الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداً على مقال خالد عبد القادر: القيمة الفلسطينية ؟؟!

عبد الرحمن قاسم

2008 / 6 / 15
القضية الفلسطينية


نشر خالد عبد القادر مقالاً بعنوان " القيمة الفلسطينية " يتعرض فيها لحالة الإحباط الشديدة التي تسود الشارع الفلسطيني، ويعزو ذلك إلى (( حملة منظمة شنها ولا يزال يشنها ( العدو العربي ) قبل العدو ( غير العربي). عملت ولا زالت تعمل علو تنويم هذا الشعب واسترخائه وقبول ان يكون الغير مديرا لحياته القومية والفردية . حملة تغرس روح العبودية في الفرد والجماعة الفلسطينية تدجنه , تنسيه انسانيته وتربيه على انه خروف العيد والاضحية )) !! نتساءل: كم العمق الفكري بهذا التسطيح وهذا الهراء ؟؟؟ هل وصل الشعب الفلسطيني إلى حالة الإحباط فقط بسبب حملة منظمة يقودها اليهود وأعوانهم ؟؟؟ ألم يقرأ السيد خالد شيئاً عن تاريخ قياداتنا السياسية المتلبد بالغباء والهمجية والمراهنات الواهمة على شيء اسمه محيط عربي إسلامي ينهض من سباته فيقوم بإزاحة " الدولة اللقيطة " ويعيد الحق لإصحابه ؟؟؟ السيد خالد لا يسأل نفسه، من المسؤول عن رفض قرار التقسيم ؟؟ الحملة المنظمة للصهيونية أم غباء الفلسطينيين وقيادتهم ؟؟!؟ من المسؤول عن إعلان حرب 48 على الدولة الناشئة بقرار أمم متحدة ؟؟ الدعاية الصهيونية ؟؟؟ من المسؤول عن إطلاق الثورات والانتفاضات المسلحة والفاشلة ؟؟؟؟ اليهود وأعوانهم أيضاً ؟؟؟ إن عدم الاعتراف بالحقائق التاريخية الساطعة لن يقربنا من أي حالة نقدية قد يسعى إليها أي كاتب.
ثم هل الشعب الفلسطيني نائم ومسترخ كما افترض خالد عبد القادر الذي يبدو أنه لا يشاهد حتى الأخبار ؟؟؟ هل فعلاً أن الشعب محبط لأنه اقتنع بالعبودية ؟؟؟ كيف وصل الشعب إلى الإحباط لو كان ثمة إحباط ؟؟؟ هنا نحتاج إلى الأقلام الجريئة التي تميط اللثام عن اعترافات قاسية تخص السفينة المخروقة التي ما زلنا نسير بها، متعامين عن حالة الغرق التدريجية التي ستودي بنا إلى هاوية الطرد والترانسفير لأننننا لم نصبح شعباً يعرف كيف يتقبل الأمر الواقع، خاصة عندما يكون هذا الواقع مسنوداً بقوى الإمبريالية العالمية التي يشكل بها اليهود وزناً واضحاً !!
ثم لم أفهم كيف ربط السيد المفكر ( الجديد جداً ) بين ماكياج السيدات ونفي العمل السياسي ؟؟؟ كلا يا سيدي، رجال منظمة التحرير ونساؤهم يعلمون من امر الماكياجات ما لا يعمله أمراء الخليج، وترف العيش والتخمة الذي يعاني منه هؤلاء أشد قذراة مما نقول.
لكن اهم ما ورد في قلم المفكر خالد عبد القادر، هو التهكم على الدولة الديمقراطية العلمانية قائلاً بأنها وهم لن يتحقق على أرض الواقع، وهو ينحاز بالتالي لمصالحه الشخصية التي ما زالت تردد الاسطوانة المشروخة البالية حول دولة في حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف !!! ماذا مع حق اللاجئين في العودة ؟؟؟ يصمت أصحاب دولة المعازل وأحياناً يأكلون جزمة عتيقة وأحياناً تستبد بهم الوقاحة فيقولون لك: حق العودة مستحيل على أرض الواقع !!! إذن ما هي القضية الفلسطينية إن لم تكن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وفق قرارت الشرعية الدولية ؟؟؟ هل القضية الفلسطينية هل منصب وكيل وزارة ( بلا أي سيادة ) للسيد خالد عبد القادر ؟؟؟ إلى هذا الحد وصل المتحدثون بالسياسة في الشأن الفلسطيني ؟؟؟؟!
لكن نطرح بقوة السؤال التالي: أيهما الوهم حقاً، هل هو دولة في حدود 67 وعاصمتها القدس أم الدولة العلمانية الواحدة ؟؟؟
الطريق المسدود الذي وصل إليه محمود عباس مع أولمرت يؤكد بكل وضوح خيار إسرائيل بهذا الخصوص: دولة خلف الجدار، ومحشورة في معازل ميتة، بلا موارد، محودة الحركة، فاقدة للسيادة، فاقدة لمياه الشرب والري، والأهم الموافقة على بقاء التكتلات الاستطيانية الأربعة وبقاء الأغوار الزراعية مصادرة !!! أين هي دولة 67 يا منافق يا وقح ؟؟؟؟ تجديد اتفاق عار لتعمل السلطة على خدمة الأمن الصهيوني العنصري مقابل مرتب لك وماكياج لزوجتك، ثم نوز مرة أخرى ونضحك على الشعب مرة أخرى، لأن الشعب طول عمره مضحكة وحمار لبعض المجرمين والأفاقين الذين قادوا الشعب إلى المجازر والمهالك وجعلوه يخوض نزاعاً عنيفاً بلا مقومات ؟؟؟ هل تسمي ما سبق دولة في 67 ؟؟؟؟ نسينا الممر المؤدي إلى الحرم القدسي بعرض متر أو مترين يتم غلقه عند مرور رئيس بلدية " أورشليم " ؟!
بالمقابل فإن مشروع الدولة الواحدة هو الضمان الوحيد لعودة اللاجئين إلى ديارهم، لكن شروط نهوض هذا المشروع غير متوفرة ذاتياً وإن توفرت موضوعياً، فالأيدلوجيا الصهيونية وكذلك الإسلاموية تعيق مثل هذا التقدم الإنساني: هم شعب الله والختار الذي يسعى لدولة من النيل إلى الفرات ( يعطونك دولة في 67 ؟ )، أما نحن فخير امة أخرجت للناس ورسولنا هو أشرف الخلق وأطهر الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين .. هكذا دفعة واحدة !!!
لو تأملنا المثال الجنوب أفريقي لوجدنا أنه يشابه الحالة الفلسطينية بشكل كبير، ولو كنا نقرأ الأخبار ونحلل ما وراءها، لكنا استشعرنا الخير كل الخير من قيام استراليا وكندا بالاعتذار للسكان الأصليين على سنوات من التعذيب والاضطهاد. لا نملك إلا الوسائل الحضارية والمحاكم الدولية وقبل كل ذلك يجب النضال لتفكيك أيدلوجيا فلسطين لنا وحدنا من النهر إلى البحر !
أما عنوان المقال فهو أكبر مما جاءت به سطور المقال، ونقصد " القيمة الفلسطينية "، الذي يرسخ الطرح القديم جداً والفاشل بالصدام الغوغائي مع الآلة المسلحة الإسرائيلية الراقية. بعد ستين عاماً إلى أين وصلنا يا سيد عبد القادر ؟؟؟ الأرض التي نتحرك عليها تقلصت إلى أبعد حدود ممكنة، حرية الحركة أصبحت مستحيلة، حتى مقومات الحياة أصبحت بالكاد متوفرة. أولاً يجب ان تعيش في الضفة أو غزة، ثم بعدها يحق لك الحديث في الشعب ومستقبل الشعب. نرجو من الفلسطينيين في الشتات عدم التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني لأنهم جزء من تكرار المأساة وعمق الجرح. يريدون أن يهلك الشعب الفلسطيني في الداخل عن بكرة أبيه، لكي يعودوا هم على جثث الشعب ؟؟؟ أية أنانية مفرطة ؟؟؟ حماس لن تجلب لكم حق العودة،، ولن تعيد نملة إلى ديارها، وأصبحت تناضل لأجل المعبر مشروعها السلطوي القذر.
يجب على الشعب الفلسطيني ومثقفوه الإنسانيون، لو تبقى ثمة مثقف إنساني، أن يعملوا على تقييم التجربة الكفاحية من 48 إلى اليوم بصدق وأمانة بعيداً عن طموحهم المغلف بالمناصب وثروة السلطة الزائفة. يجب عليهم النظر بجدية إلى موضوع حق عودة اللاجئين الذي تسعى إسرئيل إلى الالتفاف حوله. نعم لدولة ديمقراطية علمانية أو دولة ثنائية القومية تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الإنسانية الضائعة تحت عجلات السيارات اللامعة وياقات العنق الأرجوانية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب