الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنها أكثر أمهات المعارك شرفآ !!!

جاسم محمد الحافظ

2008 / 6 / 15
السياسة والعلاقات الدولية


لا شك بأن الشعب العراقي بكل تشكيلاته الأثنية واصطفافاته الحزبية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ، قد وضع أمام ركام هائل من حطام إرث إقتصادي وسياسي وإجتماعي بائس وحزين ، خلفته له الدكتاتورية البعثية المندحرة ، في لحظة تأريخية من إختلال التوازن الدولي لصالح الإمبريالية الأمريكية ، التي إحتلت بلادنا ، خارج أطر الشرعة والقوانين الدولية المنظمة والظابطة للعلاقات بين الدول ، مما جعل الأمر أكثر تعقيدآ ، وألقي بنا في إتون حرب كان من أقذر فصولها الإستقطاب الطائفي الذي أفضى وللأسف الى مناوشات طائفية سرعان ما إكتشف الناس بعدها التدميري واللاأخلآقي ، وإتضح للمصممين الإستراتيجيين الأمريكين - وبعض الواهمين من أبناء جلدتنا - بأن هذه المكائد المعدة للشعوب الفقرة ، لا تنطلي على من له عمقآ حضاريآ كسكان ما بين النهرين ، اللذين لا تشكل الكبوات في مسار تأريخهم الطويل إلا فجوات سوداء تلتهمها إضاءات الفعل الإنساني المنير، لورثة سومر وآشور وبابل والعباسيين ، أولآئك الذين جابت أحفادهم شوارع بغداد ترقص جذلآ للحرية أبان ثورة 14 تموز الوطنية ، تلك التي وئدت على أيدي عصابة من محترفي الجريمة ،الذين كان آخر تكاليف نهجهم العدواني ، هو إحتلال بلادنا ، من قبل أكثر الأنظمة السياسية شراهة في نهب وإستغلال الشعوب ،وعليه فأن معركة التحرير والإستقلال هذه ، التي يخوضها شعبنا ضد فرض معاهدة مشبوهه ومناهضة لإرادته الحرة ومصالح وطننا، تعد من أشرف المعارك ، ويحق لنا أن نطلق عليها بأم المعارك فعلآ ، ولذا ينبغي أن نهب جميعآ للمساهمة في توفير شروط الظفر بها ، لأنها ستشكل الحد الفاصل بين الأستقلال الناجز و العبودية المذلة ، كما لابد من الإشارة هنا الى ضرورة رفع مستوى النشاط الدبلماسي العراقي الذي يؤخذ عليه عدم سعيه المتواصل والجاد لجعل القضية العراقية همآ دوليآ ، تشترك في حله جميع الدول المحبة للسلام والصديقة لشعبنا ، من إمريكا الاتينيه حتى إقاصي اسيا مرورآ بالدول الأفريقية . ولذا ينبغي تلافي ذلك الخلل دون تأخير لتشكيل أوسع جبهة لدعم إستقلال العراق إقتصاديآ وسياسيآ. مع ضرورة توظيف بعض الحقائق التي ستخدم المفاوض العراقي بشكل فعال وهي :
أ – تأكد الولايات المتحدة الأمريكية ، بإن غالبية العراقيين مهما إختلفوا وتصارعوا على مصالح أنانية ضيقة ، يتوحدون لمواجه المعارك المصيرية ، كمعركة الإستقلال هذه ، وإنني على يقين بأن جميع قوى شعبنا الحية ستلتف حول مؤسسات الدولة المعنية بالحوار مع الجانب الأمريكي ، وإن المغردين خارج هذا السرب والمتصيدين بالمياه العكرة ستلاحقهم لعنة التأرخ دومآ .
ب – محدودية المساحات المتاحة للإدارة الأمريكية ،في اللعب والمناورة الإسفزازية بسبب أجواء الإنتخابات الرئآسية القادمة ، وإتساع المطالبة الشعبية الأمريكية والعالمية لإنهاء الإحتلال الأمريكي للعراق ، وتنامي مشاعر الكراهية لسياسات الولآيات المتحدة الامريكية المتعجرفة بين الدول والشعوب العربية والإسلامية ، وعلى السياسيين العراقيين إستثمار هذه العناصر بكفاءة عالية ، لتجنب الموافقة على أية معاهدة أو ترتيب أمني يضر بمصالحنا وإستقلالنا الوطنيين ، وعدم الإطمأنان مطلقآ للوعود والنوايا الجديدة المعلنة ، أو الرضوخ للتهديدات الجوفاء لممحن ، بنا له أكبر سفارة في مستنقع ، لا يجيد الخوض فيه .حبله السري مربوط بمستنقعات الفقراء في فيتنام ولاوس وكمبوديا المحفورة أبعادها الروحية في ذاكرة الشعوب التواقة للحياة الكريمة.
. ج – أمكانية دعم المفاوض العراقي وجعله في حالة نفسية يكون قد تخلص فيها من عقدة الظن ، بفظل أمريكا على العراقيين بإزاحة نظام البعث ، ورغبتها في بناء دولة ديمقراطية عصرية ، لأنه لو صح ذلك الإعتقاد بالمطلق ، لأزالته حينما إرتكب جرائمه الكبرى ضد نا - قبل أحداث نيويورك – وظل يإن تحت وزر ثقلها ، حتى هوى امام دبابتها بشكل مذل ، ولما أستعملت أموال العراق المحجوزة ، لإبتزاز الحكومة العراقية لإرغامها على توقيع هذه الإتفاقية ، إن الطبيعة الإستغلالية للرأسمالية تجعل الأمريكان متواجدين حيث مصالحهم مشروعة كانت أم غير ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتقرب سوريا من الغرب على حساب علاقتها التاريخية مع طهران؟


.. حماس: جهود التوصل لوقف إطلاق النار عادت إلى المربع الأول




.. هل تنجح إدارة بايدن في كبح جماح حكومة نتنياهو؟


.. الجيش يوسع عملياته العسكرية على مناطق متفرقة بشمال قطاع غزة




.. مقتل العشرات في فيضانات جرفت قرى بولاية بغلان بأفغانستان