومات ،وتختلف هذه المفاهيم والقوانين من دولة الى اخرى حسب الظروف الاجتماعية والسياسية والبيئية ، التي تميز هذه الدولة عن تلك

ولكن الشيء الوحيد الذي تشترك به كل دساتير العالم ، هو هوية البلد او الدولة التي يحكمها هذا الدستور او ذاك ، ، فكل دساتير العالم الديمقراطي او الدكتاتوري ،ملكي كان او جمهوري سواء كان نظامه

برلماني او رئاسي ، جميعهم لا يختلفون على هوية بلدهم ، الا العراق ، فهو حالة شاذة تختلف عن كل هذه الدساتيرحيث نلاحظ ديباجة الدستور العراقي تشير الا ان الشعب العربي في العراقي هو جزء من الشعب العربي في الوطن العربي ،وكأن العرب فيه لا يمثلون الا الاقلية والباقي هم الاكثرية ،! اي دستور هذا وهل يوجد له مثيل في بقية انحاء العالم ؟

هل نجد مثيله في الدستور الفرنسي او البريطاني او التركي اوغيرها من دساتير الدول التي تحكمها الانظمة الديمقراطية بالرغم من ان معظم هذه الدول لديها اقليات وقوميات عديدة تصل نسبتها الى اكثر من ثلث القومية الاصلية لهذا البد او ذاك ، ولكن مع ذلك نجد الى ان الدستور يشير وبصورة واضحة الى هوية البلد الاصلية مع احترام كل الحقوق التي تتمتع بها بقية الاقليات



فأين دستورنا العراقي من هذه الدساتير،والغريب في الامر ان معظم من شارك في كتابة الدستور ، يدعون انهم من اصول عربية ولا

يراهن احد على هويتهم العراقية وقوميتهم العربية ولكن كتبوا الدستور بهذه الطريقة المبهمة ، فالقاريء البسيط عندما يقراء دستورنا لا يعرف بالضبط هل هو دستور للعراق او لدولة اخرى غير موجدة على الخارطة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة